إذا كان الوضع هكذا بين الجهازين الفنيين للمنتخبين الأول والمشارك فى كأس العرب بالدوحة، خلاف وتناحر وشد وتربص وكل مرادفات هذه الكلمات المتداولة وغير المتداولة فى قاموس اللغة.. فأين دوراتحاد الكرة الموقر بما يضمه من شخصيات عديدة وجدت فى نفسها القدرة على إدارة ملف اللعبة الشعبية الأولى فى مصر والعالم أجمع، والتصدى لكل مشاكلها وآزماتها على اختلاف أنواعها وفروعها هنا وهناك.. وأين دور اللجنة الفنية الموقرة التى جاءت بقرار من المجلس المشار إليه، وتضم هى الأخرى قائمة من نجوم الكرة المصرية..؟
من المفترض أن قطاعات اللعبة المختلفة، والمنتخبات صغيرة السن تعمل وتفكر وتخطط من أجل الوصول للمرحلة السنية التى نحن بصددها، وتشمل قائمتى المنتخبين الأول والمشارك بكأس العرب على وجه التحديد.. فهما عنوان الكرة فى مصر، ووسيلة التعبير المباشرة عن مدى تطور اللعبة ووصولها إلى المستوى المأمول.. أما ما جرى ويجرى بين الجهازين مؤخرا فهو أبعد ما يكون عن الاحترافية فى التفكير والتعامل.
لك أن تتخيل أن عددا كبيرا من لاعبينا لم تشملهم قائمة المحظوظين للعب سواء فى كأس العرب أو كأس الأمم الأفريقية المقبلة بالمغرب، بسبب غياب التنسيق والترتيب المسبق بين الجهازين.. وأن حلمى طولان المدير الفنى لمنتخب كأس العرب، والذى يشغل فى الوقت نفسه عضوية اللجنة الفنية باتحاد الكرة لم يضع مجموعة من اللاعبين فى حساباته بسبب اعتقاده بضم حسام حسن المدير الفنى للمنتخب الأول لهم فى قائمة كأس الأمم، ومنعا للتعارض أو المشاكل.. وفى النهاية خلت القائمة المبدئية للكان من بعض الأسماء المهمة، فلا استفاد بهم طولان ولا شملتهم رؤية حسام حسن.
نظرة سريعة لقائمة الفراعنة فى كأس العرب، ستجد مراكز تعانى العجز والنقص العددى بسبب ندرة المتوفرين أمام الجهاز الفني، وفى النهاية تدفع الكرة المصرية ثمن العناد والتناحر ولعبة شد الحبلين بين الجهازين الفنيين، فى غياب تام وغريب من نوعه لمجلس الجبلاية واللجنة الفنية وكل من له علاقة بالكرة.
الإدارة لا تعنى انتظار وقوع الخطأ أو الكارثة ثم حساب المقصر أو المتورط فيه، فمن الأفضل السعى لدراسة الوضع جيدا، والبحث عن حلول مسبقة لكل أزمة أو مشكلة قد تطرأ فى مراحل التنفيذ، وهو ما لم يتطرق إليه الجالسون على كراسى الإدارة فى 5 شارع الجبلاية أو فى الملحق الخاص به بمشروع الهدف بالسادس من أكتوبر، ومن المفترض أن تتزايد التبعات والآثار السلبية حال عدم التحرك للعلاج وتقديم ما يلزم من حلول وبرامج وخطط تضع الجميع فى مسار واحد فقط، هو تغليب صالح الكرة المصرية وليس مصالح المنتسبين لها فقط.







