عاشت الجالية المصرية الكبيرة فى قطر ليلة حزينة بعد الهزيمة القاسية بثلاثية أمام بدلاء المنتخب الأرنى والخروج المؤسف من الدور الأول لكأس العرب «فيفا قطر 2025» وهاجمت الجماهير فى استاد البيت اللاعبين واتحاد الكرة أثناء المباراة وبعدها احتجاجا على المستوى الهزيل الذى ظهر به الفريق ليس فى مباراة الأردن فقط ولكن فى مباراتى الكويت والإمارات التى فشل خلالهما الفريق فى الفوز وطالبت الجماهير هنا فى قطر وفى مصر بمحاسبة كل المسئولين عن هذا المستوي!!
وإذا كان حلمى طولان المدير الفنى للفريق والذى انتهت مهمته رسميا قد اتهم مسئولا واحدا فقط هو أحمد دياب رئيس رابطة الدورى بأنه وراء الخروج من الدور الأول وظهوره بهذا الشكل المؤسف فى البطولة ..فإنه كان عليه أن يلوم نفسه ورئيس اتحاد الكرة هانى أبوريدة لأنهما شاركا بهذا الفريق الضعيف حديث التكوين فى بطولة كبيرة معتمدة من الفيفا شاركت فيها معظم المنتخبات بالقوام الأساسى مثل الأردن والسعودية والعراق والكويت وعمان.. بينما المنتخبات التى شاركت بالصف الثانى مثل تونس والمغرب والجزائر فاستعانت بكل محترفيها فى الدوريات العربية.. ويحسب للجزائر والمغرب أنهما يملكان فريقين سبق لهما الفوز ببطولة أفريقيا للمحليين.
وتكشف «الجمهورية» الأسباب الحقيقية وراء هذا الفشل للمنتخب الثانى فى كأس العرب وخروجه المهين من الدور الأول فى سابقة لم تحدث فى تاريخ البطولة والتى حصلت مصر على لقبها مرة وحيدة عام 1992 بمدينة حلب السورية بعد الفوز على السعودية فى نهائى مثير 3/2.
خلافات وفرض عضلات
بدأت القصة بما فيها من سوء تخطيط وخلافات وفرض عضلات فى سبتمبر الماضى عندما ظهرت على السطح فكرة المشاركة فى كأس العرب جلس هانى أبو ريدة مع حسام حسن المدير الفنى للمنتخب الأول لإقناعه بالمشاركة فى البطولة ..ولكن حسام رفض تماما بحجة تعارض موعدى كأس العرب مع كأس الأمم وأن الفارق بينهما ثلاثة أيام فقط.. حيث أن كأس العرب تنتهى فى 18 ديسمبر بينما تبدأ كأس الأمم فى 21 ديسمبر وأول مباراة الفريق يوم 22 ديسمبر مع زيمبابوي.. و أنه لايريد أن يعرض لاعبيه للإرهاق وضغط المشاركة فى بطولتين كبيرتين فى فترتين زمنيتين متقاربتين، كما رفض حسام فكرة أن المشاركة بالفريق الثانى مدعوما ببعض نجوم المنتخب الأول.
وبعدما فشل هانى أبوريدة بإقناع حسام حسن قرر المشاركة بمنتخب من نجوم الأندية من غير اللاعبين الدوليين يتولى مسئوليته حلمى طولان عضو اللجنة الفنية ومعه أحمد حسن مديرا للفريق وعصام الحضرى مدربا لحراس المرمى وهو يعلم أن الثلاثة على خلاف مع حسام حسن ويستحيل أن يجلسوا معا للتنسيق بشأن الإختيارات بين المنتخبين الأول والثاني.. والأغرب أن الجهاز نفسه لم يكن منسجما فلم يكن هناك توافق بين حلمى طولان من جانب وأحمد حسن وعصام الحضرى من جانب آخر.. وهو ما ظهر على الخط أثناء المباريات وتدخل أحمد حسن والحضرى فى بعض القرارات الفنية!!
