ربما لا يستطيع القارئ العزيز زيارة أرشيف الجمهورية الثرى ليطالع ما طرحته من هموم وطموحات الشباب على صفحاتها «لاسيما فى ظل كتيبة الشباب والتعليم» وقد لا تتسع الذاكرة لكل ما ناقشته صفحة الشباب من موضوعات فى السنوات الماضية..
لذلك دعونا – بدون آلة زمن – نعود إلى السبعينيات والثمانينات لنطرح هموما شبابية مشتركة تكررت فى جيل الألفينات والدليل أرشيف الجمهورية تحت مظلة «الشباب» قسما وصفحة.
الوظيفة أولًا
بدأت صفحة الشباب بالروح العصرية التى غرسها فى الجمهورية الكتاتب الكبير الراحل محسن محمد ودون تعمد وبتلقائية اهتمت فى البداية بكل أنشطة الشباب الجريئة من رياضات وهوايات وصيحات ونذكر موضوعات الزميل أحمد متولى من الجمهورية أونلاين عن هوس التجميل والشيشة الالكترونية ومواقع تدوير المخلفات وألعاب ورياضات شبابية مثل الباركور والدراجات و رالى الفيسبا والنينجا المصرية وغيرها
وكان التركيز على الوظائف موجود بشدة سواء فى سلسلة تحقيقات الزميل محمد المنايلى عن ملتقيات التوظيف وقائمة الوظائف التى يقاطعها الشباب بينما انتبه الزميل محمد طلعت عوض لظاهرة البواب الجامعى وتجديد شباب مهنة الحلاقة و كشف الزميل يوسف يحيى سبوبة وكالات السفر للخارج و سر إحجام الشباب عن وظيفتى حارس الأمن وعامل النظافة وأيضا الرد على شائعات الخدمة العامة
بنظرة إلى الأرشيف نقرأ عن خدعة الخدمة العامة فى العدد الأسبوعى «4 أغسطس 1977» وفى 19 أكتوبر 1978كتب الأستاذ محمود النفادى عن وظيفة بدون مؤهلات وراتب 100 جنيه وفى 11ديسمبر 1980كتبت الأستاذة فيفى العريان عن فلاحين بالبكالوريوس وسائقى جرارات شعبة محاسبة كما التقى الأستاذ صلاح درويش بشباب المرممين فى القلعة وهو ما حرصنا عليه بتحية شباب مركز الترميم بالمتحف المصرى الكبير «قبل افتتاحه»
التعليم من زاوية شبابية
قدمت كتيبة الشباب والتعليم فى الماضى الكثير من الموضوعات عن مشاكل المدينة الجامعية وناجحون وراسبون وسر تفوق البنات مقارنة بالأولاد وحكايات مكتب التنسيق وبالطبع رحلات أوائل الجمهورية- فى المقابل ركزت صفحة الشباب على الجانب الشبابى للقضايا التعليمية فكشفت وهى كليات القمة وأن المجموع لا يعبر عن المستقبل وقدمت ملفات عن الصور الذهنية لهذه الكليات من خلال تجارب الشباب كما غطت رحلة أوائل الجمهورية فى 2019 لتقدم شباب الأوائل بهواياتهم واهتماماتهم بعيدا عن صورة الطالب الدحيح! نحرص أيضا على متابعة وتشجيع مشاريع التخرج «العلمية والفنية» والتساؤل عن كيفية استثمارها حتى لا تظل حبيسة الأدراج
وبينما دعت الجمهورية فى 15يونيو 1977الشباب للسفر إلى الخارج فى إجازة الصيف ..يالا شباب تحدثت عن شباب هجر القاهرة لتعمير أم الدنيا و قدمت تغطية لرحلة اعرف بلدك بالوادى الجديد وشجعت السياحة الداخلية فى يالا نخرج مثل مطروح وسيناء ونويبع إلخ
صحتكم ياشباب
الاهتمام بصحة الشباب كان حاضرا فى كل الأجيال فكتبت الأستاذة سهير عبد الستار تحذر من شبابنا والمخدرات فى 17 يناير 1976 بينما قدمت صفحة الشباب عدة موضوعات عن الإدمان منها تغطية لندوة أنت أقوى من المخدرات بجامعة القاهرة و تدريب صندوق مكافحة الإدمان للشباب على الحرف والمشروعات باعتبار العمل نقيض الفراغ وبالتالى هو العلاج الناجح للإدمان
وطرحت الأستاذة هناء محمد عدة موضوعات مبتكرة ومهمة نذكر منها عيادة النوم وشباب عايش على السناكس وتحليل فيتامين دى وخط ساخن لمكافحة الانتحار
السوشيال ميديا
مع العصر الذهبى للجمهورية كان الفيديو هو الزائر المستجد..يتعامل معه الناس بحذر ثم بذكاء وهذا ما فعلته الجمهورية بتقديم صفحة متخصصة عن الفيديو عام 1984.جمعت بين النصائح ومتابعة المستجدات
وربما هذا – مع فارق سرعة التكنولوجيا الجديدة – ما فعلناه مع السوشيال ميديا والوافد الجديد الذكاء الاصطناعى ..مركزين على البعد الوظيفى والاجتماعى باعتباره الأكثر تأثيرا..
