
تحقيق: محمد القاضى
باتت الأندية المصرية ضيف دائم على القائمة التى يعلنها الاتحاد الدولى لكرة القدم -فيفا- بشكل دورى للأندية الموقوف قيدها بسبب مستحقات مالية متأخرة للاعبين أو مدربين سابقين، ومنذ فترات طويلة أصبحت القائمة لا تخلو من تواجد الأندية المصرية لما لها من أزمات غير محلولة، وهى ظاهرة تعكس حجم الأزمات الإدارية والمالية التى تضرب المنظومة الكروية.
تجد الجماهير نفسها أمام أخبار متكررة عن منع أندية من تسجيل وقيد لاعبين جدد بسبب نزاعات قضائية لم تغلق بعد، ومستحقات متأخرة لم تسدد، وجود الأندية المصرية على هذه القوائم لم يعد استثناء، بل أصبح المشهد دائمًا، ويعبر عن خلل، يحتاج إلى حلول، وضرورة دراسة الظاهرة وأسبابها، وتبعاتها، ووضع حلول لمنع تكرارها.
وحاليًا هناك خمسة أندية تم ايقاف قيدهم بسبب نزاعات قضائية ومستحقات مالية متأخرة لم تسدد سواء للاعبين أو مدربين، بإجمالى 18 قضية لتلك الأندية.
تتمثل الأندية التى تعانى من ايقاف فى الزمالك والذى تم ايقاف قيده فى ستة قضايا كان آخرها شكوى اللاعب التونسى فرجانى ساسي، والمدير الفنى السابق جوزية جوميز، ومعاونية الثلاثة، بالإضافة أيضًا إلى كريستيان جروس مدرب الفريق السابق، والعدد مرشح للزيادة وقريبًا سيكون هناك أحكام فى شكاوى إبراهيما نداي، وكونراد ميشالاك، والمدرب يانيك فيريرا.
بالإضافة إلى الإسماعيلى المعاقب أيضًا بايقاف القيد بسبب ستة قضايا آخرها مستحقات اللاعب البوليفى كارميلو، نادى إسترن كومبانى لديه هو الأخر عدد أربعة قضايا، وقضية واحدة لكل من فريقى راية ومركز شباب تلا أندية القسم الثاني.
سابقًا كان هناك أكثر من ناد تمت معاقبتهم بايقاف القيد ولكن نجحوا فى إنهاء الأزمة وسداد المستحقات، هم أندية فاركو كان له قضيتين بشأن الثنائى رزقى حمرون وكينجسلى سوكاري، أسوان بسبب مستحقات لاعبه السابق رافائيل أياجوا، بيراميدز بسبب مستحقات التونسي عمر لعيوني، إنبى بسبب المدرب البرتغالي جورفان فييرا، ووادى دجلة بسبب حق رعاية للاعب غانى كان ضمن قطاع الناشئين منذ عدة سنوات، وحرس الحدود بسبب مستحقات النيجيرى بن والي، وتم ايقاف قيد فريق مصر المقاصة بسبب شيميليس بيكيلي، باولون فوافي، وكيفين موهيري، وغيرهم من الأندية.
عبد الغنى:
ندير الكرة «بالفهلوة»

قال مجدى عبدالغنى عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة السابق ورئيس جمعية اللاعبين المحترفين أن الأزمة تعود إلى أنه لا يوجد عندنا احترافا حتى الأندية الكبرى وعلى رأسها الأهلى والزمالك تدير كرة القدم «بالفهلوة»، وكل الأندية ترى أنها الأقوى وتعتقد أنها عندما تفسخ عقد لاعب محترف من طرف واحد أنه لن يحصل على مستحقاته، بل على العكس سيحصل عليها «غصب عنهم»، عندما يقيلوا مدرب ويتم فسخ العقد من طرف واحد نفس الأمر، لا يوجد لدينا من يفهم احتراف والجميع يعمل لمصلحته الشخصية، و يعتمدوا فى الاتحادات والأندية على أهل الثقة وليس أهل الخبرة، يجب أن نعتمد على أصحاب الكفاءات ومن لهم خبرة حتى نطبق الاحتراف بشكل كامل.
أشار عبدالغنى إلى أن وجود هذا العدد من القضايا ضد الأندية المصرية يعكس صورة سلبية عن الرياضة فى مصر، حتى أن الاتحاد الدولى لللاعبين المحترفين قد أصدر نشرة يحذر فيها اللاعبين على مستوى العالم من الانتقال للدورى المصرى واللعب للأندية المصريه، لأن الأندية تتحفظ على جوازات سفر اللاعبين ولا يعطوهم مستحقاتهم، وعن توقيع عقوبة تأديبية على النادى باستمرار ايقاف القيد أوضح أن الأمر يعود لتقدير الاتحاد الدولى ولا يوجد قانون محدد للأمر..اضاف عبدالغنى أنه يجب على الأندية أن تعرف إمكانياتها فكيف تتعاقد مع لاعبين وأنت كناد لا تعرف من أين ستسدد مستحقاته، وكيف لمركز شباب أن يكون له قضية فى الاتحاد الدولي، مراكز الشباب الهدف منها إعطاء فرصة للشباب للمدرسة الرياضة، مراكز الشباب تحصل على دعم 30 ألف جنيه فى الموسم ولا يوجد إيرادات كبيرة، فكيف يتم إنشاء فريق ويشارك فى المسابقات ويتعاقد مع لاعبين وهو لا يعرف كيف سيسدد مستحقاتهم.
العطار:
الحل فى «اللعب المالى النظيف»

