كتبت: شادية السيد وهناء محمد
ارتبطت «العمامة الأزهرية» بعلماء الأزهر الشريف حيث تمثل جزءًا مهمًا من تاريخهم وتراثهم ورمزًا للهيبة والوقار والعلم والوسطية والتسامح.
صناعة «العمامة الأزهرية» إحدى الصناعات التراثية التى اشتهرت بها عدة ورش بمنطقة الجمالية والغورية، وكما يقول محمود ميسرة صاحب إحدى الورش المتخصصة فى صناعة عمامة الأزهر منذ 30 عامًا، فهى أحد التقاليد الأزهرية الثابتة فى التراث المصرى الأصيل، مشيراً إلى أن زبائنه ليسوا كلهم مصريين فهناك طلاب من دول أفريقيا وآسيا وبعض دول الكومنولوث يحضرون لشراء العمامة الأزهرية لأنهم يدرسون بالأزهر ويعتبرون تلك العمامة بمثابة جواز سفر فى أوطانهم يعرف بها الناس أنهم درسوا بالأزهر الشريف، بل إن بعض السياح الذين لم يدرسوا بالأزهر يشترون العمامة الأزهرية للاحتفاظ بها وتقديمها هدايا لأهلهم باعتبارها جزءًا من التراث المصرى.
عم محمود يؤكد أن تراث مصر كتير وأن كل حتة فى تفاصيل مصر يمكن الاستفادة منها فى دعم الاقتصاد بشرط أن يكون هناك مشروع يجمع التراثيات ويبدأ التفكير كيف يطورها ويحافظ عليها ويساعد الحرفيين الذين يقومون على صناعتها، وضرب المثل بنفسه حيث قام بتوفير مجموعة عمائم بشكل يليق بمقام عمامة الأزهر من ناحية الجودة والتغليف وأرسل أحد مساعديه ليقف أمام الجامع الأزهر وقت زيارة الوفود السياحية وفى شارع الاشراف وأمام جامع عمرو بن العاص ليبيع العمائم الأزهرية المكونة من الطربوش «نبيتى اللون» يلف حوله الشال الأبيض.
عم محمود شرح لنا مراحل صناعة العمائم وأنها تصنع يدوياً باستخدام خامات الخوص والجوخ والحرير، ويبدأ التصنيع بتحديد المقاس المطلوب للعمامة وتشكيل الخوص يدوياً على قاعدة نحاسية تُسمى «الاستنبة» لتأخذ شكل الطربوش ثم يلصق الجوخ على الخوص باستخدام مادة «النشا اللاصقة» ويتم كى القطع لإلصاقها جيداً، ثم تثبيت الزر وهو عبارة عن خيوط من الحرير فوق العمامة ويستخدم القماش كبطانة داخلية للعمامة التى تعيش عشرات السنين نظرًا لمتانتها وجودتها.
«فتيات حلوان” رسموا للعالم إبداع الجمال فى لوحات المتحف الكبير
كتبت: هبة عباس
شاهد العالم أجمع مشاركة مجموعة من 15 فتاة من خريجات كلية التربية الفنية جامعة حلوان فى إبداع بصرى خطف أنظار ملايين المشاهدين خلال افتتاح المتحف المصرى وشهد حضوراً لافتاً لدور الفن الشبابى الذى تجسّد فى لوحات وعناصر بصرية صممها ونفذها شباب وفتيات التربية الفنية بحلوان.
المهندسة ميادة يوسف مسئولة تدريب طالبات حلوان على فن الكولاج كشفت أن اختيار اللوحات المشاركة جاء بعد دراسة دقيقة لطبيعة العرض ومتطلباته الفنية، مؤكدة أن التحدى الأكبر كان فى كيفية تنفيذ أعمال مضيئة وغير شفافة فى الوقت ذاته وبجودة تسمح بظهورها بشكل واضح أمام الجمهور وكاميرات البث المباشر، وبعد سلسلة تجارب تم الاستقرار على الخامة المناسبة ليبدأ الفريق تشكيل العناصر باستخدام السلك المعدنى وتصميم المجسمات ونحتها بدقة عالية وهو ما أثمر فى النهاية عن نتائج رائعة، وكان من بين أبرز الأعمال التى قدمتها المجموعة برزت لوحة زهرة اللوتس التى نالت إعجابًا واسعًا واستحسان كل من شاهدها سواء على أرض الحدث أو عبر الشاشات، موضحة أن اللوحة كانت أكبر تحدٍ واجه الفريق ليس فقط لأنها أحد الرموز الأكثر ارتباطاً بالحضارة المصرية القديمة بل لأنها تطلبت مزيجاً دقيقاً من الواقعية الفنية والعملية التنفيذية.