وكان يجب على أبوريدة إما أن يجبر الجهازين على التنسيق وتغليب المصلحة العامة للكرة المصرية على الخلافات الشخصية أو يأتى بجهاز آخر يتمتع بعلاقة جيدة مع حسام حسن.. وهو ما لم يحدث.. بل وافق أبوريدة وطولان على أن يكون إختيار لاعبى المنتخب الثانى بعد إعلان قائمة المنتخب الأول حتى القائمة المبدئية التى تضم 40 لاعبا ووافقوا أيضا على شرط حسام حسن بعدم التفريط فى أى لاعب وزاد من صعوبة الموقف مواعيد إعلان القائمة الرسمية للبطولتين وهو ما تسبب فى تضييق الخناق على حلمى طولان وفريقه فى اختيار الدوليين الذين لم يتم اختيارهم فى القائمة النهائية لكأس الأمم الأفريقية!!
ومازاد الطين بلة هو موقف أحمد دياب رئيس رابطة الأندية الذى تسبب فى حرمان المنتخب الثانى من نجوم بيراميدز الذين لم يختارهم حسام حسن.
ومن بينهم أحمد سامى وأحمد عاطف قطة وكريم حافظ ومحمود مرعى ومروان حمدى بحجة أنه لا يستطيع أن يؤجل مباراتى بيراميدز المرحلتين فى الدورى مع كهرباء اسماعيلية وبتروجيت يومى 3 و6 ديسمبر وهما يتعارضان مع مباريات المنتخب فى كأس العرب .
المفاجأة الصادمة أن احمد دياب رفض و أكد إنه لن يؤجل مباراتى بيراميدز وإن الدورى أهم عنده من كأس العرب رغم أنه يعلم أن كأس العرب بطولة رسمية معتمدة من الفيفا ونتائجها محسوبة فى التصنيف الشهرى للمنتخبات.
بيراميدز يدخل على الخط
ونتيجة لتعنت أحمد دياب تمسك بيراميدز بلاعبيه وبعدم السماح لهم للعب مع المنتخب الثانى ..ولكنه سمح للمهاجم مروان حمدى فقط حفظا لماء الوجه بعد أن سمح بضغوط مغربية للاعبه وليد الكرتى للانضمام لمنتخب المغرب فى كأس العرب.
وكان حلمى طولان قد اعتمد بشكل كبير على عدد من نجوم بيراميدز فى بعض المباريات الودية مثل الحارس أحمد الشناوى وأحمد سامى قلب الدفاع وأحمد عاطف قطة نجم الوسط وواحد من أفضل نجوم الدورى ودورى أبطال أفريقيا والظهير الأيسر والجوكر كريم حافظ ومروان حمدى رأس الحربة.. لكن الفريق حرم منهم.. انضم الشناوى للمنتخب الأول ورفض بيراميدز فى التفريط فى لاعبيه باستثناء مروان حمدى بعد ضغط شديد وبعد ترك وليد الكرتى للمنتخب المغرب.
وكانت نتيجة سوء التخطيط والخلافات الشخصية بين مسئولى كرة القدم والرياضة المصرية فشل كبير للمنتخب فى كأس العرب وخروجه مهين من الدور الأول وغضب وإحباط جماهيرى كبيرين.
سوء الختام !!
وكان الختام أسوأ بهزيمة ثقيلة بثلاثية نظيفة من بدلاء منتخب الأردن الذى كان قبل المباراة قد تأهل رسميا بعد فوزه على الإمارات والكويت وهما الفريقان اللذان فشل منتخبنا وتعادل معهما بنتيجة واحدة هى 1/1.. بل وكنا دائما متأخرين فى المباراتين ومعرضين للهزيمة.. وارتكب حلمى طولان العديد من الأخطاء فى المباراة الأخيرة بالتحديد سواء فى التشكيل أو فى خطة المباراة فضلا عن سوء مستوى معظم اللاعبين الذين لم يتمكنوا من مجاراة بدلاء الأردن فى السرعة والإلتحامات الثانية والضعف الشديد فى التمركز والتغطية الدفاعية وظهرت الثغرات الدفاعية فى المباريات الثلاثة ولولا بسالة الحارس محمد بسام لكانت الفضيحة أكبر.








