البهلوان هو الرجل الذى يقدم ألعابا غريبة كالرقص والمشى على الحبال والدوائر والدوران والانقلابات فى الجو بطريقة متقنة وغير تقليدية رغم خطورتها.. فى السياسة هناك رجال يقدمون حركات بهلوانية فى ممارستهم السياسية ويأتى نتنياهو رئيس وزراء حكومة الاحتلال على رأس هؤلاء آخر حركاتة البهلوانية تقديمه طلبا لرئيس دولة الاحتلال هرتزوج بالعفو دون اعتراف بجرائمه التى يتداولها القضاء منذ عام 2019 للحكم فى قضايا فساد ورشوة واحتيال متهم بها نتنياهو. جاء فى طلبه انه اضطر الى طلب العفو لحرصه على مصلحة الدولة فى هذه المرحلة التى يتم فيها تشكيل المنطقة المقبلة على حدث جلل- التكهنات بأنها صفقة مع إيران أو توجيه ضربة عسكرية ضدها- من أجل الوصول لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى والسيطرة الاقليمية والتخلص من الأعداء فى فلسطين ولبنان وسوريا وإيران.
تباين الآراء داخل المجتمع الصهيونى كان لافتا حول مبدأ العفو إلا انه فى الإحصاء النهائى لاحدى عينات الاستطلاع تأكد تساوى عدد المؤيدين مع المعارضين.
تاريخ العفو السياسى يملأ صفحات دفتر أحوال الحياة السياسية.. يأتى الرئيس الأمريكى نيكسون على رأسها الذى أجبرته فضيحة ووترجيت التى اتهم فيها بالتجسس على الحزب الديمقراطى وعرقلة العدالة وإساءة استخدام مؤسسات الدولة ضد منافسية واستقال وجاء جيرالد فورد رئيسا وتم العفو عن نيكسون.. حاكم بيرو البرتو جيمورى الذى حكم بلاده بقبضة حديدية حقبة التسعينيات واتهم بالفساد وتم اعتقاله وفر لشيلى وحكم عليه بالسجن 25 سنة لارتكابه جرائم ضد الإنسانية وصدر عنه عفو سياسى لأسباب إنسانية.. رئيس وزراء تايلاند تاكسنسين واترا الذى أدين بالفساد وحكم عليه غيابيا بالسجن ثم حصل على عفو ملكي.. برلسكونى رئيس وزراء إيطاليا الذى واجهه اتهامات بالاحتيال والرشوة والبغاء والفساد وسجن بجريمة الاحتيال الضريبى وتم تخفيف العقوبة لشبه عفو.. نواز شريف رئيس وزراء باكستان الذى أطاح به الجيش ٣ مرات وأدين فى فضيحة أوراق بنما وحكم عليه بالسجن 10 سنوات ومارس المعارضة بالخارج ثم عاد لبلاده ثم أسقطت، المحكمة العليا الأحكام التى أصدرتها ضده وهذا أحد أشكال العفو السياسي.
لماذا لا يطمع نتنياهو فى عفو سياسى مثل هؤلاء؟ يبدو أن العفو السياسى أصبح قريبا من نتنياهو دون إقرار بالذنب ودون انتظار حكم المحكمة.. رغم آراء السياسيين التى انقسمت فاليمين المتطرف يؤيد وقف المحاكمة من الأساس وهذا ما كان يؤيده الرئيس الأمريكى ترامب خلال خطابه فى الكنيست أثناء زيارته الأخيرة لدولة الاحتلال والذى من المقرر ان يستقبله البيت الأبيض مرة أخرى قريبا.. والمعارضة اليمينية تريد الحصول على صفقة للعفو مقابل اعتزاله من المشهد السياسى أما اليسار فرافض لمبدأ العفو من الأساس حتى المحامى السابق لنتنياهو الذى يؤكد استحالة العفو بدون الإقرار بالذنب وفقا للقانون وهو ما يرفضه رئيس الحكومة خشية خسارة الانتخابات القادمة.. الترجيحات ترى انه ستتم الموافقة على طلب العفو مقابل إجراء انتخابات مبكرة بعد عودة هرتزوج المرتبك من زيارته لأمريكا.









