أحسنت كلية الإعلام بجامعة الازهر فى اختيار موضوع مؤتمرها السنوى هذا العام عن دور الاعلام الدعوى فى بناء الإنسان، وحشد كوكبة من كبار علماء الازهر يتقدمهم د.محمد الضوينى وكيل الازهر ود نظيرعياد مفتى الجمهورية ود.سلامة داود رئيس جامعة الازهر، وعدد كبير من أساتذة الأزهر وطلابه حيث أكد العلماء الأفاضل فى كلماتهم على ضرورة تطوير الخطاب الاعلامى الدعوى لكى تؤدى وسائل الإعلام رسالتها الدعوية والتنويرية على الوجه الأكمل من خلال خطاب عصرى يحمل عناصر التأثير المطلوب فى كل فئات المجتمع، وخاصة الشباب لتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تستهدفهم وبناء وعيهم الفكرى والثقافى بما يحميهم من المخططات التى تستهدف حرمان مجتمعهم من جهودهم. لقد أكد العلماء أن الإعلام رافد أساسى لبناء الوعى وصياغة الفكر المستنير وتحصين المجتمع.. ولذلك دعوا الإعلام إلى تقديم نماذج يقتدى بها من أهل العلم والفكر والإبداع.. فمن المهم- كما أكد د.الضويني- أن يكون الإعلام الدعوى منبرا لتمكين الشباب وتنمية مواهبهم وتقديم خطاب عصرى يتعامل مع تحديات العصر وما تمثله من مخاطر على فكر الشباب ووعيهم ..مشددا على ضرورة أن نكون على وعى يجمع بين أصالة الدعوة وحكمتها، وحداثة الإعلام وسرعة أدائه وأثره، وينفع الإنسان توجيها وتثقيفا وبناء، مشيرا إلى أن الإعلام المعاصر من أقوى الأدوات الَّتِى تَمتلك مفتاح الوصول إلى الناس، لذلك؛ يجب أن يتسم الإعلام الدعوى بِالرشد، وأن يستفيد من تقدم التقنيات الرقمية، وأن يتحرك فى فَلك القيم الإسلامية الراسخة التى عرفتها الأمة جيلا بعد جيل، والتى يترجمها الأزهر فى مناهجه وعلومه؛ مصدرا للاعتدال والوسطية وحسن البيان.
> لقد شدد العلماء على ضرورة تحديد ملامح العلاقة بين الإعلام الدعوى -وهو وسيلة عصرية وبين بناء الإنسان وهو غاية حضارية- حيث يجب أن يسعى الإعلام الدعوى إلى صيانة هوية الإنسان مع اكتشاف مواهبه وطاقاته، والحفاظ على الثوابت الدينية لتأتى بثمارها فى بناء وعى رشيد للإنسان.. فالإعلام الدعوى يفتح آفاقا واسعة لبناء الإنسان وتهذيبه فهو صناعةُ وعي، وتشكيل هوية، وتحقيق رسالة ربانية، ومتى انطلق الإعلام الدعوى من فهم عميق لمقاصد الوحى وإدراك سديد لحاجات المجتمع، كان إعلاما دعويا ناضجا، حيث صار الإنسان فى هذا العصر فى مهب ريح التيارات والجماعات الضالة التى تستهدف هويته وفكره وأخلاقه وتاريخه.
لقد جاءت كلمات كبار العلماء داخل المؤتمر لتؤكد دور الأزهر وحرصه فى قدرته على تأهيل الدعاة والمعلمين والإعلاميين لصياغة خطاب دعوى رصين رشيد، يحمل روح الرسالة، ويحافظ على ثوابت الدين، وينفتح على العالم، فَيسهِم فِى صنعِ إنسان متزن، ومواطن صالِحٍ، فى وقت يتربص فيه أعداء الأمة بنا ليل نهار يسعون إلى أن يهيمن على عقولنا إعلام موجه لتنفيذ أهدافهم، وتحقيق مآربهم، لذلك يجب أن يكون الإعلام الدعوى خط الدفاع الأول عن الأمن الفكرى كما أوضح د.الضوينى ؛ وأن يسهم فى بناء مجتمع واع، وشباب متزِن، وعقول صلبة تملك القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وترفض التطرف، وتتمسك بقيم الرحمة والحكمة والإصلاح؛ ليبقى الفكر نقيا، والمجتمع آمِنا.
> تكريم.. د.إبراهيم إمام.. بقى أن نقدم التحية لعميد كلية الاعلام بجامعة الأزهر وكل المساعدين له على تذكر الرواد الأوائل الذين كان لهم فضل وجود دراسات إعلامية بالأزهر ويتقدمهم المؤسس الأول لقسم الاعلام بالجامعة الأزهرية أستاذ أساتذة الاعلام فى مصر والعالم العربى الدكتور إبراهيم إمام-رحمه الله- حيث تم تكريم إسمه لأول مرة رغم مرور 50 عاما على وضع لبنة قسم الإعلام بالجامعة لتذكر الأجيال الجديدة من الإعلاميين والصحفيين بفضل هذا الرجل العبقرى فى كل فنون الإعلام والصحافة والذى قدم للمكتبة العربية عشرات من الكتب الرصينه التى تعلم منها عشرات الالاف أصول العمل الاعلامى ودراساته الأكاديمية.
كان المرحوم الدكتور إبراهيم إمام من رجال الفكر الإعلامى المتميزين الذين يقف لهم كل دارس فى مجال الإعلام إجلالا واحتراما.. وكان من الرعيل الاول لاساتذة الاعلام حيث حصل على الدكتوراه فى فلسفة الإعلام من جامعة القاهرة عام 1955م، وعقِب حصوله على الدكتوراه عين عضوا بهيئة التدريس بجامعة القاهرة، ثم بدأ مرحلةً جديدة من البحث أثمرت عن عدة مؤلفات مشهورة، منها:
«تطور الصحافة الإنجليزية»، و«فن الإخراج الصحفي»، و«العلاقات العامة والمجتمع»، و«الإعلام والاتصال بالجماهير»، و«فن العلاقات العامة والإعلام»، و«وكالات الأنباء»،و»دراسات فى الفن الصحفي»،و«الإعلام الإذاعى والتليفزيونى».. ثم «الإعلام الإسلامي.. المرحلة الشفهية».
رحم الله أستاذ الأساتذة د.إبراهيم إمام.