فقدمت الزميلة هناء محمد ملف «الانترنت صديق قاتل» وحاربنا فيديوهات التنمر واستعراض القوة وظواهر مرتبطة بالانترنت من الزواج إلى التجارة.
مواسم الزواج
وفى 9 يونيو 1983 كتبت الأستاذة عصمت حامد تحقيقا لافتا عن موسم الزواج الذى يصل لذروته فى يوليو وسبتمبر وفقا للاحصائيات «آنذاك».
أما يالا شباب فناقشت الزميلة رشا سعيد عنوسة الرجال وطرحنا أفكارا شبابية لتسهيل الزواج من الشبكة الفضة إلى تحدى ثقافة النيش
وكانت مبادرات الدولة حاضرة فى تغطية الأستاذة هناء لبرنامج مودة التابع لوزارة التضامن.
الرياضة للجميع
حرصت الجمهورية على إصدار ملحق لأولمبياد 1984 خاصة وأن فريق كرة القدم كان مشاركا وسط آمال كبرى ولما تحققت نتائج محبطة فتحت ملف مراكز الشباب
أما يالا شباب فكانت تطرق موضوعات الرياضة بالتركيز على شباب المتطوعين والمشاهدين فتعرفنا مثلا على الشباب المتطوع فى تنظيم كأس الأمم الافريقية 2019 وكذلك التقينا المترجمين المرافقين لضيوف كأس عالم لكرة اليد 2021وكان الأولمبياد موعد متجدد للتعرف على حكايات ملهمة لأبطال مصر والعالم ..شارك فيها الزميل محمد زكى من القسم الخارجي
تحقيقات وملفات
وحتى لا نطيل على قارئنا الكريم نسعد بأن صفحة الشباب أول من قدمت ملفات توعية أثناء جائحة كورونا بالتعاون مع الزميلتين هناء محمد وإيناس سمير وفريق الشباب تحت عنوان «الخطر من حولنا..الهمة يا شباب » وواصلت رسالتها بالتحذير والتوعية بالإجراءات الاحترازية طوال الأزمة وأخر عنقود الملفات «صيف الشباب طعم تانى».
وحرصت يلا شباب على ربط المناسبات الوطنية والدينية بالشباب من تغطية أكتوبر كل عام «فى بيتنا بطل- تعلمت فى مدرسة الشهيد إلخ» إلى صفحة رمضان والأعياد وشم النسيم
ومازالت الصفحة كما تتبنى المخترعين والمبتكرين ..تطل على الفنانين فى الموسيقى قدمت أوركسترا الجامعة كما التقت بالفائزين بمسابقة شوبان لعزف البيانو تماما كما كانت تفعل الجمهورية فى عصرها الذهبى بالتعريف بالموسيقيين المصريين وفى الرسم تواجدت مؤخرا فى معرض كايرو كوميكس كما انفردت بلقاء كل الفائزين بمسابقة المبدع الصغير تحت رعاية السيدة قرينة الرئيس لتؤكد دوما أنها تهتم بالشباب حتى اليافعين.
قائمة الشرف
طوال الرحلة الماضية شاركنا الكثير من الزملاء ..منهم من ذكرنا أسماءهم بكل امتنان فى السطور السابقة ونضيف الزملاء أحمد خميس وأحمد توفيق وداليا عزت وعصام العوامى من التحقيقات وخلود حسن من عقيدتى ومحمد رجب وهبة الساوى وهبة عبد السلام وكتيبة قسم المحافظات التى تابعت على صفحتنا مبادرات الشباب ومشروعات الدولة مثل مشروعك ..نذكر منهم الأساتذة عادل السعداوى – أحمد السعدي- باهى الروبي- مصطفى عبده- عصام القلا- وآخرين الذين اهتموا أيضا بقضايا شباب المحافظات من ارتفاع المهور وجرائم الثأر.
ولا ننسى فيتشرات الاسكندرية المصرية من الزميلة هبة بكر وخريطة نشاطات شباب السويس من الزميلة سماح صابر. ونذكر بالدعاء زميلتنا الراحلة منى زين العابدين التى شاركتنا ترجمتها عن شخصيات شبابية فى قلب الأحداث والقارئة أمنية شكرى التى ساهمت بترجمات عن اللغة الصينية.
نتذكر فضل الجنود المجهولين فى الديسك الذين يجعلون للمادة طعما وروحا بعناوين جذابة وصياغة مبتكرة.
وأخيرا وليس آخرا..قائمة طويلة من فريق الصفحة من قراء ومتدربين ..ترك كل منهم بصمته..كتب بحماس فى الأبواب والتحقيقات وكان فى سطوره نبضا متجددا من الشباب إلى الشباب.









