عقدت الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، برئاسة الدكتور عماد الدين عدلي، “المؤتمر الوطني حول الأراضي الرطبة في مصر: بناء خارطة طريق نحو استراتيجية وطنية للأراضي الرطبة”.
يأتي المؤتمر في إطار مشروع “الحلول المعتمدة على الأراضي الرطبة لتعزيز الأمن المائي والمرونة المناخية والتنوع البيولوجي في مصر (2025-2026)”، والذي يتم تنفيذه بالتعاون مع مرصد الأراضي الرطبة المتوسط (MWO) التابع لمعهد تور دو فال، وبالشراكة مع وزارة البيئة وعدد من المؤسسات الوطنية المعنية.
شهد المؤتمر حضور لفيف من الخبراء والمختصين في الشأن البيئي، والإعلاميين، وممثلي الجمعيات الأهلية، إلى جانب عدد من الصيادين.
أهمية الأراضي الرطبة ودورها في التنمية
يشكل هذا المؤتمر محطة هامة لتعزيز الوعي بالدور الحيوي الذي تلعبه الأراضي الرطبة في مصر، باعتبارها نظمًا بيئية أساسية لـ:
- إدارة الموارد المائية.
- حماية التنوع البيولوجي.
- دعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية.
- المساهمة المباشرة في تعزيز الأمن الغذائي.
المؤتمر منصة للحوار وتحديد الأولويات
اعتبر المؤتمر منصة لعرض وضع الأراضي الرطبة في مصر، استنادًا إلى نتائج مرصد الأراضي الرطبة في المتوسط. كما تم استعراض أبرز المبادرات الوطنية الناجحة في مجال الإدارة الرشيدة وإعادة التأهيل.
هدف المؤتمر إلى تعزيز الحوار بين الجهات الحكومية، والمؤسسات البحثية، ومنظمات المجتمع المدني، والمؤسسات الإعلامية، بما يسهم في بناء رؤية مشتركة وتحديد الأولويات الوطنية المتعلقة بالأراضي الرطبة، تمهيدًا لوضع الأسس الأولى لإعداد استراتيجية وطنية للأراضي الرطبة في مصر.
تصريحات رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية
صرح الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، بأن المؤتمر يأتي بالتعاون مع منظمة مراقبة البحر المتوسط حول الأراضي الرطبة والاتحاد الدولي للطبيعة من أجل السلام، وتحت إشراف جهاز شؤون البيئة بوزارة البيئة.
وأكد أن المؤتمر يعكس الأهمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للأراضي الرطبة في مصر، خاصة في البحيرات الشمالية مثل البرلس، والبردويل، والمنزلة، ومريوط، وإدكو، والتحديات والفرص المتاحة في هذه المناطق، مع عرض لأهم التجارب وقصص النجاح.
وأضاف د. عدلي أن الأراضي الرطبة ليست مجرد مساحات طبيعية، بل تُعد شرايين للحياة تحافظ على الأمن المائي والغذائي، وكذلك التنوع البيولوجي، وتمثل خط الدفاع الأول للتصدي للتغيرات المناخية.
الإعلان عن مشروع “راسكم” ودعم استراتيجية الوزارة
أكدت غادة أحمدين، مدير برامج الشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، أن المؤتمر يستعرض وضع الأراضي الرطبة محليًا وإقليميًا، وذلك لتقديم الدعم لوزارة البيئة لوضع الاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة في مصر،
خاصة أن مصر تمتلك أربعة مواقع مُسجلة في اتفاقية رامسار كأراضٍ رطبة، وهي: بحيرة قارون، والبرلس، والبردويل، ومحمية وادي الريان، مع وجود مواقع أخرى سيتم تسجيلها مستقبلاً.
وأضافت أحمدين أن المؤتمر ضم شركاء إقليميين من البحر المتوسط وعديدًا من الجهات المعنية في مصر، مثل وزارة البيئة وهيئة حماية الشواطئ بوزارة الري والموارد المائية، وخبراء وطنيين وأكاديميين، علاوة على مجموعة من الصيادين الذين يعيشون حول منطقة بحيرة البرلس.
وأشارت إلى أنه سيتم تنفيذ عدد من الأنشطة لخدمة المجتمعات المحلية حول البحيرة بداية العام الجديد 2026، ومنها مشروع إقليمي بعنوان “راسكم” (RASCOM)، وهو مشروع قائم في دولتي المغرب وتونس وعدد من دول شمال المتوسط.
وأوضحت أن مشروع “راسكم” سيتم تنفيذه ببحيرة البرلس بالتعاون بين وزارة البيئة والشبكة، وذلك لتحديث خطة إدارة بحيرة البرلس بشكل تشاركي بمشاركة ممثلين عن الصيادين والمزارعين والمرأة والشباب بالمنطقة،
بالإضافة إلى بناء القدرات وتبادل قصص النجاح والحلول بين الدول المشاركة في المشروع، مع الحرص على إيجاد الحلول من قبل المواطنين المحليين للمنطقة. كما أشادت بدور الإعلام كشريك أساسي في رفع الوعي البيئي من خلال الحلول القائمة على الطبيعة.
رؤى الخبراء والمطالب البحثية
طالب الدكتور مصطفى الحكيم، أستاذ متفرغ بمركز بحوث الصحراء، بالعودة إلى الجامعات ومراكز البحوث للوقوف على المرجعية العلمية التي تم الاستناد إليها في المشروعات المشابهة.
وأوضح هيثم اليماني، مسؤول بالشبكة العربية للبيئة والتنمية “رائد”، أن وزارة البيئة نجحت في الربط بين ثلاثة استراتيجيات وطنية (الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي، والاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة التصحر)، مؤكدًا ضرورة الاستفادة منها عند إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأراضي الرطبة.
ودعا اليماني إلى عمل دراسة بالمجتمعات التي تضم أراضي رطبة (مثل الفيوم، سيناء، وكفر الشيخ) للاستفادة منها عند إعداد الاستراتيجية الجديدة، على غرار المبادرة التي ساهم فيها المكتب العربي للشباب والتنمية مع وزارة البيئة حول التغيرات المجتمعية عند إعداد الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي.
وخلال المؤتمر، تم عرض رؤى عدد من الخبراء والمختصين، كما تم الاستماع إلى رؤية الصيادين الذين يعيشون في هذه المناطق لاستخلاص الحلول من الطبيعة للقضاء على التحديات، والوقوف على أهم المشكلات التي تواجههم لسرعة العمل على حلها.
