إسرائيل على حافة الهاوية والثورات الثمانى التى قد تؤدى إلى إنهاء الاستعمار والتعايش هذا عنوان كتاب المؤرخ الإسرائيلى إيلان بابيه ففى الفصل الأول يقول قد يكون الطريق من دولة على شفا الزوال قصير وفى الواقع لا تنتهى الدولة بسهولة مهما يكون مصطلح النهاية يعنى أنه فى معظم الحالات تتغير الدول وأحيانا تتغير جذريا ولدينا بعض الأمثلة على دول لم تتفكك أو تنهار فحسب بل اختفت بالفعل مثل يوغسلافيا وفيتنام الجنوبية قد تعنى نهاية دولة أيضا نهاية نظام والأمثلة كثيرة مثل جنوب أفريقيا وتشيلى والأرجنتين لذا فإن السقوط المحتمل لإسرائيل قد يكون أما كنهاية فيتنام الجنوبية أى محو دولة بالكامل أو كجنوب أفريقيا أى سقوط نظام ايديولوجى معين واستبداله بآخر.. وفى حالة إسرائيل ستتكشف عناصر كلا السيناريوهين بأسرع مما نستطيع استيعابه والاستعداد له فى الفترة الحافلة بالأحداث التى بدأت بهجوم حماس على إسرائيل عام 2023 آثارت شكوكا جدية حول مستقبل إسرائيل فالبعض يطرح هذه الأسئلة أما من منطلق عداء شديد للدولة وما تمثله وآخرون من منطلق القلق على مستقبل إسرائيل إلا أن عام 2023 أظهر ان وجود إسرائيل لم يسبق له مثل هذه الهشاشة من قبل وقد ظهر هذا التخوف قبل هجوم حماس المدمر وبرز هذا الهجوم فى أعقاب الانهيار الاجتماعى الذى أصاب المجتمع الإسرائيلى بعد انتخاب أكثر الحكومات يمينية فى تاريخ إسرائيل فى نوفمبر 2022 وبدأ السؤال هل ستبقى إسرائيل دولة يهودية فى المستقبل عندما يجيب الفلسطينيون ومن يدعم نضالهم تكون الإجابة بالنفى فإن الأمل كبير فى ان تنتهى إسرائيل بالفعل وتحل محلها فلسطين حرة وعندما يجيب الإسرائيليون حول نهاية دولتهم فإنهم يعتبرونها سيناريو يوم القيامة لهم ولليهود فى جميع أنحاء العالم يرى ايلان بابيه هاتين الإجابتين عاطفيتين وتتجاهلان التعقيدات التى تنتظرنا قبل ان يتحقق سواء كنا نتطلع لنهاية الدولة أو نخشى الفكرة.. يجب إدراك أنه بناء على السوابق التاريخية اتسمت مثل هذه العمليات بالعنف الوحشى إذا كان هذا سيكون الفلسطينيون هم من سيدفعون الثمن الأكبر وهذا ليس حتميا ولكن هناك مسارات مختلفه سلمية أو أقل عنفا نحو مستقبل أفضل للجميع من يعيشون اليوم فى إسرائيل وفلسطين ولمن طردوا عام 1948 يقول بابيه بصفتى مؤرخ أشير إلى أن زوال إسرائيل يبدو أنه قد بدأ بالفعل وزوال دولة أو انهيار كيان جيوسياسى يخلق فراغا لذا فإن النقاش حول أسباب زوال دولة أو الظروف التى يحدث فيها ذلك سيتبعه بحث فى من وماذا يمكن وينبغى ان يملأ هذا الفراغ الحتمى وكلما أسرعنا فى ملء الفراغ تراجع عنف عملية التفكيك ثم حاجة إلى رؤية أكثر دقة لهذه الأسئلة من أجل الحكم على آثار هذه التطورات المستقبلية على المنطقة ككل فالأمر يعنى سوريا ولبنان والعراق واليمن والسودان وليبيا تغرق أيضا فى تحولات كارثية هذا السيناريو المستقبلى يطرح ما دور المجتمع الدولى مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين والمجتمعات اليهودية حول العالم ومواقف القوى الخفية مثل الشركات متعددة الجنسيات وتجار السلاح وصناعة الأمن.
من السهل تناول سيناريو يوم القيامة لمكان مثل فلسطين وإسرائيل لقد أنتج المسيحيون الانجيليون فى أمريكا واليهود المسيانيون مثل هذه الأدبيات آملين أن تعجل الأحداث فى إسرائيل وفلسطين بنهاية العالم وتمهيد الطريق لعودة المسيح سواء المسيحى أو اليهودى وأن الحرب الأخيرة تمهيدا لهرمجدون ولكنه ممكن تقديم أكثر من مجرد رؤية ليوم القيامة أكثر تفاؤلا بشأن النتيجة التى قد تنجم عما يبدو أنه تفكك حتمى لإسرائيل يجب ان يبنى النقاش على أمل بمستقبل أفضل لجميع سكان فلسطين التاريخية.
دفعتنى عمليات رصد منفصلة تكشفت أمامى استنتاج أننا نشهد بداية نهاية إسرائيل أو على الأقل المشروع الصهيونى كما نعرفه.








