فى عالم تتسارع فيه التحولات وتتبدل فيه الصراعات كل يوم، مما يتطلب الاستعداد التام لأى سيناريوهات.. تظهر الجمهورية الجديدة فى معرض «إيديكس» كدولة تعرف قيمة التكنولوجيا العسكرية وتدرك أن المستقبل لن يرحم المتأخرين أو الضعفاء.. لذلك تُسّخر قدرات أبنائها من ضباط ومهندسين وباحثين فى تطوير منظومات تسليح وطنية ترتكز على الذكاء الاصطناعى والحرب الإلكترونية وأنظمة القيادة والسيطرة والتسليح الذكي.. لترسم صورة دولة تصنع ما تحتاجه، بدلاً من انتظار ما يُعرض عليها.
لذلك يأتى معرض «إيديكس»، الذى تنظمه القوات المسلحة كل عامين، وهو الحدث الأضخم فى الشرق الأوسط وأفريقيا فى مجالات التسليح والدفاع.. ليؤكد أن قواتنا المسلحة يقظة تماماً لما يجرى حولها.. لا تتعامل مع الحرب كحدث عابر، بل كمفهوم إستراتيجى يتطلب قراءة دائمة واستشعاراً مبكراً وتطويراً مستمراً للقدرات.
معرض «إيديكس»، الذى شارك فيه 100 دولة و500 شركة عالمية ومحلية، هو شهادة على وعى الدولة وجيشها لما يفرضه العالم من متغيرات وتحديات.. والاستعداد لا يعنى الحرب، بل امتلاك القدرة على منعها والحفاظ بالقوة على السلام وبقدر ما تمتلك الدولة من قوة رادعة بقدر مايصبح السلام مستقراً والحدود آمنة والقرار السيادى مصاناً.
معرض «إيديكس» هو إعلان صريح عن تحول إستراتيجى صنعته مصر على مدى 10 سنوات دون ضجيج.. ويؤكد بصورة عملية كيف بَنَت مصر منظومة دفاعية.. تصنع وتطور وتبتكر وفق أحدث ما توصلت له التكنولوجيا العسكرية فى عالم الأسلحة، خاصة المسيرات سلاح العصر متعددة المهام، والمدرعات المصرية المتطورة، التى باتت واحدة من أكثر العربات المصرية انتشاراً فى العالم، وإنتاج الصلب المدرع، الذى يدخل فى تصنيع الدبابات والمدرعات.. الأمر الذى يؤكد أن الصناعة المصرية تجاوزت مرحلة «التجميع»، إلى مرحلة الهندسة والتطوير.. مصر لم تعد تطلب التكنولوجيا، بل أصبحت تبنيها.
>> خلاصة الكلام:
معرض «إيديكس» شهادة على انتقال دولة كانت تعتمد على الاستيراد، إلى دولة أصبحت تمتلك القدرة الشاملة على تصنيع وتصميم وتطوير وابتكار وإنتاج تكنولوجيا دفاعية.. زوارق هجومية.. ذخائر ذكية.. تحديثات للدبابات.. أنظمة اتصالات مشفرة.. جميعها «صنع فى مصر».. وبالتالى فإن عرض 57 منتجاً مصرياً من الأسلحة المتنوعة فى المعرض، يعكس قدرة المصريين على التفوق فى الإنتاج الحربى مع باقى الصناعات الأخرى المتقدمة ويؤكد امتلاك القاهرة رؤية لتحديث قواتها بأحدث الصناعات المتقدمة والعمل على توطين المنظومات العسكرية لدعم جيشنا العظيم باحتياجاته، إلى جانب تعزيز فرص تصدير المنتجات الصناعية الدفاعية لدول العالم.








