و «هناك من يموت حقدًا».. والقضاة.. وبهاء سلطان
أحدثكم فى قضية بالغة الخطورة.. أحدثكم عن اغتيال سمعة بعضنا البعض.. أحدثكم عن حوار دائر فى السوشيال ميديا حول ما قيل عن قيام أحد المحامين برفع قضية ضد جامعة دولية شهيرة يتحدث فيها عن شكاوى من طالبات يزعمن أنهن قد تعرضن لوقائع تحرش فى الجامعة وخارجها.
والقضية على النحو المثار وما تحتويه من مناشدات لأى طالبة تعرضت لأى نوع من المضايقات أن تقوم بالإبلاغ عنها لكى تكون إحدى دعائم القضية المعروفة.
وقد يكون هناك فى هذا الصدد واقعة فردية.. وقد يكون هناك تجاوز وقد يكون هناك أيضا مبالغة وتضخيم فى الوقائع ونوع من الإبتزاز لأعضاء هيئات التدريس أيضا.. ولكن وهذا هو الأهم.. هذه القضايا لا يجب أن تثار وتناقش دون أحكام قضائية بالإدانة.. هذه القضايا ينبغى أن تكون داخل الغرف المغلقة..! دعونا لا نقوم بتشويه مجتمعنا بأنفسنا.. لا يجب أن نغتال بأيدينا أجمل ما فينا.. نحن مجتمع يتميز بالأخلاق والفضيلة.. نحن مجتمع محافظ له تقاليده وعاداته وأخلاقياته.. نحن بلد الاحترام والوقار داخل الحرم الجامعى وخارجه والتوسع فى نشر قضايا من هذا النوع يمثل اساءة لنا جميعًا ويدمر سمعة مجتمع بأكمله.. ويدعو ضعاف النفوس إلى ممارسة الضغوط على الأبرياء للحصول على مكاسب وفوائد لا يستحقونها.. ويكفى أن تذهب أى طالبة فاشلة دراسيًا لكى تضع استاذها تحت الضغط والتهديد بالتشهير.. ونجحنى يا أستاذ ولا أكتب أنك قد تحرشت بي..!!
نحن بهذا الشكل سندفع كل أستاذ جامعى إلى دخول المحاضرة دون أن يقول أيضا.. صباح الخير.. وإلا اعتبر متحرشًا لأنه نظر بابتسامة إلى الطلاب وهو يقولها..!!
> > >
وجاءنى يقول إنه قد قدم الكثير فى سنوات عمله وأنه بذل جهدًا فى رحلة كفاح واصرار.. يشكو بعد ذلك من تجاهل الأصدقاء والزملاء لقيمة ومعنى ما قدمه..!
ويا صديقي.. هناك كلمات قرأتها تفسر لك ما يحدث.. فشئت أم أبيت هناك من يكره صفاتك.. أسلوبك.. نجاحك.. تفاؤلك. مرحك.. ضحكتك.. يكره حتى محبة الناس لك.. هناك من يموت حقدًا بسببك.
> > >
وأربعة قضاة.. أربعة مستشارين من خيرة شباب مصر راحوا ضحية حادث مرورى على الطريق الصحراوى الشرقى جنوب المنيا.. أربعة من الذين يتوجهون كل يوم لأداء عملهم فى محكمة ديروط الابتدائية عندما اصطدمت بهم سيارة نصف نقل وأدى الاصطدام إلى احتراق سيارة القضاة.. وتفحموا داخلها..!
وحديثنا فى ذلك سيكون معادًا ومكررًا.. فكل يوم وكل ساعة وكل دقيقة هناك العديد من الحوادث المرورية القاتلة.. فنحن فى صراع مع الموت فى شوارعنا.. فلا رحمة ولا احترام لقواعد المرور ولا يوجد هناك من يعرفها أيضا حتى يلتزم بها..!
وأول أمس كنت عائدًا من مدينة طنطا إلى القاهرة عبر الطريق الزراعى وحيث كانت سيارات النقل هى من يشغل الجانب الأيسر من الطريق.. وحيث كانت سيارات النصف نقل تمارس إرهابًا فى الشوارع منطلقة بأقصى سرعة بالإضاءة التى تربك قادة السيارات الآخرين.. وحيث كانت «التكاتك» تعبر الطريق من فتحات عبر الأسوار.. وحيث كان المشهد سيرياليًا يعنى ويؤكد أن كل الحوادث المرورية متوقعة.. وأن الخارج من الطريق مولود ومن على الطريق مفقود إلى أن تكتب له السلامة بدعاء الوالدين وبرضا الله.
> > >
والجميع ينتظر العام الجديد.. الناس تتحدث عن أمنياتها وتدعو أن يستجيب الله لبعض منها يعوضها عن معاناة واخفاقات عام مضى..!
والجميع ينتظر.. ويتوقع ويحتفل مع أنها مجرد أيام وتواريخ وسنوات تمضى من أعمارنا.. وأحداث تتحول إلى ذكريات.. وأيام نشهد فيها رحيل المزيد من الأصدقاء.. أيام نزداد فيها حنينًا إلى الماضي.. إلى الذين أحببناهم وكانوا الدنيا.. كل الدنيا.. وكل السعادة.. والحياة توقفت عندما فقدنا هؤلاء.
> > >
ونذهب لكرة القدم التى تنسينا كل شيء.. والتى نعيش معها وفيها الحماس والانفعالات والآهات والصرخات!! وحزين من أجل النادى العريق نادى الزمالك أحد قطبى كرة القدم المصرية.. فيما يتعرض له نادى الزمالك من مشاكل مادية وعقوبات كروية دولية يحتاج إلى وقفة لاصلاح أحوال الزمالك..! الزمالك فى حاجة إلى رئيس للنادى يحظى بالقبول والهيبة والتأثير.. الزمالك فى حاجة إلى قيادة من نوع مختلف.. وابحثوا عن شخصية كاريزمية تملك القرار والحكمة وتنتشل النادى من أزماته.. شخصية تلتف حولها الجماهير لمساندة النادي.. الزمالك فى حاجة إلى خطة انقاذ عاجلة قبل أن يغلق أبوابه.
> > >
ونضحك مع العزومات.. وفى العزومات لابد أن تظهر واحدة تقول أنا عاملة رجيم وعندما يصل الأكل تضحك بنعومة وتقول: شكلكم كده هاتخربوا الرجيم..! ويبدأ شغل الحفريات.. أقصد إلتهام الصحون بكل ما فيها..!
> > >
وبهاء سلطان.. بهاء سلطان مطرب من نوع خاص ولكنه لم يحصل على ما يستحقه صوته فى عالم النجومية والانتشار.. وفى أغنياته يبحث دائمًا عن الحب والحنان.. وبيننا طول عمرنا هنعيش ندور على الحنان كل ما نبنى بيدنا أملنا بيهده الزمان.. أقرب ما لينا بيخدعوا كل الحبايب ودعوا حتى اللى قالوا هيرجعوا قوللى مين رجع لنا.. نضحك يومين.. نبكى سنة نعطش حنين نشرب ضنا ومحرومين من الهنا دا بختنا أنت وأنا.
> > >
وأخيرًا:
الابتعاد قاتل.. لكنه أفضل من قرب بلا تقدير.
> وحب الخير للخير جهاد لا تقدر عليه كل النفوس.
> وكل الذين اعترفنا لهم أن الحياة علينا قاسية لم يقصروا وجعلوها أشد قسوة.