وعن اختيارها لـ 15 فتاة من خريجات كلية التربية الفنية تؤكد أن الكلية أسهمت كثيراً فى تسهيل عملية الانتقاء حيث تجمع الطلاب والخريجون بخبرات متنوعة فى مجالات النحت والتصوير والتصميم والألوان مما ساعدها فى ضم فريق متكامل قادر على تنفيذ المهام المطلوبة باحترافية، وشاءت الظروف يكون الفريق من الفتيات مما يؤكد أن المرأة المصرية قادرة دائماً على خوض التحديات وتحقيق النجاح، كما أن مشاركة الفتيات فى هذا الحدث الدولى تعد نموذجاً مشرفاً للطاقات الشابة فى مصر بجانب أن ما قدمته الفتيات يعكس مستوى التدريب الأكاديمى والمهنى الذى يتلقاه طلاب التربية الفنية وقدرتهم على الإسهام فى مشروعات فنية كبرى على المستويين المحلى والعالمى.
تحدثت المهندسة ميادة عن أصعب التحديات التى واجهتها خلال عمل تصميمات المتحف الكبير حيث تعرضت لحادث سيارة قبل الافتتاح بأسبوعين فقط ورغم ذلك كانت تذهب إلى المصنع وهى لاتزال فى الجبس لمتابعة تنفيذ الأعمال لأن الوقت كان ضيقاً حيث تم تكليفهم بالمهمة قبل الافتتاح بفترة قصيرة لم تتجاوز أسبوعين.
د. منى الحديدى: تطلق التحذير وتطالب بالتحرك العاجل
إدمان الشباب التواصل الافتراضى .. وصل لـ”الهوس”
ياسمين ياسين - منى حسن
أكدت د. منى الحديدى عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ضرورة مواصل إطلاق المبادرات المجتمعية التى تسعى لمحاصرة العادات والتقاليد السلبية بعد حالة الزحف الكبير من وسائل التواصل الاجتماعى..موضحة فى حوار مع الجمهورية أن مبادرة «يوم بلا شاشات» التى تم إطلاقها نهاية سبتمبر وتستمر فعالياتها حتى نهاية العام هدفها تقنين استخدام مواقع التواصل الاجتماعى وإعادة الدفء للعلاقات الأسرية. ..مشددة على أهمية الإعلام فى تشكيل الوعى الجمعى وصياغة السلوكيات الرقمية وإعادة التوازن بين العالم الافتراضى والحياة الواقعية وحماية النشء من مخاطر الإفراط فى استخدام التكنولوجيا عبر نشر ثقافة المسؤولية الرقمية وتعزيز قيم التواصل الأسرى والاجتماعى..مشيرة أن الإفراط فى استخدام وسائل التواصل يؤدى إلى تراجع التواصل الأسرى وزيادة مشاعر الانعزال والوحدة والهوس.
