تَناسى شاب مُستهتر رابطة الدم وعاطفة الأمومة تجاه «ست الحبايب»، فقام في لحظة غضب شيطانية بعد خلاف مع والدته بـالتربص لها والتخلص منها بطعنات الغدر علانية وأمام كل الناس، أثناء وجودها بأحد الكافيهات الشهيرة بمنطقة مدينة نصر بقلب العاصمة، وسط صدمة وصرخات الزبائن. تم القبض على المتهم وتَحرر محضر بالواقعة، وأُخطر اللواء محمد يوسف، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، وتُباشر النيابة التحقيق.
العنف الأسري
الجريمة البشعة هزت المشاعر، وانتفضت لها القلوب على ما وصل إليه “العنف الأسري” والقسوة بين أبناء المجتمع، في مشاهد صادمة ومُدمرة يوميًا وبلا رحمة، خاصة مع وقوع مأساة أخرى مماثلة خلال الساعات الماضية لـ”تاجر” أنهى حياة والدته بحي الشيخ زايد بمحافظة الجيزة بعد مشادة بينهما، وغير ذلك الكثير من المآسي المتنوعة لنقول: على الدنيا السلام. الأمر الذي يحتاج وقفة حاسمة ممن يهمه الأمر من الجهات المعنية لدراسة الدوافع والأسباب، في محاولة لإيجاد حلول توعوية للحد منها قبل تفاقم الخطر.
تفاصيل الجريمة
الحادث المروع وقع عندما فوجئ رواد المقهى المعروف بالحي الراقي بمدينة نصر بمشادة بين “شاب وسيدة” بأحد الكافيهات، ليُسرع بعدها وبدون سابق إنذار بـغرس السكين بـصدرها بلا رحمة، ويُسقطها جثة غارقة في الدماء وهو في حالة هيجان، ويختفي بالزحام، وسط حالة من الذعر والفزع التي أصابت الجميع، خاصة بعد تأكدهم أنها لفظت أنفاسها الأخيرة في مشهد صادم ومُثير وغريب من نوعه، انتشر بـسرعة البرق بـوسائل التواصل الاجتماعي من هول المفاجأة.
معاينة المباحث
على الفور، تم إبلاغ رجال المباحث، وخلال دقائق انتقلت القوات بقيادة اللواء علاء بشندي، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، ونائبه اللواء علي نور الدين، لفحص جثة الضحية وما بها من إصابات، وسماع الشهود ورواية كل منهم بموقع الحادث. ونُقلت بسيارة إسعاف لـثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرُّف النيابة، والتي قررت انتداب الطبيب الشرعي للتشريح لتحديد سبب الوفاة وضبط المتهم وكشف ملابسات الجريمة الغامضة التي هزت أرجاء المنطقة وكل من سمع بـها.
الابن المتهم
توصَّل فريق البحث الجنائي في الحال، وبعد التحفظ على كاميرات المراقبة وتفريغها وإجراء التحريات، إلى أن مرتكب الجريمة البشعة هو نجل المجني عليها لخلاف بينهما. وتم القبض عليه وهو في حالة انهيار ونَدم شديد، وبمواجهته اعترف بكيفية ارتكاب الحادث وطريقة تنفيذه في لحظة تهور شيطانية، فَقد خلالها السيطرة على أعصابه، ليُدمر حياة أمه التي كانت بالنسبة له كل شيء في الدنيا، ليكون مصيره السجن ما تبقى من عمره جزاء إجرامه واستهتاره.
حبس القاتل
تَحرر محضر بأقوال واعترافات تفصيلية لقاتل أمه، وأُحيل للنيابة التي قررت بعد استجوابه على مدى عدة ساعات، حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات، لينال عقابه الرادع بـقضاء ما تبقى من العمر خلف أسوار السجن، في وقت لا ينفع فيه الندم.









