فى واحدة من أكثر القضايا التى شغلت الرأى العام داخل مصر وخارجها خلال الأشهر الماضية، عاد أحمد عبدالقادر «ميدو» إلى أرض الوطن قادمًا من لندن، بعد إعلان براءته رسميًا من قبل السلطات البريطانية، فى قضية بدأت عقب تصديه لمحاولة اقتحام مقر السفارة المصرية فى لندن من قبل مجموعة تنتمى لجماعة الإخوان الإرهابية.
وبعد انتهاء التحقيقات، أسقطت السلطات البريطانية التهم المتعلقة بحيازة السلاح ومقاومة السلطات، وألغت قرارات المنع من السفر وتحديد الإقامة والمراقبة، خاصة أن اعتقاله لم يعكس حقيقة تصرفه المشرف يوم الواقعة.
عودة «ميدو» إلى القاهرة تحولت إلى مشهد وطنى وإنسانى من نوع خاص، من خلال استقبال شعبى كبير بمشاعر جياشة، ورسائل امتنان للدولة المصرية وقيادتها التى تابعت ملف القضية لحظة بلحظة، وقصته لم تكن مجرد واقعة قانونية، بل تأكيد على قوة الدولة المصرية، وعلى قدرة شبابها على الدفاع عن وطنهم فى الداخل والخارج وقصة انتصار جديدة تضاف إلى سجل شبابنا الذى لا يعرف الانكسار.
«ميدو» يروى لــ «الجمهورية» القصة من أولها إلى آخرها كما عاشها بنفسه مشيدًا بدور الدولة المصرية ومتابعتها لقضيته لحظة بلحظة.
> دعنا نعود إلى البداية ماذا حدث أمام السفارة المصرية فى لندن؟
>> كل شيء بدأ عندما حاولت مجموعة نعرف جميعًا انتماءها الإخوانى الاقتراب من السفارة بطريقة عدائية ومخططة، كنت موجودًا هناك كأى مصرى يشعر بالمسئولية تجاه بلده، وعندما رأيت محاولة اعتداء واضحة، كان لزامًا على أن أتدخل مثلى مثل اى شاب مصرى يعشق تراب وطنه، والتصدى كان دفاعا عن بلدي، وعلمها المرفوع فوق بوابة السفارة، عن رمز الدولة فى الخارج، فى لحظات الفوضي، تدخلت الشرطة البريطانية بشكل مفاجئ وعنيف، وبدلاً من حماية مبنى سفارتنا، تم توقيفى أنا، وهنا بدأت الروايات الكاذبة التى روجتها «جماعة الشيطان».
> لماذا قالوا إنك كنت تحمل سلاحًا؟
>> هذا الكلام غير صحيح إطلاقًا ولا يوجد أى دليل يثبت ذلك لا تسجيلا ولا شهوداً لا شيئاً، هذه كانت محاولة لتشويه صورتى والضغط على الدولة المصرية، والتحقيقات أثبتت أننى لم أرتكب أى مخالفة جنائية، كل ما فعلته الدفاع عن سفارة بلدى وأن الاتهامات لم تكن قائمة على وقائع حقيقية
> كيف استقبلت إسقاط التهم وإعلان براءتك؟
>> شعرت أن الحق ظهر، وأن الظلم لا يدوم ،إسقاط تهمة حيازة السلاح، وإلغاء تهمة مقاومة السلطات، وإلغاء المنع من السفر، وإلغاء تحديد الإقامة كلها إجراءات أعادت لى كرامتي، لأن دولتنا دولة قوية عظيمة لا تترك حق ابناء مصر وهم خط أحمر للجميع وهذا ما ادركته تماماً فى قضيتى أننا وراؤنا بلد عظيم.
> كيف ساندتك الدولة فى قضيتك؟
>>حقيقة مؤكدة لا شك فيها، الدولة المصرية كانت معى من أول لحظة ووقفت بجواري، والقيادة السياسية كانت تتابع الموضوع لحظة بلحظة هذا شرف لى لا يمكن أن أنساه، والرئيس عبدالفتاح السيسى هو قائد شريف ووطنى ولن يتكرر، أما الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة فهو وزير شهم وأصيل لم يتركنى لحظة واحدة، وكان يتواصل معى باستمرار، ويدعم كل خطوة قانونية.
> بعد عودتك لأرض وطنك ما الذى تتمناه من الرئيس السيسى؟
>> أقول له سيادة الرئيس، أتمنى أن أقبل رأسك، لأنك أب لكل المصريين وقدوة وقائد بطل، الرئيس يبنى ويعمر ويحافظ على كرامة كل مصرى وكل ما هو مصري، والدولة المصرية أظهرت للدنيا كلها فى عهد الرئيس السيسى أنها دولة عظيمة، وأن المواطن المصرى أغلى ما تملكه، ودولتنا تدافع عن أبنائها وحقوقهم فى كل مكان على وجه الأرض نحن كشباب فخورون بدولتنا ورئيسنا ونعلم حجم التحدى الذى يواجهه لكنه يتصدى وبقوة ونحن بجانبه ولن نتركه وحده.
> كيف ترى استقبالك فى مطار القاهرة؟
>> بكيت عندما شاهدت استقبال المئات من الشعب المصرى داخل مطار القاهرة وكان استقبالاً فوق الوصف، أطفال شباب، أسر، كبار السن، ناس بسيطة، مئات لم أتعرف عليهم ولكن ما بداخل قلوبهم وصلنى وشعرت أنى فى حضن وطنى وابناء مصر.
