ذكرنا مؤكدين من قبل.. «أن كل أمر..» بذات توظيف اسمه بملك الله.. «هو منه وله».. ولكن.. لأن له المثل الأعلى «..وليس كمثله شيء..» فإن من العسير بل المستحيل.. على إمكانية قدرات أى مخلوق.. استلهام وإعقال احكامات مشيئته.. «نسبا لألوهيته..» ولذا وباسمه الرحمن وبرحمة منه.. قد جعل أوامره ونواهيه.. «منتسبة لاسم ربوبيته..» تيسيراً لإدراك معانيها ومادية «..تصورها..» ولذا جاء اسم الروح مشتقاً من «..أمر رب العالمين..» سواء كان بغيبية.. واقعه التأثيرى أو من خلال ملاك رسالات رب العالمين «..جبرائيل..» الذى اكتسب صفة «..الروح الأمين أو روح القدس..» ما سنحاول فهمه مما ذكرناه من آيات «..وما سنذكره بإذن الله..» فيما هو آت عسانا ندرك الرباط «..الوثيق..» بين العبودية لله وبين «..السياسة..» فى الأرض والناس والمرهون «..بقبولها من الله..» بنفع الناس دنيا وآخرة.
والآن.. وعودة إلى آيات «..الله رب العالمين..» الذى «..يوحي..» بوحى غيبيته سبحانه.. ويوحى من خلال «..جبرائيل..» بما شاء من «..أمر..» باسم ربوبيته تعالي.. فالله سبحانه «..يقر ويخلق ما يشاء مما يشاء ولما يشاء كيف يشاء..» نعم.. فعن خلقنا يقول سبحانه رب العالمين.. «ثم سواه ونفخ فيه «..من روحه..» وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون..» «9/ السجدة».. وحينئذ.. وأمام ما جعله الله فينا ولنا.. نقف وقفة ربما بعضنا غير القليل «..لا يدرك معناها..» رغم تأثيرها الكبير فى «..سياستنا كبشر عموما..» وهى ..حين يتناهى سمعنا بقربه منا ولنا أو ابتعاده عنا.. فذاك يحدث بأنفسنا الكثير من «..صور التفاعل النفسي..» مثل الاحتساب «..خوفا وأمانا..» وربما ذلك ما يستدعى منا «..الابصار..» دعما أو وقاية.. وحينذاك يأتى أو تأتى الحاجة «..الحتمية..» لاعقال ما بالفؤاد «..من قلب..» نعم.. إعقال وتأكيد ما ستحدثنا به «..حواسنا الإدراكية..» الأكثر من «..الشم واللمس والتذوق..» نعم.. فلدينا من قدرة إدراك «..استنتاج..» فروق المسافات الأفقية والرأسية.. وفروقات أسباب المعقول المؤكد نسبيا «..وغير المؤكد..» ولدى بعضنا «..الحس الإيماني..» ووحيه الغيبى بما يطمئن إعقال القلوب.. إلخ.. وكل تلك الأمور الواقعية بنسب متفاوتة بيننا.. ما هو مؤثر إيجابى أو سلبي.. «سياسياً..» ولذا علينا التفكر فى ذلك.. من أجل تصويب «..قراراتنا السياسية عملياً..» وما يؤكد لنا ذلك هو مثال الآية الآتية ..التى بها يخاطب الله «..رب العالمين..» الملائكة ومنه إبليس بصفة خاصة «..خاصة بما اتخذه من قرار..» بات ذات تأثير فى «..سياسة الإنس جميعاً..» فى كتابه قال الله رب العالمين «..فإذا سويته ونفخت فيه «..من روحي..» فقعوا له ساجدين . فسجد الملائكة كلهم أجمعون .إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين..» «29/ الحجر».. ذلك لم يكن فى غيبة عن «..العليم بكل شيء خلقه..» بل بذاك العلم المؤكد كان ذلك.. بمشيئة رب العالمين «..ومن أمره..» والذى من أمره أيضاً.. تكليف الروح الأمين «..جبرائيل عليه السلام..» وما بنفخته من تقدير مسبق «..من الله سبحانه..» نعم «..تقدير الأمر..» وحينئذ.. نأتى لقول ..يعقوب لبنيه «..بنى إسرائيل..» فالله سبحانه يقول عن ذلك «..يا بنى اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من «..روح الله..» إنه لا ييأس من..»روح الله..» إلا القوم الكافرون.. «87/ يوسف».
وقفة «..بمفهوم حق..» قد تجلى بمثال الآيات الثلاثة «..السابقة..» كجلائه بكل آيات «..القرآن المجيد..» وهو توأمة «..وارتباط..» ما هو سياسى بما هو «..من أمر الله..» أي.. بالروح الأمين أو روح القدس «..أو روح الله..» نسبا لمشيئة الله رب العالمين ..فبالآية ..»٩/ السجدة» ..نجد أن النفخة من روح الله.. قد جعلت «..للآدمى الإنسان..» مقوماته السياسية.. نعم.. فدون ممكنات السمع والأبصار ..واعقالات ما بالفؤاد من «..قلب..» لا تقوم سياسة إنسانية «..قط..» وبالآية ..»29/ الحجر» .. قام وتأسس الابتلاء العبودى «..سياسياً..» على الملائكة جميعاً «..وخاصة إبليس منهم..» نعم.. الابتلاء «..المرهون..» بسياستهم.. طاعة أو عصيان لأمر الله.. بالمخلوق الآدمى الذى سواه الله.. «وبات خلقاًَ جديداً».. فأقرت الملائكة الطاعة لكل ما هو «..من أمر الله..» وعصى إبليس وهكذا بدأ.. الابتلاء العبودى على «..آدم وذريته..» وكذا على إبليس والعصاة من «..الجن التابعين له..» وباتت السياسة فى «..الأرض بعد ذلك..» سياسة عبودية بشقى نوعيتها «..طاعة أو عصيان..» وسبحان الله العزيز الحكيم ..أما بالآية ..»87/ يوسف» ..فيكفى الأمر بياناً وتأكيداً «..لتوأمة السياسة بالدين..» قول «..يعقوب «..فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله..» وتأكيدا أنه لا ييأس من روح الله «..إلا القوم الكافرون».
وإلى لقاء إن الله شاء
ملاحظة مهمة
بداية الدعوة «..لما هو من أمر الله رب العالمين..» تنهى عن الغلظة.. قولاً وفعلاً عملياً..









