في واحدة من أهم اللحظات التي شاهدها العالم أجمع شاركت مجموعة من 15 فتاة من خريجات دفعة 2024 بكلية التربية الفنية جامعة حلوان بقيادة المهندسة ميادة يوسف في إبداع بصري خطف أنظار ملايين المشاهدين خلال إفتتاح المتحف المصري الكبير.
هذا الحدث العالمي الذي إحتفت به مصر بوصفه أكبر متحف للحضارة المصرية القديمة والذي شهد حضوراً لافتاً لدور الفن الشبابي الذي تجسّد في اللوحات والعناصر البصرية التي صممتها ونفذتها المجموعة.
زهرة اللوتس.. أيقونة المشهد
توضح المهندسة ميادة يوسف المسؤولة عن تيم كولاج والمشرفة على تدريب المجموعة أن إختيار اللوحات المشاركة جاء بعد دراسة دقيقة لطبيعة العرض ومتطلباته الفنية مؤكدة أن التحدي الأكبر كان في كيفية تنفيذ أعمال مضيئة وغير شفافة في الوقت ذاته وبجودة تسمح بظهورها بشكل واضح أمام الجمهور وكاميرات البث المباشر وبعد سلسلة من التجارب تم الإستقرار على الخامة المناسبة ليبدأ الفريق في تشكيل العناصر بإستخدام السلك المعدني ثم تصميم المجسمات ونحتها بدقة عالية وهو ما أثمر في النهاية عن نتائج رائعة.

كان من بين أبرز الأعمال التي قدمتها المجموعة برزت لوحة زهرة اللوتس التي نالت إعجاباً واسعاً واستحسان كل من شاهدها سواء على أرض الحدث أو عبر الشاشات موضحة إن اللوحة كانت أكبر تحدٍ واجه الفريق ليس فقط لأنها أحد الرموز الأكثر ارتباطاً بالحضارة المصرية القديمة بل لأنها تطلبت مزيجاً دقيقاً من الواقعية الفنية والعملية التنفيذية.
عن إختيارها لـ 15 فتاة من خريجات كلية التربية الفنية تؤكد أن الكلية أسهمت كثيراً في تسهيل عملية الإنتقاء إذ تجمع بين طلابها وخريجيها خبرات متنوعة في مجالات النحت والتصوير والتصميم والألوان مما أتاح لها ضم فريق متكامل قادر على تنفيذ المهام المطلوبة بإحترافية.
تعبّر عن سعادتها بالفريق كونه كله من الفتيات مما يؤكد أن المرأة المصرية قادرة دائماً على خوض التحديات وتحقيق النجاح كما أن مشاركة الفتيات في هذا الحدث الدولي تعد نموذجاً مشرفاً للطاقات الشابة في مصر بجانب أن ما قدمنه يعكس مستوى التدريب الأكاديمي والمهني الذي يتلقاه طلاب التربية الفنية وقدرتهم على الإسهام في مشروعات فنية كبرى على المستوى المحلي والعالمي.
تتطرق المهندسة ميادة إلى أحد أصعب التحديات التي واجهتها خلال العمل على تصميمات المتحف الكبير إذ تعرضت لحادث سيارة قبل الحدث بأسبوعين فقط ورغم ذلك كانت تذهب إلى المصنع وهي ما تزال في الجبس لمتابعة تنفيذ الأعمال وتشير إلى أن الوقت كان شديد الضيق حيث تم تكليفهم بالمهمة قبل الإفتتاح بفترة قصيرة لم تتجاوز أسبوعين إلا أن كل مشاق العمل كما تقول “تلاشت أمام شعور النجاح بعد ظهور النتائج في الحفل العالمي.
ولادة عمل استثنائي
توضح آية حسن إحدي المشاركات أن العمل على المشروع بدأ قبل أسابيع من الإفتتاح وشمل ساعات طويلة من التجارب والمحاولات للوصول إلى أفضل شكل بصري يمكن تقديمه في حدث عالمي بهذا الحجم كان الهدف الأساسي تقديم لوحة حقيقية المظهر عالية الجودة ومتقنة التفاصيل وفي الوقت نفسه خفيفة الوزن بحيث يتمكن العارضون من حملها بسهولة أثناء الحركة المتكررة في ممرات العرض والدخول والخروج بها عدة مرات دون إجهاد.
موضحة أنه لم تكن زهرة اللوتس العمل الوحيد الذي بصمت عليه المجموعة فقد شاركن أيضاً في تصميم وتنفيذ النسور الطائرة والقناديل المضيئة التي أضفت على الإفتتاح مشهداً مهيباً يمزج بين الأصالة والحس المعاصر بإستخدام خامات متنوعة وتقنيات دقيقة لضمان أن تتناغم اللوحات مع الإضاءة الحركة وهو مايسمى بفن الكولاج أحد الفنون التي تم دراستها بالكلية والتدريب عليه بشكل تقني لا يسبب أذي بصري للمشاهد.

تشير” آية ” إلي مشاركة المجموعة في العديد من البازارات والمعارض قبل وبعد الدراسة الجامعية هو ما لفت أنظار العديد من الجهات المعنية بالفنون ومن بينها الشركة المنظمة لحفل إفتتاح المتحف المصري الكبير التي رصدت جودة إنتاجهن ودقة تنفيذهن وقدرتهن على الإبتكار في أعمال تتطلب مهارة عالية ومعايير خاصة وجاء ترشيح الشركة لهن للمشاركة في هذا الحدث العالمي تقديراً لإمكاناتهن المهنية وثقة في قدرتهن على تنفيذ عناصر فنية تليق بالمناسبة التاريخية.
بداية طريق
تؤكد حسناء عزت أمين من المشاركات أن المجموعة لديها مهارات فنية عالية إكتسبنها خلال مشاركتهن في عدد من المعارض والبازارات الفنية على مدار سنوات الدراسة وقد أتاح لهن هذا الإحتكاك المباشر بالجمهور وصنّاع الحرف الفنية فرصة تطوير حسهن الإبداعي وإتقان العمل اليدوي بمستوى إحترافي سواء في تنفيذ اللوحات أو تصميم المجسمات والعناصر البصرية المختلفة ومشاركتنا في إفتتاحية المتحف دليل علي أن الفن أصبح أحد أهم روافد قوة مصر الناعمة.
كما أن الإختيار لم يكن محض صدفة بل نتيجة مباشرة لمسيرة عمل جادة أثبتنا قدرتنا على تحويل الأفكار الفنية إلى أعمال متقنة تجمع بين الحرفية والجمال وهو ما ظهر جلياً في الأعمال التي قدمنها بالإحتفالية.