> لننتقل لجماعة الإخوان الإرهابية كيف ترى دورهم فى ما حدث؟
>> هذه الجماعة «نبت شيطاني» تتحرك من الخارج وتمولها أجهزة معادية، وهم من حاولوا اقتحام السفارات المصرية وغيرها، وهم من روجوا الأكاذيب بعد توقيفي.لكنى أقولها بكل ثقة « فى كل مرة يسقطون ويعودون بخيبة الأمل مكسروين لأن الحق معنا ومصر ستظل هى الدولة القوية العظيمة فى المنطقة.
> من وراء الاعتداء على السفارات المصرية ؟
>> ما نواجهه هو فكر متطرف تتبناه «جماعة الشر» التى تحركها وتمولها جهات معادية للدولة المصرية. وما حدث من اعتداءات على السفارات يثير علامات استفهام كبيرة، خاصة أن مصر كانت الدولة الوحيدة التى رفضت العدوان على غزة ورفضت التهجير و دعمت القضية الفلسطينية معنويا وسياسيا وإنسانيًا، ومع ذلك ترك هؤلاء سفارات الاحتلال وهاجموا سفارات مصر وهذا يكشف بوضوح من يقف وراءهم ويحركهم ويمولهم.
جماعة الإخوان الإرهابية الملعونة ،يتم عمل الإقامات لعناصرها فى بعض الدول الأوروبية ليكونوا أداة لهم ضد الدولة المصرية والشعب المصري، ولكن فى كل مرة «بياخدوا على دماغهم»
نحن حاليًا نواجه عدواً حقيقياً للأسف الشديد خرج من أرض مصر الطيبة، يدعمهم أعداء الوطن، وتتم رعايتهم والإنفاق عليهم بطرق مباشرة وغير مباشرة وتم تغييب عقولهم، تخيلوا انهم يهاجمون سفارات مصر الدولة الوحيدة اللى رفضت العدوان على غزة وترفض العدوان على اى دولة عربية وتقف بالمرصاد لمواجهة اى خطر تتعرض له
> كيف تصف دور اتحاد شباب مصر فى مواجهة محاولات استهداف سفاراتنا؟ ومن هم أبرز الداعمين لكم؟
>> نحن كشباب مصريين فى الخارج وبالأخص داخل اتحاد شباب مصر فى أوروبا نحب وطننا بصدق ونعمل بكل قوة للدفاع عنه، وبعد الهجوم على بعض سفاراتنا، بدأنا حملة وطنية منظمة للتصدى لهذه المحاولات، وساندنا فيها رموز كبيرة من الجاليات المصرية، من أبرزهم علاء ثابت رئيس الجالية فى ألمانيا منذ أكثر من 20 عامًا، والذى يكشف بجهد مستمر فساد جماعة الإخوان فى أوروبا، وصالح فرهود رئيس الجالية المصرية فى فرنسا إلى جانب مصريين كثر فى النمسا وسويسرا وإيطاليا، جميعهم يعشقون الوطن ويعملون لأجله.
وكان بجوارى أيضًا صديقى العزيز أحمد ناصر، نائب رئيس اتحاد الشباب المصريين فى الخارج. الشباب المصرى اليوم واع ومدرك لقيمة وطنه، ومستعد للتضحية من أجله. وأنا شخصيًا لو عاد بى الزمن مليون مرة سأكرر ما فعلته لأننا أخذنا عهدًا على أنفسنا أن مصر فوق كل شيء.
> بعد إعلان براءتك، ظهرت دعوات لمراجعة آليات حماية البعثات الدبلوماسية. ما رأيك؟
>> هذا أمر مهم جدًا، ما حدث أمام سفارتنا فى الخارج يدل على تقصير واضح فى إجراءات حماية البعثات، ولا يجوز أن يقترب أى فرد أو جماعة من سفارة مصر وهذا خط أحمر ،ويجب أن تطبق القوانين والآليات الدولية الصارمة، وحماية البعثات ليست رفاهية بل التزام دولى ولذلك قرار المعاملة بالمثل كان ضرورياً لنظهر لهذه الدول أن مصر لن تسمح بالمساس بسيادتها أو مقدراتها.
> ما أصعب لحظة مررت بها طوال الأزمة؟
>> أصعب لحظة، عندما شاهدت بعينى هجوم هذه الجماعة على السفارات، وأجمل لحظة والتى بكيت فيها دموع فرح عندما أزالت مصر الحواجز الأمنية أمام السفارة البريطانية، واضطرت بريطانيا لإغلاق سفارتها، وقتها فقط فهمت معنى أن تكون مصريا ومعنى أن تكون دولتك قوية عظيمة.
> كيف شاهدت مصر بعد عودتك من لندن؟
>> شعرت بالفخر والعزة عند مشاهدة حجم المشروعات والبنية التحتية التى حدثت فى مصر، وهو دليل واضح على التقدم والتطور الذى تشهده البلاد فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، مما يعكس رؤية القيادة وايمانها لتطوير الوطن ورفع جودة الحياة.
> وماذا عن المستقبل؟
>> سأواصل العمل الوطنى وسأكون متواجداً مع شباب مصر فى الخارج والداخل الشرفاء ندافع عن بلدنا فى كل مكان، ولو عاد بى الزمن ألف مرة سأدافع عن مصر ألف مرة، وخلال الفترة القادمة سأكون متواجداً لاستعادة قوتى وبدء مرحلة جديدة بإذن الله.









