وزواج عرفى فقط!! وطيب قلب.. و«ويايا ويايا»
نحن الجيل الذى عاصر مجد الصحافة أيام كانت السلطة الرابعة قولاً وفعلاً.. نحن الجيل الذى تتلمذ على قامات خالدة ستظل هى القيمة والقامة فى عالم الكلمة والموقف والرأى المستنير.
ونحن الذين كنا ومازلنا نفخر بأننا ضمير الأمة الذى لا يباع ولا يشترى ولا يموت أيضا.. ونحن الذين كنا ومازلنا ندرك أن رسالتنا هى أن نكون صوت الشعب ومنبر الأغلبية الصامتة وقلعة الدفاع عن حرية الرأى والتعبير.
ولأننا كنا صوت الجماهير.. كنا برلمان الشارع الحقيقى.. كنا الأمل والآمال للملايين فقد كنا صحافة الملايين.. وكانت الملايين من القراء تنتظر بلهفة صدور الطبعات الأولى من الصحف فى المساء لتعيش معها وفيها أحداث العالم وحوارات الحياة وقضاياها.
وفى هذه الأجواء كانت المنافسة الصحفية قائمة وشديدة وشرسة أيضا وكان هناك حرص على التطوير والإبداع وتلبية رغبات القراء واهتماماتهم.. وكانت كلمة «صحفى» تعنى الكثير والكثير.. كان السلطة المتحركة فى كل مكان لأنه استمد قوته من الشعب.. من القراء من الملايين الذين منحوه الحصانة والقوة.. وكان الصحفى بغير حاجة لقانون لحمايته.. أو قانون لتسهيل حصوله على المعلومات.. كان فى مقدوره أن يطرق كل الأبواب لأن الجميع كانوا على قناعة بأن قوة الصحافة هى قوة للمجتمع ومصدر آمان واطمئنان له.
> > >
وظلت الصحافة هى مصدر كل القوة.. وربما مصدر كل السلطات أيضا.. كانت السلطة هى التى تصون وتحمى انجازات المجتمع وتدفعه للأمام.. كانت حافزًا لنجوم الفن على التألق.. ولنجوم الرياضة على الابداع ولنجوم السياسة على إخراج أفضل ما لديهم.. ولنجوم الأدب والفكر على التألق.. ولمصر على الريادة فى كافة المجالات.
وأتى عام 2011.. العام الأسود الذى انقلبت فيه المعايير واختلطت كل الأوراق.. والعام الذى أرادوه لنا عامًا للرجوع للوراء.. وعامًا للانقسام وعامًا للفتنة وعامًا للخراب الدولة بأكملها.
ودفعت الصحافة الثمن.. فالصحافة التى حاولت التحذير من عواقب الإنزلاق نحو المجهول.. الصحافة التى حاولت التنبيه إلى وجود مؤامرة الصحافة التى كانت على علم بأبعاد ما يحدث.. وجدت نفسها مع منافس جديدة ظهر على طريق سريع للمعرفة اسمه «الإنترنت».. طريق لنشر المعلومة قبل أن تصدر الصحف طبعاتها.. طريق لنشر كل ما قيل وقال بدون تدخل أو رقابة أو استقصاء صحيح للمعلومات.. طريق فيه الجميع يتحدثون.. والجميع شركاء فى الخبر.. وشركاء فى الرأى وشركاء فى التعبير والتعليق..! وجدت الصحافة أن المنافس الجديد صار الأسرع انتشارًا والأكثر تأثيرًا وجاذبية.
وظلت الصحافة أسيرة الماضى.. ظلت تعيش على الذكريات وعلى الأمنيات أيضا.. وظلت تبحث عن الوصفة السحرية للعودة بعد أن وجدت أن الجميع فجأة قد تخلوا عنها.. فالإعلانات تراجعت والقراء تناقصوا.. وأسعار أوراق الصحف مع تكاليف الطباعة أصبحت تعنى أنه كلما زاد توزيع الصحيفة كلما زادت خسائرها لأن الصحيفة تباع بأقل من تكلفتها الحقيقية التى كان يتم تغطيتها من حصيلة الإعلانات.
وفى هذه الأجواء أيضا فإن الصحافة لم تقدم الجديد.. فلا هى أصبحت مصدرًا للأخبار.. ولا منبرًا للآراء التى يمكن أن تحدث الفارق والتأثير ولا هى أيضا وجدت صيغة العودة لدائرة صناعة القرار والتعبير عن الجماهير.. وهى حقًا أزمة.. أزمة تواجهها الصحافة.. أزمة البحث عن هوية جديدة أزمة العودة للميدان بأسلحة مختلفة.. أزمة اجتذاب الأجيال الشابة.. أزمة أن تكون أو لا تكون.. أزمة جاءت بدون توقع.. وبدون استعداد.. وبدون وجود «أسطوات» للمهنة فى مقدورهم إعادة رسم معالم طريق الإنقاذ..!
> > >
ونحاول أن نبقى مع الشارع.. مع قضاياه واهتماماته.. مع صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى لسيدات يبحثن عن أزواج.. والشرط الوحيد هو أن يكون الزواج عرفيًا فقط..! ولماذا لأن الزوجة إما أرملة أو مطلقة وتبحث عن استمرار معاش الزوج.. وإما أنها تبحث عن استمرار معاش والدها الذى توفى.. ولا تريد التضحية بالمعاش إذا ما أقدمت على الزواج..! ولاتعليق.. ولا نصيحة نقدمها.. ومن كان له حيلة فليحتال.. ولم يعد هناك سبب أو تبرير.. فالكل الآن يحتال ويخدع ويغش..!!
> > >
وذهب صاحبنا لطبيب القلب.. أخبره الطبيب بحاجته إلى جراحة عاجلة فى القلب.. وقال له إن هناك تقنيات وطرقًا جديدة فى الجراحة ولكل طريقة تكاليفها وسعرها.. وعليه أن يختار..!
ويقول صاحبنا.. قلت للطبيب.. كيف لى أن اختار الأنسب أنت من يحدد الاختيار.. ورد الطبيب.. وأنت من سيدفع.. والكلمة لك..!! وذهب صاحبنا لطبيب آخر وسمع نفس الكلام.. وجاءه من يقول له.. «الغالى تمنه فيه».. وانصاع للنصيحة ودفع من غير تردد أو مزيد من التفكير..!
> > >
ونرتاح مع أم كلثوم.. وويايا وويايا وأنت بعيد ويايا.. خيال وشوق بيزيد ويايا.. كل شىء حواليا بيفكرنى بيك.. كل نور فى عينيك فيه ضحكة عينى.. أدى الشموع اللى ابتسامتك نورت فوقها الدموع.. أدى خطوتك أدى همستك أدى ضحكتك.. تعالى للأحلام للحب للإلهام وقد ما يحلا لنا نسهر وغيرنا ينام.. تعالى شوف العمر كله نخلصه حب الليلة دى.. تعالى حب العمر كله نخلصه حب الليلة دى ما تخليش أشواقنا لبكره كأن أول ليلة للحب الليلة دى.
> > >
وأخيرًا: أيام تمضى وتعود ولكن ليس كيوم الفراق.
> > >
واحذر أن تتحول انطباعاتك الأولية عن المواقف السلبية التى تمر بك مع الأشخاص إلى قناعات نهائية.
> > >
وأسألك بلطفك الذى يشمل كل شيء ورحمتك التى سبقت غضبك أن تعف عنى وتعافنى من انقلاب الحال وأن تنجينى من كل ما أخاف وأحذر.. ياالله.









