رغم أن جرائم التحرش منذ الجريمة البشعة فى مدرسة البحيرة ثم الجريمة الأفظع والأبشع فى مدرسة السلام.. أدمت قلوبنا جميعاً.. وأساءت أيما إساءة لمنظومة المدارس الخاصة والدولية وقطاع التعليم بصفة عامة ولا بديل عن إعدام هؤلاء العصابة المجرمة التى انتهكت عرض واغتصبت ملائكة صغاراً.
أقول رغم ذلك ورغم البقعة السوداء التى دنست ثوب الرسالة التعليمية السامية إلا أن هناك اشياء رائعة وانسانية فوق الوصف فى مدارسنا ولن اذكر اسماء مدارس ولا معلمات فضليات حتى لايظن من فى قلبه مرض أننى أجامل هذا أو ذاك وانما لا أكتب إلا بحبر الحقيقة وما يمليه على ضميرى المهنى وأمانة الكلمة وقدسية وأثر هذا القلم الذى اقسم به رب العزة لقيمته العظيمة وأثره البالغ وسمو رسالته عندما قال: «نون والقلم وما يسطرون» ويوم أن قرأت بيتا من الشعر فى ديوان الإمام على بن أبى طالب يقول فيه: «لا تكتب بكفك شيئاً.. لا يسرك فى القيامة أن تراه» ارتجف جسدى وابتعدت تماماً عن تحابيش أو سيناريوهات الاثارة وتزويق الكلمات التى ربما تبعدنى قليلاً عن الحقيقة الدامغة فأقع فى المحظور وإنما الالتزام بأمانة الكلمة الاساس فى كل ما يخط القلم أو يمليه الضمير.
>>>
أقول فى مدارسنا شيء جميل وأروع بكثير مما أدمى قلوبنا فهذه معلمة فاضلة جديرة بأن تلبس تاج الانسانية وعظمة الأمومة ونبل المعلمة التى تكاد ان تكون رسولاً فى فصلها طفل يتيم فى الصف الثالث الابتدائى سمعت أنه يتحدث مع زملائه عن عيد ميلاده التى كانت امه تعده له فإذا بالمعلمة تحضر التورتة والجاتوهات والاطباق داخل الفصل دون أن يعلم الصغير وطلبت منه ان يغادر الفصل قليلاً فظن انه معاقب واخبرت زملاءه بالمفاجأة ووضعت التورتة والجاتوهات على المنضدة واشعلت الشموع ووقف صفين خلف الباب «ممر شرفى» لزميلهم اليتيم ثم فتحت المعلمة الباب ونادت على الصغير ليدخل الفصل وسط غناء زملائه يعيد ميلاده واحتضنته المعلمة كأروع أم فى الوجود واطفأت الشمع مع تلميذها الذى انهارت دموعه وهو يحتضن المعلمة الفاضلة ويصافح زملاءه فى حب ومودة وهو يحتفل بعيد ميلاده فى احضان معلمته ودفء زملائه هذه هى مدارسنا والوجه المضيء الذى يمحو كل البقع السوداء التى صنعها هؤلاء الدخلاء على رسالة العلم والمعلم.
>>>
وكلنا مازلنا نذكر معلمين افاضل كانت لهم بصمات فى مشوارنا التعليمى فلا أنسى شخصياً فى مرحلة الابتدائى بمدرسة الدمرداش الابتدائية بشارع رمسيس امام الكاتدرائية بالعباسية «ابلة» عزيزة معلمة العربى وأبلة آمال مدرسة العلوم وابلة ليلى رياضة والناظر القدوة «الشيخ» حسن الذى علمنا وادبنا ولا ننسى نصائحه فى طابور الصباح كل يوم وتكريمه للمتفوقين فى كل فصل وحتى اليوم يأتى الصغير فيروى حبه وتعلقه بمدرساته وترديد عبارات اللغة الانجليزية والنصائح والاناشيد وحرصه على الذهاب للمدرسة وهو يقول اليوم «مس خلود» و«تيتشر أمنية» و.. و.. انها مدارسنا الفاضلة ومعاقل العلم والتربية التى ستظل تؤدى رسالتها السامية على مر الاجيال والازمان.
>>>
وعودة للمدارس الدولية والخاصة اقول إن هناك جريمة تدور فى تلك المدارس لا تقل جرماً عن التحرش وهتك العرض والاغتصاب والتى لا ردع ولا عقاب يشفى الغليل ويكون فى حجم الجرم إلا الإعدام فما ارتكبه هؤلاء المجرمون ليس تحرشاً على الاطلاق وانما هو قتل مع سبق الاصرار والترصد لصغار فى عمر الزهور ملائكة لا تعرف الخطأ ولا تدرك مكر ودناءة هؤلاء الشياطين وللأسف الشديد بدلاً من اعدام الجناة نساهم فى عادة هتك الصغار بالعرض كل يوم على الطب الشرعى والنيابة ويمكث الصغير وذووه بالساعات ويتم عرضه مرة واثنتين فى هتك عرض ومعاناة جديدة و كأنه الجانى وليس المجنى عليه حتى وان كان ذلك لاثبات الواقعة والحرص على حقه لكن مجرد حدوث الواقعة وفحص الكاميرات واعتراف المجرم ذاته يكفى دون الحاجة لعرض الصغار وانتهاك طفولتهم مرات ومرات اكرر ثم اكرر أن تغليظ العقوبة إلى اقصى حد هو الحل لمنع الجريمة .