قال وليد العطار المدير التنفيذى السابق لاتحاد كرة القدم إن تواجد هذا العدد من القضايا لدى الاتحاد الدولى ضد الأندية المصرية يعود إلى أن الأندية لا تتعاقد مع لاعبين فى حدود الميزانية وهذا ما نص عليه الفيفا فى مبادئ اللعب المالى النظيف، المفروض كناد عندى ميزانية ألف جنيه فيجب أن تكون تعاقداتى فى حدود هذا المبلغ، ومن المفترض أن كل ناد يعلم إيراداته ومصروفاته وبالتالى يتحرك فى حدودها، ولكن الأندية هنا لا تسير بالشكل الصحيح الذى يمنعها من الوقوع فى أزمات،بل ان الاندية تتعاقد تحت شعار «ربنا يسهل»، وبالتالى فإن تطبيق قواعد اللعب المالى النظيف سيجنب الأندية مثل تلك المشاكل والأزمات والقضايا.
أشار العطار إلى أن وجود عدد كبير من القضايا التى تخص الأندية المصرية يعطى صورة سلبية لدى المحكمة الرياضية والمحكمين أن أندية هذه الدولة لا تفى بإلتزاماتها وعقودها، ويكون هناك انطباع وصورة مسبقة أن الأندية المصرية لا تسير فى حدود ميزانياتها، وأكد أنه ليس هناك قواعد محددة تؤدى إلى عقوبة تأديبية بايقاف القيد حتى فى حالة دفع المستحقات، وأن الأمر يعود للقاضى إذا رأى أن هناك تكرارا للقضايا حوالى ثلاث أو أربع قضايا فى فترة زمنية قريبة يخرج القرار بعقوبة تأديبة.
زهران:
يجب إصلاح نظام التقاضى داخل «الجبلاية»

أشار هانى زهران المحامى الدولى أن أى لاعب يستطيع أن يلجأ للفيفا واذا كان اللاعب مصرى فلدينا درجات تقاضى فى البداية لجنة شئون اللاعبين ثم لجنة التظلمات ثم مركز التسوية والتحكيم وأخيرًا يلجأ للكاس، لكن اللاعب الأجنبى يلجأ منذ البداية للفيفا لغرفة فض المنازعات وهذا أصبح يحدث بشكل متكرر ، ويصدر القرار فى خلال أسبوعين .
أكد أن الأمر يعكس صورة سلبية وهناك دول كثيرة لديها عدد من الأنديه عليها قضايا كثيرة، ولكن الأزمة تكمن فى أن يكون للنادى الواحد عدد كبير من القضايا، وهنا الزمالك والإسماعيلى والمصرى من أكثر الأندية التى عليها قضايا لدى الاتحاد الدولي، وبالفعل أصبح هناك تخوف لدى اللاعبين المحترفين، وبالفعل الاتحاد الدولى للاعبين المحترفين يحذر من الانتقال للدورى المصرى و بالتحديد من بعض الأندية صاحبة الأزمات المستمرة.
أوضح زهران انه يجب أن نصلح درجات التقاضى داخل اتحاد الكرة، وأن يكون الأمر إلكترونى وسريع، يجب أن يتم اصلاح إجراءات التقاضي، حتى يلجأ اللاعب المحترف للاتحاد المصرى قبل أن يلجأ للفيفا.









