تعرضت لوعكة صحية صادفت الذكرى الـ 72 لتأسيس محبوبتى جريدة «الجمهورية» جريدة الثورة التى أسسها الرئيس جمال عبدالناصر وأدارها السادات وتصادف غدًا فقد تعرضت للوعكة قبل أسبوعين وكانت مستشفى الجلاء العسكرى القريب من منزلى هو المركز الطبى الأهم القريب منى عنوان اختيارنا الأول من ناحية الأمان الطبى والتجهيزات فقد كان الوضع لا يحتمل التأخير أمام الوضع الصحى وآلام الاحتباس البول.. وبالفعل تم الحجز فى هذا الصرح الطبى المميز عند الساعة الثالثة ظهرا.. وعندما وصلنا إلى مقر العيادة الخارجية فوجئت بالرائد نيفين شحاتة تبلغنى ان رئيس قسم المسالك الذى حجزنا لديه اضطر للذهاب إلى إحدى العمليات الحرجة وهو العميد طبيب محمد عبدالسلام إبراهيم.. وأمام حالة الألم قالت لن نتركك وسنجد حلا لحالتك فقد لمست فعلا ان الحالة لا تستدعى الانتظار.. وبسرعة استدعت أحد مساعدى رئيس قسم المسالك وهو الشاب الطبيب ابن المحلة الكبرى محمد عبدالله الذى شخص الحالة واستمع منى على السريع وبالفحص حولنى إلى غرفة «السونار» وظل متابعا حتى انتهيت من الأشعة التى قدمت له التقرير بأن هناك احتباسا شديدا وفعلا تسلم تقرير السونار واصطحبنى سريعا إلى غرفة عمليات ولم أدر وقد تم تركيب «قسطرة» بولية لى وعلى أثرها تم حل مشكلة الاحتباس وخروج المياه من الجسم إلى الخارج.. والشىء الذى لمسته سرعة ودقة وحرفية عمله كطبيب شاب.. وبعد الاطمئنان على الحالة الصحية تحدث مع رئيسه وكتب العلاج اللازم وطمأننى ان الحالة إن شاء الله ستتحسن واننى تحت الملاحظة والمتابعة 24 ساعة.. وقد كان فعلا وبدأت رحلة بروتوكول العلاج التى تستدعى اطلاع رئيس قسم المسالك البولية رغم انه شرح له الحالة كاملة وتلقى منه أنواع الأدوية التى أتناولها.. وان ذلك لن يحدث أن يرانى قبل 48 ساعة من رحلة العلاج الأولى.. وفى اليوم التالى اتصلت بى العلاقات العامة بالمستشفى وسألتنى هل تلقيت علاجى كما يجب فأبلغتها بما حدث.. ووسط كلامى قلت لها يبدو أن الانضباط فى المجتمع لايكون فى المساء بدقة الصباح فقالت ان الانضباط فى كل وقت واستمعت إلى وجهة نظرى وساعتها تأكدت لماذا المستشفى مشهود له بالانضباط والدقة ويبدو أن ما قلته عبرت عنه بدقة كبيرة.. ومرت الـ 48 ساعة الأولى وجاءت المقابلة مع رئيس قسم المسالك العميد طبيب محمد عبدالسلام إبراهيم الذى استقبلنى ببشاشة فى عيادته وطمأننى واستمع منى إلى أسباب الألم وشرح لى أسباب المشكلة وان التحاليل تؤكد سرعة الشفاء بإذن الله.. وكانت رسالة طمأنة من طبيب خلوق هادئ يمتلك أدواته.. وقال لى سنطبق عليك «البروتوكول» الطبى وهو اسبوعان لكى نطمئن ولم أجد بدا من الموافقة وبالفعل طبق البروتوكول الذى تصادف مع ذكرى تأسيس جريدتى التى لم أتعود يوما عن الغياب الاضطرارى عنها هذه المدة الطويلة منذ عودتى من الخارج حتى فى أيام «الكورونا» وتصادف أن يكون تزامن المدة التى وصفها الطبيب مع عيد تأسيس جريدتنا القومية الغراء.. وانتشر الخبر بين الزملاء الذين لاحظوا عدم حضورى.. والحقيقة أننى لمست كيف ان جريدتنا أسرة واحدة من رئيس التحرير الكاتب المحترم أحمد أيوب الذى كان يتحفنى يومياً بالاتصال والاطمئنان على حالتى وجميع الزملاء الذين لو كتبت أسماءهم لاحتجت لضعف مساحة المقال وهو ما لا تسمح به المساحة المخصصة لمقالى.. كم خففوا عنى آلام وأوجاع المرض والهاتف لم ينقطع.. فعلاً «الجمهورية» أسرة صحفية واحدة متحابة يلتقون بالود والمحبة.. كم شدوا من أزرى وساندونى أوجه لهم جميعا الشكر والتقدير.. وإلى أسرة المستشفى العسكرى.. وكما تعودت فى هذه المناسبة التى تحل غدا الأحد أكتب تهنئة لنا جميعا بمرور 72 عاما على تأسيس جريدة الثورة التى قضيت معها منذ التحاقى بها طالبا عام 75 قرابة نصف قرن تعلمت منها على أيدى أساتذة كبار.. تحية خاصة لجريدة علمتنا حب الوطن والعيش فى خندق العمل الوطنى الشريف الذى اخترناه الصحافة المؤمنة بقضايا وطنها والانتماء البناء.









