كثفت ميليشيا الدعم السريع قصفها فى مدينة الأبيض فى ولاية شمال كردفان وسط السودان، فى الوقت الذى تسعى فيه الجهود الدولية لايقاف الحرب فى السودان.
قال مصدران عسكريان سودانيان إن مسيّرة تابعة لميليشيا الدعم السريع قصفت أمس ساحة قرب من مركز للشرطة فى حى طيبة جنوب شرقى مدينة الأبيض مما أدى إلى سقوط 21 شخصاًَ بين قتيل وجريح.
أضــاف المصــدران أن القصــف أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل، وإصابة 9 آخرين وُصفت حالة بعضهم بالخطرة.
وفى وقت سابق، قال مصدر عسكرى إن الجيش قصف مواقع للدعم السريع فى بلدة أم عدارة جنوبى كردفان.
وحول انتهاكات الدعم السريع ضد المدنيين العُزل، كشفت شهادات جمعتها صحيفة «واشنطن بوست» أن الميليشيا احتجزت آلاف المدنيين فى الفاشر، بينهم نساء وأطفال وأجبرتهم تحت التعذيب على الاتصال بعائلاتهم للمطالبة بفِدًى مالية، فيما جرى إعدام من عجِز عن الدفع.
فى هذا السياق، أعلن «ناثانيال ريموند»، مديرُ مختبر البحوث الإنسانية فى كلية الصحة العامة بجامعة ييل، أن تقديرات فريقه تشير إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، مؤكدًا أن المختبر سيصدر الأسبوع المقبل تقريرًا يوثّق ما لا يقل عن 140 موقعًا يُشتبه بأنها مقابر جماعية، مشيراً إلى أن الدعم السريع تنفذ عمليات منظمة لإزالة الأدلة التى تٌثبت جرائمها.
وتشهد ولايات إقليم كردفان الثلاث «شمال وغرب وجنوب» اشتباكات ضارية بين الجيش السودانى والميليشيا منذ أسابيع أدت إلى نزوح عشرات الآلاف فى الآونة الأخيرة.
على صعيد الوضع الإنساني، قال برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة إنه سيضطر إلى خفض حصص الغذاء المقدمة للمجتمعات، التى تواجه المجاعة فى السودان اعتباراً من الشهر المقبل بسبب نقص التمويل.
وصف نائب رئيس البرنامج الوضع فى السودان بأنه أسوأ كارثة على مستوى الغذاء فى العالم، حيث يعانى 20 مليون سودانى سوء التغذية، بينهم 6 ملايين يقفون على حافة المجاعة.
قال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ فى البرنامج روس سميث، إن البرنامج سيضطر بدءاً من ينايرإلى خفض حصص الغذاء بنسبة 70 ٪ للمجتمعات التى تواجه المجاعة، وبنسبة 50 ٪ للمجتمعات المعرضة لخطر الانزلاق إليها.
يشتكى النازحون فى مراكز الإيواء بمدينة الأبيض بولاية شمال كردفان من نقص حاد فى الاحتياجات الأساسية، فى ظل تزايد تأثير موجة البرد على الأسر المقيمة داخل الخيام.
كما أشار آخرون أيضاً إلى ضعف الخدمات الصحية داخل المركز وغياب التعليم للأطفال، مطالبين بتوفير مراكز صحية وتحسين الإمدادات الغذائية والمائية واحتياجات الشتاء.
من ناحية أخري، كشفت المحكمة الجنائية الدولية عن لقاء حدث هذا الأسبوع فى مقرها بلاهاي، جمع نزهة شميم، نائب المدعى العام فى المحكمة، بالنائبة العامة السودانية، انتصار أحمد عبدالله.
أوضحت المحكمة فى منشور على منصة إكس أن اللقاء كان بنّاء وتناول الأوضاع فى السودان وآفاق التعاون فى ما يتصل بالتحقيقات التى يجريها مكتب المحكمة بشأن إقليم دارفور، مؤكدة قيامها بتحقيقات حول جرائم حرب محتملة وقعت مؤخراً فى دارفور.
فى السياق ذاته، دعا عدد من المسئولين السودانيين المجتمع الدولى إلى الوقوف مع الجانب الصحيح من التاريخ بتكثيف الضغوط وتصنيف الدعم السريع كياناً إرهابياً.
قال مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مجدى أحمد مفضل، فى إحاطة للبعثات الدبلوماسية المعتمدة بفيينا بشأن الأوضاع الإنسانية فى السودان إن تجاهل المجتمع الدولى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية التى ترتكبها ميليشيا الدعم السريع منذ اندلاع الحرب، شجعها على التمادى فى ارتكاب المزيد من الجرائم المروعة والفظائع غير المسبوقة.