د. منى توضح أن المبادرة جاءت للحد مما نشهده من حوادث نتيجة سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعى والفيس بوك ومستحدثات العصر وتطبيقات الذكاء الاصطناعى وما أسفرت عنه الأبحاث والدراسات العربية والأجنبية عن اضرار الانترنت وخاصة سن الطفولة والمراهقة التى اقترنت بتلك الوسائل، حيث تتفق المبادرة مع الاستراتيجية الرئاسية والتى أطلقت بهدف إعادة بناء الانسان والاهتمام بنشر الوعى، كما أنها تحقق جزءا من الترشيد الاقتصادى لاستهلاك البيئة الرقمية
د. منى تكشف شعار «معا يوم بلا شاشات» يؤكد على أهمية التواصل الشخصى الإنسانى الاجتماعى وإبراز دور الأسرة، كما أننا اخترنا كلمة شاشات ولم نختر هاتف أو موبايل لأننا نستهدف أن تمتنع الأسرة عن كل أنواع الأجهزة حتى التابلت واللاب توب والتليفزيون والتواصل مع أى موقع وبرنامج تكنولوجى، والأخذ فى الاعتبار أن هذه النوعية من المبادرات سبق وأن قدمت وطرحت فى عدد من الدول الأجنبية وحققت نجاحا ملحوظا ورشدت استخدام الانترنت بين الأفراد، وعن الخارطة التى تسير عليها المبادرة تعلن د. الحديدى أنها تؤمن أن المبادرة لن تحقق النتائج المرجوة من البداية، ولكنها تأمل التأثير بشكل جزئى على 5 % من المشاركين وهم يؤثرون على غيرهم، وتقول: هذا ما نسعى إليه من خلال الاستمرارية طوال الثلاثة أشهر حتى نهاية العام، بالتزامن مع الدراسات وقياس مدى هذه الفعاليات ومعرفة صدى المبادرة ونسبة الإقبال والاعتراض عن طريق استبيان واستطلاع رأى المشاركين سواء ورقيا أو إلكترونيا لنقف ما نحتاجه من تحديثات حتى نستطيع اكتساب مؤيدين يتحولوا فيما بعد الى داعمين
وعن إمكانية تحويل المبادرة إلى حقيقة أوضحت أن المبادرة تسعى أن يكون هناك تواصل شخصى بين أفراد الأسرة الواحدة وبين أفراد العائلة الكبيرة وهى المجتمع، حتى يمكننا القضاء على حالة الجفاء الشخصى والاجتماعى والإنسانى، بعدما أكدت الدراسات أن استخدام الموبايل ساعات طويلة يجعل هناك تخشب للعواطف وفقدان للمشاعر بين الأشخاص وبعضها يصل الأمر درجة الهوس والإدمان وحتى يتحول الشعار حقيقة ملموسة يجب ان نعود للحياة الواقعية وممارسة الأنشطة الحياتية الطبيعية
مشددة أن تحقيق المستحيل وإعادة الأسرة للجلوس ساعات دون موبايل يمكن إذا بدأنا بأنفسنا أولا حتى نتجنب الآثار السلبية المستقبلية وحتى نعود الى التواصل المباشر فى التعبير عن إحساسنا ومشاعرنا ورغباتنا فعلينا مثلا البدء بتغيير نمط استخدام الموبايل فى التهانى والمناسبات بالصور الجاهزة، وأن نُعَلِّم أطفالنا أن كلمة صغيرة يكتبها بيده تُعبر عن مشاعره الحقيقية وليست صورة مصطنعة وخطوة بخطوة نجد أنفسنا نكتشف مواهب أطفالنا وقدرتهم فى الإبداع الفكرى خاصة وأن الساعات الطويلة التى يقضيها أطفالنا على الموبايل تؤثر عليهم وتصيبهم بالتوحد والانعزال عن العائلة وتأخر الكلام لأن عقل الطفل يظل متعلق بالعالم الافتراضى
د. منى تنفى تعارض المبادرة مع التوجهات العالمية فى الاعتماد على التكنولوجيا والبرمجة لغة العصر، وتؤكد أن المبادرة لا تستهدف إلغاء استخدام التكنولوجيا ولكن هدفها التقنين والترشيد والاستخدام الانتقائى بما يعنى اختيار الجهة الموثوق فيها لتلقى المعلومة وعرضها وعدم الانسياق وراء مواقع وبرامج مجهولة الهوية التى تؤثر بالسلب على المجتمع بغرض نشر الأفكار المغلوطة والشائعات المضللة، وعلى الصعيد التعليمى لا نستطيع أن ننكر جدوى انتشار التعليم عن بُعْد فلا مانع أن تكون الدراسة عبر الأون لاين أو الزووم اذا لزم الامر ولكن دون أن نتحول تدريجيا إلى إلغاء التعليم المباشر بما يمثل خطورة على المنظومة التعليمية فهناك العديد من الدول مثل فرنسا والسويد وألمانيا تمنع دخول الموبايل فى المدرسة حتى يستطيع الطلاب الاستفادة بكل ما يحصلون عليه من مواد دراسية دون ان يحدث لهم تشتيت للانتباه او فقد التواصل مع المعلم.









