تحقيق التنمية المستدامة مسار اختيارنا ولا نحيد عنه ولا بديل لها خلال السنوات القليلة القادمة خاصة ونحن نستشرف الرؤى بعد تأكيدات رئيس الوزراء بتحسين جودة الحياة مع مطلع العام الجديد..
ودائما ما تأخذ الدولة على عاتقها مسئوليتها الدولية ايضا وهو ما عكسته رغبتها فى المشاركة مع عديد من الدول لحماية البحر المتوسط من التلوث استنادا لاتفاقية برشلونة لحماية البيئة البحرية والمناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط وبما يمهد الطريق لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية والتلوث البلاستيكى للمياه
تابعت على مدى الأيام القليلة الماضية مناقشات مؤتمر «كوب 24» بدعوة من الامم المتحدة لتعزيز الاقتصاد الاخضر المستدام ومعالجة آثار تغير المناخ والحد من التلوث البحرى خاصة النفايات البلاستيكية وحماية التنوع البيولوجى البحرى والساحلي.
واخطر ما يواجه العالم من تلوث فى البيئة البحرية إلقاء ما يصل الى نحو 199 مليون طن من البلاستيك بالمحيطات والبحارحيث تزداد خطورة البلاستيك مع تحلله لجزئيات وهى ذات تأثير خطير على الكائنات البحرية والمياه والهواء نظرا لانها تساعد على انسداد الامعاء وتعطل التغذية بجانب سمومها الشديدة على السلاحف والدلافين والشعب المرجانية.
وامامنا فرصة مواتية للاستعانة بامكانيات شبابنا خلال احتفالنا باليوم العالمى للتطوع للمشاركة فى إزالة المخلفات البلاستيكية وتنفيذ بعض انشطة التوعية لرواد الشواطئ خاصة شاطئ البحر الابيض المتوسط .. بجانب مشاركة المجتمع المدنى فى مبادراته التى تستهدف تحقيق التنمية المستدامة من خلال تهيئة البيئة التى تدعم الشباب لاعادة اكتشاف أنفسهم وهويتهم وتطوير مهاراتهم ومواهبهم ودعم قيمهم واحلامهم وتعزيز وعيهم لدورهم فى الحياة وصولا الى ما يعرف بالرجولة الايجابية وتحقيق التنمية المستدامة للدول الأطراف لحماية البيئة البحرية والمناطق الساحلية للبحر الأبيض المتوسط يتطلب عملاً ملزماً قانونا على المستوى الاقليمى للبحر المتوسط مثل منع تلوثه وتعزيز حمايته من خلال تعاون الدول الأطراف لصياغة واعتماد البروتوكولات السبعة للاتفاقية المتمثلة فى بروتوكول الاغراق الذى يمنع التلوث الناجم عن إلقاء النفايات من السفن والطائرات وبروتوكول الوقاية والطوارئ وبمقتضاه يتم اعداد الخطط الوطنية من قبل كل دولة طرف فى الاتفاقية لمواجهة حالات التلوث والتنسيق لاتخاذ كل ما يلزم لاتخاذ التدابير لمنع وتخفيف وازالة التلوث من المصادر والأنشطة البرية مع التخلص التدريجى من المواد السامة والقابلة للتراكم البيولوجى وادارة النفايات البحرية واجراء حماية للنباتات البحرية وأنواع الطيور والتجمعات الحيوية المرجانية والاسماك الغضروفية وإنشاء مناطق متمتعة بالحماية.
نحن بحاجة لتعزيز التعاون الاقتصادى بين الدول الأطراف ودعم الاستثمار فى قطاعات السياحة البحرية والبيئية مع الحرص على الاستخدام المستدام والفعال للموارد الطبيعية بما يحقق التوازن بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للمجتمعات المحلية فى دول البحر المتوسط لضمان تحسين جودة الحياة باعتباره أهم هدف لـ «كوب 24» وبحيث يكون اعلان القاهرة بفاعليات مؤتمر الامم المتحدة خطوة مهمة لتعزيز جهود الدول الأعضاء لتحقيق التنمية المستدامة ولضمان خلق فرص عمل خضراء وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا النظيفة والاتجاه نحو الاقتصاد الاخضر وهو ما تستهدفه الدولة المصرية.
بالفعل المتطوعون هم من يصنعون الأمل حيث انهم القوة الحقيقية التى تبنى الأوطان اعتمادا على العطاء كأسلوب حياة.









