فى ذكرى مرور 72 عاماً على مولد محبوبتى وبالتحديد يوم الاثنين 7 ديسمبر 1953.. لم أجد أفضل من وصفها بأنها جريدة متمردة.. نعم متمردة على المألوف العادى الروتيني.. فمنذ صدور «الجمهورية» وهى تبحث لنفسها عن التفوق وأكثر دقة التمرد.. خاصة أنها ولدت بين عمالقة الصحافة الأهرام والأخبار.. أول ما تميزت به «الجمهورية».. أن صاحب ترخيص إصدارها رئيس الجمهورية.. جمال عبدالناصر.. والمدير العام أنور السادات.. تضمن العدد الأول لـ»الجمهورية».. تفاصيل المباحثات مع بريطانيا من أجل الجلاء.. وجاء فى تفاصيل الخبر.. انه منذ الشهر الأول لقيام الثورة حرص بعض المسئولين فى سفارة أمريكا على الاتصال بنا لمعرفة وجهة نظرنا فى حل قضية الجلاء والسودان.. وضحنا لهم أن الشعب المصرى قد كفر بانجلترا وبالتالى بالغرب بأجمعه.. نتيجة ما أصاب البلاد من احتلال دام أكثر من سبعين عاماً.. ولم نقبل إلا بتسليم إنجلترا المطلق بالجلاء الكامل عن أراضينـا.. وحدث خلال تلك الاتصالات.. أن اثاروا مشكلة فلسطين وموقف الثورة من إسرائيل.. أكدنا لهم أننا لا نضمر عدوانا لإسرائيل إذا ما احترمت عهودها.. وقد سـؤلنا مرة من مسئول أمريكى عن مدى استعدادنا لإعطاء تعهد بعدم الاعتداء المسلـح على إسرائيل.. قلنا لهم طالما احترمت إسرائيل خطوط الهدنة ولم تبدأ بالعدوان على أى دولة عربية.. فلن نعتدى عليها.. وطالبونا باعطاء تعهد بعدم الاعتداء المسلح على إسرائيل.. إنجلترا لم تتغير.. فمازالوا يطالبون بقاعدة عسكرية فى منطقة القناة.. رفضنا وطالبناهم بالجلاء التام.. هذه كانت تفاصيل مفاوضات الجلاء مع انجلترا.. كما رواها لـ»الجمهورية» الصاغ صلاح سالم.. أحد الاعضاء فى لجنة المفاوضات.. هذه المفاوضات التى انفردت بها «الجمهورية».. تكشف إلى أى مدى انجلترا.. حريصة كل الحرص على إسرائيل.. منذ اليوم الأول لقيام ثورة 23 يوليو 1952.. وطبعا معها أمريكا!! وتنفرد «الجمهورية» بنشر زيارة تشرشل رئيس وزراء إنجلترا.. لأمريكا.. وزيارته لبرناند باروخ.. السياسى اليهودى المعروف.. وقضاء ليلة معه فى قصره.. العجيب أن هذا اللقاء جاء قبل لقاء تشرشل وترومان رئيس أمريكا.. وهكذا أصبح لقاء باروخ اليهودي.. أهم من لقاء ترومان رئيس أمريكا.. ما كشفته «الجمهورية» منذ 72 عاما.. يعكس الحقيقة المؤلمة بأن نفوذ اللوبى الصهيونى أقوى من رئيس أمريكا.. لهذا السبب قالت.. الصحافة العالميــة والمحليــة وكل صــحف العــالم.. أن تشرشــل لم يخطئ.. لقد بدأ بزيارة رئيس أمريكا الحقيقي.. «الجمهورية» لم تكن جريدة تقليدية فعلا وعملا.. فقد كان من كتابها د. طه حسين ود. لويس عوض وخالد محمد خالد وكامل الشناوى وموسى صبرى وإبراهيم نافع والوردانى وحلمى سلام وكامل زهيرى وحافظ محمود.. ويمتد التواصل ليصل إلى جيل آخر.. تحمل المسئولية ليصل بتوزيع «الجمهورية» إلى مايقرب المليون.. جيل من ذهب عاصرته وعملت معه.. البداية كانت مع المرحوم عبداللطيف فايد رئيس أقسام المحافظات والديني.. رجل يحمل مبادئ وقيم وأخلاق جيل كامل.. ويأتى إسماعيل الشافعى رئيس قسم الأخبار.. الصحفى النموذج فى كل شيء حتى فى مظهره.. أعتبره الأب الروحى لجيل كامل من الصحفيين أنا واحد منهم.. وأستاذنا ناجى قمحة «أطال الله فى عمره» مدير التحرير الذى تولى المسئولية كاملة فى إصدار «الجمهورية» للعديد من العهود.. تعلمنا منه الكثير والكثير وعلاء الوكيل عملاق الحوادث.. وعلاء دوارة وصلاح درويش عملاق الفن ومحمد حسين شعبان المحرر العسكرى المرموق والمصور إبراهيم عمر والمصور الرائع محمود عبدالفتاح ورياض سيف النصر والكاتب العملاق محمد العزبى وأتوقف أمام ما اضافه محسن محمد وسمير رجب من إبداعات ومعهم محفوظ الانصارى الذين فى عهدهم وصلت «الجمهورية» إلى ما يقرب المليون نسخة ومعهم المرحوم والدى عبدالرؤوف عدس الذى تحمل عبأ تغطية حروب مصر فى منطقة القناة.. كمحرر عسكرى مقيم فى الإسماعيلية.. وكواحد من الذين شاركوا فى تأسيس «الجمهورية».. وفوزى عوضين وعبدالستار العيسوى والسيد المصرى نجوم المحافظات.. ومحمد أبوالحديد وعلى هاشم وفاروق عبدالعزيز وصالح إبراهيم وهانى صالح وعبدالله نصار.. كل هؤلاء وغيرهم طبعا.. بقى أن أقول إن «الجمهورية» انفردت بتنظيم رحلة للنابغين من أوائل الثانوية العامة إلى أوروبا.. امتدت منــذ عام 1968 وحتى اليــوم.. كان لى شـــرف تنظيمها.. من هنا أقول:
«ألا تتفقوا معي.. أن الجمهورية فعلاً جريدة متمردة حققت المجد بأبنائها.. فى عيدها أقول للقارئ كل عام وأنت بخير.









