شهد الاقتصاد المصرى خلال السنوات الأخيرة مرحلة من التحديات الهيكلية والضغوط الخارجية غير المسبوقة، وتم التعامل معها عبر برامج إصلاح اقتصادى جريئة وتدابير انضباط مالى وهيكلى، أثمرت عن بناء صلب ومرن للاقتصاد، تجسد فى قدرته على امتصاص الصدمات العالمية والإقليمية المتتالية، وهو ما يبدأ الآن فى التبلور كبشائر تحسن ملموسة فى مستويات معيشة المواطنين، خاصة مع استعادة الثقة الدولية والتدفقات الاستثمارية الكبرى وتراجع مؤشرات التضخم. إن صلابة الاقتصاد المصرى لم تعد مجرد أرقام تعلن فى بيانات رسمية، بل هى الأساس الذى تستند إليه الدولة لتبدأ فعليًا فى جنى ثمار التضحيات التى قدمها الشعب، حيث أن استقرار سعر الصرف ونجاح الحكومة فى كبح جماح السوق الموازى قد بدأ مباشرة فى تخفيف الضغط التضخمى الهائل الذى كان يلتهم القوة الشرائية للدخول، فمع عودة الاستقرار النقدى، يتمكن البنك المركزى من تطبيق سياسات أكثر مرونة تؤدى إلى انخفاض تدريجى فى أسعار السلع والخدمات، لتبدأ الأسر المصرية فى الشعور بتخفيف العبء المالى اليومى، خاصة فى أسعار المواد الغذائية والأساسية، وهو ما يدعم جهود الحكومة فى توجيه الإنفاق العام نحو تحسين الخدمات الاجتماعية ورفع كفاءة البنية التحتية، التى تعد ركيزة لتحسين جودة الحياة، كزيادة الاستثمار فى قطاعى الصحة والتعليم وتطوير شبكات النقل والمواصلات التى تسهل حركة المواطنين وتخفض تكاليف انتقالهم. كما أن النجاح فى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاعات الإنتاجية والصناعية، والتى تدعمها رؤية الدولة لتوطين الصناعة، يبدأ فى خلق فرص عمل جديدة ومستدامة بأجور تتناسب مع الكفاءات المتطورة، مما يساهم فى خفض معدلات البطالة ورفع متوسط دخل الفرد، وهو ما يمثل نقلة نوعية من مجرد توفير فرص عمل إلى توفير عمل لائق يعزز الطبقة المتوسطة ويقلص الفجوة الاجتماعية، إضافة إلى ذلك سمحت الصلابة الاقتصادية للحكومة بتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية بفاعلية أكبر، مع زيادة مخصصات المعاشات وبرامج الدعم النقدى الموجهة للفئات الأكثر احتياجًا، لضمان أن فوائد النمو الاقتصادى تشمل كل فئات المجتمع دون استثناء، مما يعكس تحولاً من مجرد «الصمود الاقتصادى» إلى «الاستدامة والشمول الاجتماعى»، وتستكمل هذه البشائر بالتوسع فى مشروعات الإسكان الاجتماعى وتطوير المناطق العشوائية، التى تعزز الأمن السكنى وتوفر بيئة معيشية كريمة لملايين المصريين، مما يؤكد أن جهود الإصلاح الاقتصادى لم تكن غاية فى حد ذاتها، بل كانت وسيلة ضرورية لتحقيق هدف أسمى وهو تحسين حياة المواطن المصرى وجعل بشائر هذا التحسن حقيقة ملموسة يُستشعر تأثيرها الإيجابى فى تفاصيل الحياة اليومية لكل أسرة.
ويمر الاقتصاد المصرى بمرحلة مفصلية، حيث بدأت جهود الإصلاح الهيكلى والمالى التى استمرت لسنوات فى إعطاء نتائج ملموسة، تولد تفاؤلاً بتحسن فى مستوى معيشة المواطنين. هذا التفاؤل لا ينبع من مجرد أمنيات، بل يستند إلى مؤشرات قوية تظهر صلابة الاقتصاد وقدرته على تجاوز التحديات.. والاستقرار الحالى للإقتصاد هو مفتاح لكسر شوكة التضخم الذى أرهق كاهل الأسرة المصرية، ومن المتوقع أن يترجم إلى تراجع تدريجى فى أسعار السلع الأساسية والمستوردة خلال الفترة المقبلة.
وبالتوازى تعمل الدولة على توجيه الاستثمارات لزيادة الطاقة الإنتاجية المحلية، سواء فى الصناعة أو الزراعة، مما يقلل الاعتماد على الاستيراد ويخلق فرص عمل لائقة ومستدامة، وهو ما يمثل العلاج الحقيقى لرفع مستوى الدخل الفردى. كما أن التوسع فى شبكة الحماية الاجتماعية وتطوير الخدمات الأساسية يهدف إلى ضمان أن ثمار النمو الاقتصادى تصل إلى الفئات الأكثر احتياجا. إن هذه الخطوات مجتمعة ترسم صورة لمستقبل قريب تتراجع فيه الضغوط المعيشية وتعود فيه القوة الشرائية، معززةً شعور المواطن بالاستقرار والتحسن الفعلى فى جودة حياته.








