صار عقبة بن عامر أحد علماء مصر الكبار منذ إقامته فيها فور الفتح 20هـ يسأله الناس ويقطعون من أجل ذلك المسافات فيتعلمون أو يستوثقون من حديث نبوى ومن ذلك ماروى عن عطاء بن رباح قال : خرج أبو أيوب «يقصد أبى أيوب الانصاري» إلى عقبة بن عامر وهو بمصر يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره «أبو أيوب» وغير عقبة فلما قدم أتى مسلمة بن مخلد الأنصارى وهو أمير مصر فأخبره فعجل فخرج إليه فعانقه، ثم قال ما جاء بك يا أبا أيوب فقال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرى وغير عقبة فابعث من يدلنى على منزله فبعث من يدله على منزل عقبة فأخبر به فعجل فخرج إليه فعانقه وقال ما جاء بك يا أبا أيوب ؟ فقال حديث سمعته من رسول بالله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه غيرى وغيرك فى ستر المؤمن. قال عقبة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من ستر مؤمنا فى الدنيا على خزية ستره الله يوم القيامة . فقال له أبو أيوب صدقت. ومن فتاواه أنه لا يجوز طلاق الموسوس أى انه لايجوز طلاق من حدث نفسه بما يسمى الحديث الداخلى أو الحوار الداخلى فقال فى نفسه وكأنه يخاطب زوجته أنت طالق مثلا.
وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخبره عن فواضل الاعمال فقال: «أن تعطى من حرمك فقال له وما النجاة فقال صلى الله عليه وسلم أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك».
كما روى عنه قوله كنت آخذاً بزمام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بعض غاب المدينة فقال لى يا عقبة ألا تركب فأشفقت أن تكون معصية فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت فقال ألا أعلمك سورتين فقلت بلى يا رسول الله قال فأقرأنى : قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس، ثم أقيمت الصلاة فتقدم فصلى بهما وقال اقرأهما كلما نمت وأقمت» قد كان من أحسن الناس صوتا وكان يطلب منه الخليفة عمر بن الخطاب أن يقرأ عليه القرآن فيبكى لقراءته.
وقد تولى حكم مصر من قبل معاوية بن ابى سفيان 44هـ وسار فيها سيرة حسنة وعزل منها 47هـ ومات 58هـ فور سفره لفتح جزيرة رودس بتكليف من معاوية بن ابى سفيان وهو أول من نشر الرايات على السفن، كما شارك فى حصار القسطنطينية تحت إمرة يزيد بن معاوية وهو الحصار الذى مات فيه أبو أيوب الانصارى ودفن تحت اسوار القسطنطينية
وقد تسمت المنطقــة التى عــاش فيها باسمه وهى منية عقبة التى صارت ميت عقبة بمنطقة الجيزة ومما يروى عن ابن عبد الحكم : ان عقبة بن عامر كتب الى معاوية بن ابى سفيان رضى الله عنهما يسأله نقيعا فى قرية يبنى فيها منازل ومساكن فأمر له معاوية بألف ذراع فى الف ذراع فقال له مواليه ومن كان عنده : انظر الى ارض تعجبك فاختط فيها وابتن «يقصدون ارضا معدة لها اصحاب مصريون» فقال : انه ليس لنا ذلك ، لهم فى عهدهم ستة شروط : منه ألا يؤخذ من أرضهم شيء ولا يزاد عليهم ولا يكلفوا غير طاقتهم و لا تؤخذ ذراريهم وان يقاتل عنهم عدوهم من ورائهم.









