في موقف مغاير لتصريحات الاتحاد الأوروبي عامة، اعتبر رئيس وزراء بلجيكا، بارت دي ويفر، أن من يعتقد أن روسيا ستخسر في أوكرانيا واهم.
جاء ذلك خلال مقابلة مع صحيفة «لا ليبر» موضحاً أنه «ليس من المرغوب أن تخسر روسيا، وأن يسود عدم الاستقرار في بلد يمتلك أسلحة نووية».
وتابع محذراً من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتقبل بهدوء مصادرة الأصول الروسية، مؤكداً أن خسارة روسيا حربها مع أوكرانيا يعتبر خرافة، ووهما مطلقا».
في نفس السياق، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، فى وقت سابق عدم التوصل إلى توافق بشأن مقترح استخدام الأصول الروسية لتمويل كييف.
وكتبت فون دير لاين في منشور على منصة «إكس»: «التقيتُ المستشار الألماني فريدريش ميرتس ورئيس الوزراء البلجيكي بارت دي ويفر، لتبادل وجهات النظر بشأن الوضع في أوكرانيا والأصول الروسية المجمّدة»، مشيرة إلى عدم إحراز تقدم فى هذا الشأن، وأن المشاورات ستستمر بهدف التوصل إلى توافق خلال اجتماع المجلس الأوروبي في 18 ديسمبر.
ويأتي هذا الاجتماع في إطار جهود المفوضية الأوروبية لحشد دعم دول الاتحاد لاستخدام الأصول الروسية المجمدة تحت ما يسمى بـ»قرض التعويضات»، لضمان تمويل الاحتياجات العسكرية والمالية لأوكرانيا خلال الفترة 2026-2027، إلا أن هذه الخطوة تواجه بمخاوف بلجيكية من العواقب القانونية المترتبة على ذلك، حيث عطلت بلجيكا خلال القمة الأوروبية في 23 أكتوبر خطة مصادرة الأصول الروسية، مطالبة بضمانات لتقاسم أي خسائر مالية بين الدول الأعضاء، وبناء على ذلك، أجّل البت في الملف إلى قمة 18-19 ديسمبر، مع تكليف المفوضية الأوروبية بإعداد سيناريوهات بديلة لدعم أوكرانيا ماليا.
ورداً على ذلك، حذرت موسكو أكثر من مرة من التصرف في أصولها بالخارج، حيث هددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا،بأن أي «إجراء غير قانوني من جانب الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالأصول الروسية المجمدة سيؤدي إلى أقسى رد فعل»، مضيفة أن بلادها تتأهب بالفعل للرد.
في الوقت نفسه، حذربوتين في وقت سابق أن بلاده جاهزة للدخول في حرب مع الاتحاد إذا أراد ذلك.
يذكر أنه منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، وقف أغلب أعضاء الاتحاد الأوروبي إلى جانب كييف، ودعموها سياسياً وعسكرياً بوجه روسيا، كما فرض الاتحاد عقوبات كبيرة على كافة القطاعات الروسية، وجمد أموالا روسية متواجدة في المصارف الأوروبية.
وميدانياً، أعلن سلاح الجو الأوكراني، أمس أن القوات الروسية أطلقت 653 مسيرة بالإضافة إلى 51 صاروخًا، بينها 17 صاروخًا باليستيًا.
وأوضح البيان أنّ الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 585 طائرة مسيرة واعتراض 29 صاروخا مجنحا وباليستيا.
كما أشار إلى تسجيل إصابات مباشرة ناجمة عن الصواريخ و60 مسيّرة هجومية في 29 موقعًا، إلى جانب سقوط حطام لأهداف مدمرة في 3 مواقع أخرى.
وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية، أمس، إن هجمات روسية بالطائرات المسيرة والصواريخ أصابت البنى التحتية للطاقة في ثمانى مناطق أوكرانية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي.
كما أعلنت شركة السكك الحديدية الحكومية الأوكرانية «أوكرزاليزنيتسيا»، أمس، إن مركزا للسكك الحديدية قرب العاصمة كييف تعرض لهجوم روسي كبير، مما ألحق أضرارا بمستودع وعربات القطارات، دون سقوط قتلى أو جرحى.
وتكثف روسيا هجماتها على قطاع الطاقة والبنية التحتية في أوكرانيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مستهدفة عددا كبيرا من محطات الكهرباء ومراكز السكك الحديدية، وغيرها.









