كتبنا من قبل وحذرنا مرارا من الواقع الأليم الذى وصل إليه الشارع المصرى من انفلات أخلاقى طال الكثير من أبنائنا وشبابنا فى كل مكان .. حذرنا كثيرا من انتشار المخدرات بأشكالها الجديدة والخطيرة القاتلة والتى أصبحت فى كل مكان وبأسعار لا تقبل المنافسة .. وحذرنا كثيرا من دراما تنشر مفاهيم وأخلاقيات خارجة عن مجتمعنا الشرقى المصرى وتبث أفكارا غريبة عنا وللأسف تدخل كل البيوت بلا استئذان فتنشر النار فى الهشيم .. وحذرنا من أفلام العنف والقتل والبلطجة التى أصبحت موضة عامة وأصبح لها أبطال ثابتون ينشرون مفاهيم البلطجة وتعاطى المخدرات بشكل فج ومرفوض ..
حذرنا كثيرا حتى وصلنا الآن لمرحلة جنى الثمار ولكنها الثمار المرة للأسف الشديد .. فنظرة واحدة للشارع الآن تؤكد أن البلطجة أصبحت سمة للبعض والألفاظ الخارجة بين الشباب أصبحت هى الدارجة فى لغة الحوار العادى .. وأن استعمال السلاح الأبيض أصبح عاملا مشتركا فى كثير من الخلافات بين الشباب ليتحول الأمر إلى كارثة ..
نظرة واحدة للمدارس الآن تؤكد أننا وصلنا لمرحلة الخطر سواء فى التعامل بين الطلبة وبعضهم البعض أو فى التعامل بينهم وبين المعلمين والمعلمات .. وآخر كارثة موثقة هى اعتداء طلبة إحدى المدارس على إخصائية اجتماعية بشكل مهين وبألفاظ لم يكن يجرؤ أحد من الأجيال السابقة أن يذكرها فى وجه معلمه حتى وصل الأمر إلى السباب وإلقاء القمامة فى مكتب الإخصائية بشكل أقل ما يقال عنه إنه انهيار أخلاقى غير مسبوق ولا يجب السكوت عنه.
ثم نأتى للكارثة الأكبر عندما نكتشف أن مدرسة دولية كبيرة رسومها تقترب من المائة ألف يتم فيها تحرش بالأطفال بشكل منتظم على مدار عام كامل ولولا الصدفة التى كشفت الواقعة المريرة لطفل تعرض للاعتداء لمر الأمر مرور الكرام ولتستمر المأساة دون علم أحد .. وتستمر الكارثة ليتتابع بعدها ظهور حالات كثيرة فى المدرسة وكأن الأمر مدبر أو منتظم بشكل مستفز ..
ولو تم الربط بين ما يحدث وبين انتشار المخدرات والبلطجة بشكل أصبح جليا واضــحا ولا يحتاج لعرض لوصلنا إلى أسباب الكثير من تلك الظواهر اللا أخلاقية المرفوضة .. فلو بحثنا وراء هذه الحـالات وتم عمل تحاليــل مخــدرات لها لوجــدنا أن معظمهم مدمن مخــدرات أو متعاط لأنواع خطيرة منها ..
الأمر جد خطير ولو لم تتوحد الجهود سواء من الدولة بأجهزتها المختلفة ومن الأسرة والمؤسسات لمواجهة انتشار كل هذه الظواهر الخطيرة والمخيفة من مخدرات لبلطجة أو انحراف و انهيار أخلاقى .. فالنتيجة لن تكون فى صالحنا جميعا وسندفع ثمنا باهظا لو تركنا الحبل على الغارب لهذا العبث المرفوض رسميا وشعبيا ..
التحرك بات أمرا ضروريا وعاجلا وملحا لمواجهة هذه الانحرافات التى ستكون نتيجتها جيل لا يؤمن بالوطن ولا يؤمن بالانتماء والوطنية .. جيل لا يعرف معنى الأخلاق ولا احترام الكبير أو توقير المعلم أو حماية فتاة أو سيدة تسير بمفردها فى الشارع من التعرض للتحرش أو المضايقة .. وللحديث بقية …









