مازالت إسرائيل تحلم بتهجير الفلسطينيين من غزة بعد الكابوس التى عاشت فيه خلال الفترة الماضية بسبب المقاومة الباسلة للشعب الفلسطينى مما جعلها تستمر فى محاولاتها حتى بعد توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار برعاية الرئيس ترامب..
والحقيقة أن موقف الرئيس السيسى من التهجير كان واضحاً من البداية وحتى هذه اللحظة هو رفض التهجير نهائيا حتى لاتضيع القضية الفلسطينية وهذا الموقف الذى ظلت مصر ثابتة عليه رغم الضغوط الكبيرة والتشكيك كان السبب الأساسى فى القضاء على هذه الخطة الإسرائيلية التى تعتمـد على الوضع القاسى الذى يعيشه الفلسطينيون حاليا لدفع البعض منهم لترك قطاع غزة..
طالما قلنا ونقول ان الحل الآن فيما يحدث فى الشرق الأوسط هو حل الدولتين وليس طرد الفلسطينيين من اراضيهم لتصفية القضية اذا كانت إسرائيل فعلا لديها رغبة فى العيش فى سلام مع جيرانها..
العالم أصبح مستعداً الآن بعد كل هذه المجازر أن يرى حلاً منصفاً للقضية الفلسطينية واقامة دولة للفلسطينيين افضل حل لتحقيق السلم الداخلى لهم والأمان داخل دولة تشعرهم بحقهم فى الحياة بشكل طبيعى وقد بدأت الدول فعلا بالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة..
حتى فى ظل المساحة الضيقة التى يعيش فيها الفلسطينيون والتى لم تعد تتسع لهم ليعيشوا حياة طبيعية مثل باقى البشر فى العالم ولا ذنب لهم اذا كان عدوهم لايرحم ولكن حتى هذه المساحة الضيقة لو اصبحت دولة ووطناً لاختلف الأمر نهائيا..
منذ نكبة 48 وكل يعرف ماهى إسرائيل كيف تفكر وكيف تتصرف والتاريخ به الكثير من الأحداث التى تدل على فظائع الاحتلال ضد الشيوخ والنساء والأطفال والأصعب هو سياسة التجويع التى تعد وصمة عار على جبين الإنسانية.
وأعتقد أن على الفلسطينيين أنفسهم استغلال هذا التعاطف العالمى لتحقيق الهدف المنشود وهو إقامة دولة فلسطين وإيجاد حياة كريمة للشعب الفلسطينى لذا على القادة الفلسطينيين استغلال الفرصة الآن للتوصل إلى اتفاق بينهم من أجل إقامة دولة فلسطين وأن يفكروا جيدا أنه كلما ضاعت الفرص كلما قل الأمل والتاريخ يقول إن دعوة الرئيس أنور السادات للقادة الفلسطينيين كانت فرصة جيدة وضاعت منهم لسبب أو آخر.. وأعتقد أنه لا أمل فى انهاء هذا الصراع الا بحل الدولتين.
والفرصة الوحيدة لإسرائيل اذا كانت ترغب أن تعيش فى سلام كما تدعى هو حل الدولتين وليس فى تشريد الفلسطينيين فى الدول المجاورة وتخيل منح اراض لا تملكها إسرائيل للفلسطينيين ليتركوا وطنهم الاصلى المغتصب يجب أن يحل السلام ولن يحل ابدا فى ظل التعنت الاسرائيلى ولكن فى ظل وجود دولة لفلسطين قد يكون هناك أمل فى السلام ..









