لقد أبتليت أمتنا العربية فى العقدين الماضيين بتنظيمات متطرفة وعلى رأسها «القاعدة وداعش والنصرة « وغيرها من التنظيمات التكفيرية والجميع خرج من «الخيمة الاخوانية» أو تقاطع وظيفيا معها فى نشر الدم والفوضى وفقه التكفير فى ساحات الامة المختلفة، وحاولنا أن نبحث فى تاريخنا الإسلامى عن نظير لهم فى الفكر والفعل فلم نجد أدق وأشمل من تجربة الخوارج فى صدر الإسلام وكما بشر بهم النبى العظيم عبر أحاديثه الكاشفة للرؤية المستقبلية.. ترى كيف ذلك؟
>>>
> يحدثنا التاريخ فيقول إن الخوارج هم الطائفة الخارجة سموا بذلك لخروجهم على» الامام على بن أبى طالب كرم الله وجهه «ثم خروجهم على كل من لم يوافقهم من الأئمة، عدولاً كانوا أم جائرين، وصفة الخروج على الأئمة عبر التاريخ و التجارب الإسلامية المختلفة.
ومن المأثورات النبوية الشريفة فى تعريف الخوارج أنهم: « يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم « متفق عليه . وهذا من أعظم الأوصاف عنهم حيث تنبأ بهم الرسول ورأى أنهم لا يفهمون القرآن، وهذا سبب انحرافهم الأكبر أنهم قرأوا القرآن ولم يفقهوا معانيه ومقاصده، ولذلك كانوا من «الضالين « و«المضللين» وهو عين ما ذهب اليه «تحالف الإرهاب الحالى فى بلادنا الذى يضم: الاخوان والقاعدة وداعش ومن تناسل أو تقاطع معهم».
فهم فضلا عن لغة الرفض والتكفير المشهورين بها فهم «أى الخوارج الجدد مثل القدامى» سطحيون فى فهمهم لا يفرقون بين ما نزل فى الكفار وبين ما نزل فى المسلمين، ويتمسكون بظاهر الآية ولا ينظرون إلى ما عارضها مما يبين معناها، فهم يتعاملون مع القرآن بسذاجة ممزوجة بغرور يدفعهم إلى رد أى توجيه أو إرشاد لهم، الأمر الذى جعلهم فى معزل عن الانتفاع بأى نقد يوجه إليهم، يصلحون به طريقهم وهو عين مانجده فى العام 2025 من خوارج العصر الحديث.
>>>
> وخوارج العصر القديم فى صدر الإسلام ناظرهم الامام على وهو من أعظم فلاسفة الإسلام ومفتاح مدينة العلم كما قال عنه نبى الله العظيم وناظرهم أيضًا الصحابى الجليل ابن عباس رضى الله عنه واستمرت المحاورة الفكرية معهم على مرِّ العصور إلا أن طبيعة تفكيرهم تأبى أن تقبل نقدا أونقضاً لأقوالها وظلوا سادرين فى غيهم حتى حاربهم وإنتصر عليهم الامام على.. وخوارج اليوم هم ذاتهم فى الرؤية والموقف والفكر خوارج صدر الإسلام.
>>>
> وبعودة الى التاريخ نجد قول النبى «صلى الله عليه وسلم» فى وصفهم: «يقتلون أهل الإسلام ويَدَعُون أهل الأوثان» متفق عليه . وهذه علامة من علامات نبوته، وأمارة من أمارات صدقه «صلى الله عليه واله وسلم»، فلم يعرف عن الخوارج أنهم رفعوا السيف فى وجه أهل الأوثان، بل عُرفوا بالشفقة على أهل الذمة من الكفار دون المسلمين، ولقد دعاهم على رضى الله عنه إلى قتال من قال : « كذب الله ورسوله» فأبوا إلا قتل المسلمين واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم وهو عينه مايذهب اليه خوارج العصر الحديث وبخاصة «الإخوان» ونجد علاقاتهم الخاصة والسرية منذ الخمسينيات بالغرب وبالأمريكان وبالإسرائيليين» وبــ 16 جهاز مخابرات غربياً» والهدف كان وسيظل دائمًا هو السلطة والحكم وليس الإسلام!!.
>>>
> ومما وصف به النبى «صلى الله عليه واله وسلم» الخوارج قوله: «يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم» متفق عليه . هذا الوصف الإيجابى يدل على شدة عبادة هؤلاء وتبتلهم لربهم، إلا أن هذا التبتل غير شافع لهم لما خالطه من تكفير للمسلمين وإلحاق الأذى بهم، وترك جهاد الكافرين، وفوق ذلك تحريفهم لكتاب الله عز وجل وتحميله من المعانى ما لا يحتمل، وهو ما تقم به تنظيمات داعش والقاعدة والنصرة والإخوان فى بلاد الشام ومن قبل فى مصر وليبيا والبلاد الافريقية وهو عين ما يوعدوننا به فى أدبياتهم المليئة بفقه التكفير والتكفير والدم!.
> ولعلنا نتذكر أن من الأوصاف النبوية للخوارج أنهم : «حدثاء الأسنان وسفهاء الأحلام» متفق عليه، فهم صغار فى السن وضعفاء فى العقل، فقد جمعوا بين أمرين : صغر السن المتصف صاحبه – غالبًا – بعدم تقدير الأمور ووزنها بميزانها الصحيح، وبين ضعف العقل مما يدل على السفه، وهو عين ما يحدث اليوم من خوارج العصر الحديث فى بلادنا العربية والافريقية ونجد لديهم دائما السفه فى التفكير والغرور وسرعة إتهام الاخرين بالكفر ولنعد الى قصتهم فى بلادنا خلال العشرين سنة الماضية وبخاصة فيما سمى بالربيع العربى «2011- إلى اليوم 2025» سنجد صدق هذا القول تمامًا أو هذا يراه الدارس لمذاهبهم ومواقفهم،
> وهذا وصف نبوى آخر يصف به النبى «صلى الله عليه واله وسلم» الخوارج، فهم يتشدقون برفع الظلم ومحاربة الطغاة إلا أنهم فى حقيقة الأمر أشد فتكا بالمسلمين من غيرهم من الطغاة.
>>>
> ونتذكر أيضًا أن النبى قد تنبأ بزمن خروجهم حيث قال: «تمرق مارقة عند فُرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق»، وقد كان ما أخبر به النبى «صلى الله عليه وسلم» حيث خرجت الخوارج فى زمن الامام على وتم محاربتهم وإنتصر عليهم الامام و لعلنا نتذكر أيضًا أبرز صفاتهم حين قال النبى عنهم.
أنهم «شر الخلق والخلقية» كما ثبت ذلك فى صحيح مسلم، وأن قتلاهم» شر قتلى تحت أديم السماء» كما عند الطبرانى مرفوعًا، وأنهم « كلاب النار « كما فى مسند أحمد، وأنهم: «يمرقون من الدين» كما ثبت ذلك فى الصحيحين وهى صفات تجدها فى خوارج العصر الحديث من تحالف الدواعش والاخوان والقاعدة!
>>>
> وخلاصة القول هو أن هذا الإسلام المعتدل والذى لايرفع السيف الا ضد الظلمة ومغتصبى الأوطان ولا يتصارع أبدًا على الحكم رغبة فى الوصول اليه كما يفعل الاخوان والدواعش اليوم ولا يدعو إلى التكفير والإرهاب كما يفعل الخوارج الجدد.









