يبدو أن مستقبل نتنياهو السياسى على المحك بعد أن تقدم بطلب رسمى إلى الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتزوج يطلب منه العفو الرئاسى من تهم الفساد التى تشمل الرشوة والإحتيال وخيانة الأمانة وهى قضايا منظورة أمام المحاكم منذ أكثر من خمس سنوات فى خطوة وصفها المراقبون بأنها «زلزال سياسي» يثير تساؤلات حول أسس الديمقراطية فى إسرائيل التى طالما ادعت أنها واحة للديمقراطية وهو مايعنى أن مصير نتنياهو بات معلقا بين ميزان العدالة وسلطة العفو.
لقد جاء طلب نتنياهو العفو فى ذروة انقسام سياسى وقانونى حاد فى إسرائيل وبدلاً من أن يؤدى هذا الطلب إلى توحيد الإسرائيليين وانهاء الإنقسام حسب ماجاء فى هذا الطلب عمل على تعزيز وتعميق هذا الإنقسام وأثار جدلاً واسعاً لأنه طلب غير مسبوق وينطوى على تبعات قانونية كبيرة حيث جرت العادة فى إسرائيل على منح العفو فقط بعد انتهاء المحاكمة وإدانة المتهم حسب ما ينص عليه القانون الإسرائيلى كما أن طلب نتنياهو لم يتضمن اعترافاً بالذنب ولا تحملاً للمسئولية مثلما هو معتاد ولم يبد أيضا أى نية لاعتزال الحياة السياسية مقابل العفو.
نعم لقد وضع نتنياهو الرئيس الإسرائيلى فى مأزق حيث تطالب المعارضة بعدم منح نتنياهو العفو إلا إذا ترك الحياة السياسية وأقر بالذنب وقال أشخاص مقربون من الرئيس الإسرائيلى أن نتنياهو لن يحصل على العفو إلا إذا دفع ثمنا كبيرا وأن هرتزوج قد يمنحه العفو بشرط أن يدعو نتنياهو لانتخابات مبكرة بدلاً من الانتخابات العامة المقررة فى أكتوبر من العام القادم.
إذن لابد وأن يدفع نتنياهو ثمنا كبيرا مقابل العفو ..فهل الانتخابات المبكرة هى الثمن الكبير الذى سيدفعه وهل تلك الانتخابات إن حدثت حقا هى السيناريو الذى سينقذ إسرائيل من نتنياهو وحكومته المتطرفة لتشهد إسرائيل حكومة جديدة قادرة على الحفاظ على «شعرة معاوية» مع جيرانها العرب فى المنطقة بعد أن ساءت العلاقات بسبب ممارسات الاحتلال حتى مع الدول التى وقعت معها ما يسمى «الاتفاقات الإبراهيمية» ليعم السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط التى عانت كثيرا من الحروب والصراعات والاضطرابات.
الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعلم جيدا أهمية وقف حرب غزة لإنجاح خطته للسلام كما أنه يعلم جيدا أيضا دموية نتنياهو وتصرفاته الهمجية فى المنطقة التى قد تفسد فى أى وقت خطة ترامب..فهل يجدها الرئيس الأمريكى فرصة إن أراد للتخلص من نتنياهو خاصة وأن ترامب هو أول من طلب من الرئيس الإسرائيلى العفو عن نتنياهو..وخلال أيام سيلتقى هرتزوج الرئيس الأمريكى فى واشنطن فهل يكون طلب العفو هو الذى كتب فيه نتنياهو نهايته بخط يده دون أن يدري؟..دعونا نري.









