والبحرين تحتفل.. و«قشر البرتقال».. وعيون ما بيناموش..!!
هل يمكن أن يكون ذلك معقولاً..! هل يمكن أن يتم العلاج وتشخيص المرض وكتابة الدواء عن بُعد..! وهل يجوز أيضاً صرف الدواء عن بُعد وباتصال هاتفى لتوصيل الدواء إلى المنزل!!
إن هناك إعلانات كثيرة تتحدث عن عيادات لاستشارات طبية وعلاجية عن بُعد «أون لاين».. وتسدد الأتعاب بالبطاقات الائتمانية.. وبدون فحص أو رؤية المريض..!!
ولأنى لا أعلم مدى إمكانية تحقيق ذلك.. ومدى دقة التشخيص فى هذه الحالات فإننى أترك الأمر لنقابة الأطباء وللقائمين على أمور الصحة للتوضيح والتفسير وشرح إيجابيات وسلبيات هذا النوع من العلاج الذى انتشر أيضاً فى الكثير من الدول العربية والذى يبدو أنه سيكون اتجاهاً جديداً فى العلاج وكتابة الدواء.
وقد يكون هذا النوع من الاستشارات الطبية مفيداً فى حالات الطوارئ خاصة المتعلقة بالأزمات القلبية.. ولكنه فى رأينا قد ينحصر على قطاع معين من المرضى الذين لديهم المقدرة على تقديم المعلومات السليمة عن بُعد والتى يمكن على أساسها اتخاذ الإجراء الطبى اللازم والعاجل ولكنه لا يصلح مع قطاعات كبيرة من المرضى الذين لا يمكنهم التجاوب السليم مع الأطباء لشرح أوجاعهم وآلامهم وما يعانون أو يشكون منه.
وكارثة الكوارث تتمثل فى توصيل الأدوية إلى المنازل «دليفري» بدون روشتة طبية معتمدة.. والصيدليات لا تمانع فى صرف وبيع أى دواء يطلبه المريض «الزبون» ولامسئولية تقع عليها فى ذلك كما يبدو..!
والكارثة الأكبر هى أننا نصف ونكتب الدواء أيضاً لبعضنا البعض.. و»اسأل مجرب ولا تسأل طبيب».. ونتناول الدواء بناء على وصفة المجرب وليس مهماً الآثار الجانبية ولا أن يناسبنا هذا الدواء.. كله ماشي.. وكلنا أصبحنا «دكاترة» أيضاً..!
> > >
ومادمنا نتحدث عن الدواء والعلاج فإننا نتحدث عن الذين فى حاجة إلى قدر أكبر من الاهتمام بتأمين العلاج السريع والفعال والمناسب لهم.. نتحدث عن كبار السن الذين يتم علاجهم فى مستشفيات التأمين الصحي.. أصحاب المعاشات الذين أفنوا عمرهم فى الوظيفة «الميري» والذين يبحثون عن الحق فى أن يقضوا أياماً هادئة بعد الإحالة للتقاعد.
وأستعيد فى ذلك مشهداً رائعاً فى فيلم لفؤاد المهندس عند انتهاء سنوات عمله وفى حفل تكريمه لإحالته للمعاش حين وقف أحدهم يلقى قصيدة وداع وتكريم فى حقه وقال فيها «قضيت عمرك فى الوظيفة ولم تغتني.. وخرجت منها يا مولاى كما خلقتني»..!
وخرجت منها يا مولاى كما خلقتني.. هذا حال كل من قضى سنوات عمره موظفاً شريفاً.. كل من كان دخله قاصراً على عمله الوظيفي.. كل من خرج يبحث ويتابع أى زيادة فى المعاشات وأى تيسيرات لرعاية أصحاب المعاشات.. وأى نظرة عطف يكون فيها العلاج والشفاء.. إنهم الأحق بالرعاية.. والأجدر بأموال الزكاة أيضاً.
> > >
ونذهب إلى خارج الحدود.. إلى مملكة البحرين وحيث بدأت احتفالات العيد الوطنى التى تستمر طوال شهر ديسمبر.
والبحرين الآن تعيش أجواء الاحتفالات بالمهرجانات والحفلات والزينة والأضواء المتلألئة التى تنعكس على مياه الخليج الهادئة.
والبحرين واحة الأمن والهدوء والسلام تستحق أن تفرح وأن تحتفل فقد نجحت فى أن تحقق أهم إنجاز.. الإنجاز الذى سيبقى دائماً مصدراً لفخرها وعنواناً لتقدمها.. والإنجاز هو بناء الإنسان البحرينى القادر على أن يجمع ما بين الحداثة والأصالة.. الإنسان الذى يواكب العصر باحتفاظه بملامحه وسماته التقليدية.. إنسان منفتح على العالم وثقافاته.. وملتزم بدينه وأخلاقياته وعاداته.. والإنسان هو أقوى وأهم وأبقى ثروات البحرين.. وهنيئاً للبحرين احتفالاتها وفرحتها ولشعبها كل التحية والحب ولملكها الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة كل التقدير والاحترام.. هذا الملك العروبى الذى يمثل الرقى والحكمة فى بلد الأمان.. بلد السلام.. البحرين.
> > >
ومن البحرين نعود إلى حياتنا وحواراتنا اليومية.. وحيث كان الرجل يقود سيارته وهو يأكل البرتقال أو اليوسفى ويقوم بإلقاء «القشر» من نافذة السيارة..! وياأستاذ عيب كدة.. برجاء حافظ على نظافة الشارع.. وابتسم ابتسامة عريضة وألقى لى ببرتقالة قائلاً «بالهنا والشفا.. كل واسكت»..!! ولا أجد تعليقاً..! ناس دمها خفيف فى كل المواقف..!
> > >
وكتب على صفحته يقول: لو مرض الشيطان لتكفل رجال الدين بعلاجه حتى لاينقطع رزقهم!! والشيطان يا صديقى لا يمرض.. الشيطان لم يعد موجوداً.. لامكان له الآن.. ما أكثر شياطين الإنس..!
> > >
أما الآخر فقد كتب على صفحته «وجدت السعادة بعد الأربعين».. ودفع الفضول أحدهم لكى يتابع صفحته ويتعرف على عمره الحالي.. فوجد أن الرجل يتحدث عن مراته التى توفت وانقضى على الوفاة أربعين يوماً..!! الله لا يوفقه..!
> > >
وبعد أغانى وزمن الحب والغرام والرومانسية وأنت عمرى وأمل حياتى وفكروني.. جاء زمن الواقعية والعذاب.. وأغنية تقول: سألت كل الموجودين، شايف عيون مبيناموش، وناس كسرهم حزنهم ماشيين فى توهة ميعرفوش غير نار بتسكن حضنهم، الناس وشوشها محبطة جوا العذاب متثبتة مشلولة الإيد واللسان لا هى عايشة ولا هى ميتة نزلت دموعى من عينيا قلقت من الطيبة اللى فيا ما بقتش عارف بس ليه.. الناس بتحترم الأسية..!
والأغنية حزينة.. ولكنها تلامس القلوب.. لم يعد هناك وقتاً للحب.. الناس بتحترم الأسية..!! الناس دموعها قريبة.. وقريبة جداً.
وأخيراً:
ولا تيأس فعادة ما يكون آخر مفتاح
فى مجموعة المفاتيح هو المناسب لفتح الباب.
وماذا يفعل صاحب المروءة بين أهل الخداع
فى أرض النفاق.
وأحب الوضوح مهما كانت النتائج.
ولم نعد نرى الكوابيس أثناء النوم
فقد أصبح الواقع يقوم بالواجب.









