أول جريدة يومية تصدرها ثورة 23 يوليو 1952 تحدثت بلسانها وعبرت عن أفكارها وسياساتها، دعت لفكرة القومية العربية وسياسة الحياد الايجابى وعدم الانحياز وساندت حركات التحرير فى العالم وقاومت الاستعمار وسياسة الأحلاف التى حاول من خلالها التسلل مرة أخرى إلى المنطقة العربية.
تحولت الجمهورية إلى جريدة للشعب على مدار سنوات عمرها المديد بإذن الله تحمل همومه وتتبنى مشاكله وقضاياه وتسعى إلى حلها كما قدمت العديد من الخدمات الاجتماعية للقراء فى طول البلاد وعرضها.
قدمت المساعدات للمحتاجين ونشرت الملاحق التعليمية لطلاب الشهادات العامة لمواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية وكرمت أوائل الثانوية العامة برحلة إلى أوروبا تنظمها منذ عام 1968 وأضافت إليها فى عام 2009 رحلة لأوائل الثانوية الأزهرية إلى إحدى الدول الإسلامية منها تركيا وأندونيسيا ثم تركيا مرة أخري.
سجلت الجمهورية التاريخ السياسى والاجتماعى المصرى من ثورة 23 يوليو 1952 إلى ثورة 25يناير 2011 وتابعت الأحداث الجارية وتواصل الجمهورية مسيرتها فى خدمة القارئ بتطوير خدماتها الصحفية والاجتماعية كما فتحت له صفحاتها للتعبير عما يدور فى عقله وقلبه.
أول افتتاحية
كتب جمال عبدالناصر افتتاحية العدد الأول للجمهورية تحت عنوان «فلنصارح ولا نجامل» عن محاولات الاستعمار لضرب فكرة القومية العربية.
أيدت الجمهورية القضية الفلسطينية منذ صدورها وأشارت مراراً إلى حق الشعب الفلسطينى العودة إلى أرضه وانشاء دولته.
وفى سنة 1959 فى ذكرى اغتصاب فلسطين قالت الجمهورية تحت عنوان «يوم فلسطين»: غداً هو يوم فلسطين يوم ذكرى المأساة الدامية التى أدت إلى تشريد مليون عربى فلسطينى من بيوتهم ووطنهم وقيام دولة البغى والعدوان التى انشأتها الصهيونية بمساندة الاستعمار فى فلسطين.
لم تقتصر الجمهورية فى دعمها للقضية الفلسطينية على الأخبار والمقالات ولكن نشرت التحقيقات والدراسات عن قضية العرب الأولى من بينها تحقيق عن المشروع الإسرائيلى لتمويل مياه نهر الأردن.
سياسة الحياد
دعت الجمهورية لسياسة الحياد الايجابى وعدم الانحياز وتبلور هذا الاتجاه بعد مؤتمر باندونج سنة 1955 كما قاومت سياسة الأحلاف التى جاء بها الاستعمار إلى المنطقة العربية فى محاولة جديدة لبسط نفوذه بها.
كما تحدثت عن زعماء عدم الانحياز فى العالم جمال عبدالناصر والرئيس اليوغسلافى الراحل جوزيف بروز تشيفر رئيس الوزراء الهندى جواهر لال نهرو.
وفى عددها الثانى نشرت الجمهورية موضوعها الرئيسى على الصفحة الأولى عن تصريحات للرئيس اليوغسلافى الذى أكد على ضرورة مواجهة الاستعمار فى كل مكان.
كما تابعت على صفحتها الأولى وغيرها أخبار سياسة الحياد فى دول العالم. عدوى الحياد تمتد من الهند ومصر إلى بورما عن رفض بوما توقيع معاهدة دفاعية مع بريطانيا.
«الجمهورية 2/1/1954»
السد والدستور
فى أواخر عام 1955 وأوائل 1956 جرت مفاوضات بين مصر والبنك الدولى للانشاء والتعمير لتمويل مشروع السد العالى كما وعدت الولايات المتحدة بالمشاركة فى تنفيذ المشروع لكن البنك ودول الغرب تراجعوا عن وعودهم ورد جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس ووقع العدوان الثلاثى بعد 3 شهور إعلان الدستور الجديد بعد انتهاء الفترة الانتقالية التى استمرت 3 سنوات رغم الاستفتاء عليه فى 23/6/1956 ووافق الشعب على الدستور وعلى انتخاب جمال عبدالناصر رئيساً للجمهورية وبعد تأميم القناة فى 26 يوليو 1956 تناول كتاب الجمهورية هذه القضية على صفحتها الأولى وسائر صفحاتها حتى صفحة الأدب التى جاء الموضوع الرئيسى لها عن هذا الحدث الكبير بعنوان «ضربة معلم».
عرب وأجانب
فتحت الجمهورية صفحاتها للأقلام العربية نشرت سنة 1956دراسات من تراث الفكر العربى اللبنانى الأمير شكيب ارسلان.
وفى سنة 1960 نشرت مقالاً للمجاهد المغربى عبدالكريم الخطابى عن «زلزال أغادير» وعلاقته بالقنبلة الذرية التى فجرتها فرنسا فى الصحراء الجزائرية.
وفى 9 ديسمبر 1953 أعلنت الجمهورية على صفحتها الأولى عن انضمام اندريز بيفان الزعيم العمالى البريطاني.
وفى مارس 1956 كتب فيها الكاتب الروسى الشهير بوريس باسترناك صاحب رواية دكتور زيفاجو الفائز بجائزة نوبل فى الأدب سنة 1958ومازالت تواصل هذا الدور .
صحف الثورة
مع الأسابيع الأولى للثورة نشأت فكرة اصدار صحيفة تتحدث بلسانها اصدرت مجلة التحرير «نصف شهرية» فى سبتمبر 1952 عن إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة وابتداء من 12 أغسطس 1954 صدرت عن دار التحرير للطبع والنشر واعتباراً من أول يناير 1954 صدرت أسبوعية وأعلنت مجلة التحرير عن صدور جريدة جديدة للثورة باسم «التحرير اليومية» فى عددها الصادر فى 17/6/1953 ومازالت الجمهورية تواصل دورها ورسالتها فى دعم الدولة الوطنية وعملية إعادة البناء.









