حين تريد الدولة أى دولة إرساء دعائم رقيها وتقدمها وتشرع فى إنشاء جمهوريتها الجديدة فإنها تعنى أول ما تعنى بأمرين لا ثالث لهما هما صحة مواطنيها وتعليمهم بحيث تستثمر فى الإنسان الذى هو عماد التقدم والرقى فى أى مكان على ظهر البسيطة.. وهذا ما نجد له ترجمة حرفية على أرض الواقع فى «أم الدنيا» فمنذ ما يقارب من عقد أو أكثر قليلاً وتحديداً منذ عام 2014 وهناك ما يشبه الثورة النهضوية التى تنتظم مصر طولاً وعرضاً وفى المجالات كافة.
وخلال الأسبوع المنصرم كانت هناك دعوة كريمة من الصديق د.السيد قنديل رئيس جامعة العاصمة «حلوان سابقاً» وسبب الدعوة كان الإعلان عن تدشين مسمى جامعة العاصمة بديلاً عن مسمى «حلوان» السابق.
ولكن كانت المفاجأة الرائعة التى فجرها د.قنديل خلال اللقاء هى إقامة صرح طبى متميز تابع لطب العاصمة وأخذ يعدد مجموع الفوائد التى سوف تعود على المواطن المصرى من قاطنى منطقة جنوب القاهرة وشمال الصعيد حيث من المتوقع أن يخدم هذا المجمع الطبى ما يقارب 8 ملايين نسمة بسعة ضخمة 1600 سرير.. وخلال الفترة القليلة المقبلة سوف يتم تشغيل العيادات الخارجية فور الانتهاء من الإنشاءات وهو ما يساعد بدوره على إحداث طفرة فى جانب الخدمات الصحية فى واحدة من أهم المناطق التى تفتقر إلى الخدمات الصحية المتميزة علاوة على أن موقع هذا المجمع الكبير يجعله مقصداً للعديد من المواطنين فى مناطق جنوب القاهرة والجيزة وسكان محافظات شمال الصعيد من مواطنى بنى سويف والفيوم والمنيا نظراً لقرب المساحة بعد الطفرة الهائلة التى شهدتها طرق محافظات الصعيد.
لم يتوقف الأمر على مجرد هذا الصرح الطبى الكبير بل تجاوز الأمر إلى إعادة تطوير مستشفى حلوان والبدء فى توسعات مستشفى بدر الجامعى التابع لجامعة العاصمة خاصة بعد موافقة القيادة السياسية على زيادة مساحته إلى 8 أفدنة وبالتالى يساهم ذلك فى مضاعفة حجم المستشفى وتزويده بمساحات للطوارئ.
حقيقة مشروع ضخم كهذا يجب أن يتكاتف الجميع من أجل إنجازه خاصة أنه سوف يكون بمثابة طوق نجاة لأكثر من ثمانية ملايين مواطن من مواطنى جنوب القاهرة وما حولها.
الجامعة من جانبها سوف تسهم من مواردها الذاتية فى مراحل الإنشاء المختلفة كما أنها أطلقت حملة تبرعات بين أهل الخير المقتدرين من أجل تسريع العمل وإنجاز المشروع فى أقرب وقت ممكن فلا شك أن المصريين حين يعتزمون الإنجاز فلا يمكن أن يعيقهم أى شيء وهناك أمثلة عديدة لذلك لعل أقربها مستشفى 57357 وكيف كانت مساهمات المصريين نموذجاً يحتذى.









