نقترب من نهاية عامنا الجارى 2025، وهو عام صعب على المنطقــة والعــالم بكل المقاييس.. عام تصاعدت فيه عدائية وهمجية إسرائيل وزادت من قسوتها ضد سكان قطاع غزة قبل أن تنعقد قمة شرم الشيخ للسلام وتقر بوقف إطلاق النار والسماح بإدخال المساعدات إلى الأشقاء فى القطاع ممن عاشوا أكبر مأساة فى التاريخ وعلى مدى عامين من القتل والحصار والجوع.. أيضا فقد كان هذا العام الذى أوشك على الانتهاء عاماً معقداً بالنسبة للحرب الروسية- الأوكرانية وعام الصدمات لأهالينا فى السودان واستمرار التوتر وعدم الاستقرار لأشقائنا فى ليبيا واليمن وسوريا ولبنان.. أضف إلى ذلك أن العام الحالى والباقى عليه أيام تجسد فيه كل أشكال العجز للأمم المتحدة ومجلس الأمن.. وظهرت فيه الشعوب المغلوبة على أمرها فى مواجهة مباشرة مع قوى الباطل والطغيان.. دون رادع حقيقى من القانون الدولى ومنظمات حقوق الإنسان.
هذه القراءة السريعة عن أحوال المنطقة والعالم هى أفضل رد على أولئك المتعجلين والمتشككين وأصحاب الولاءات «الخبيثة» ممن يحاولون بث الفتنة والخلافات فى مصر.. غير أن واقع الحال يشير إلى أن وعى المصريين هو حائط الصد الحقيقى فى مواجهة المخططات والمؤامرات والذى يمنع تنفيذ أى مخططات لوقف مسيرة التنمية العملاقة والتى انطلقت قبل سنوات وشملت كل المسارات والمجالات.
>>>
لابد وأن نعترف أن إنجازات مصر والتى تم الإعلان عن بعضها فى العام الجارى 2025.. هى إنجازات من العيار الثقيل لا تقل أهميتها عما تحقق من مشروعات فى السنوات السابقة وربما تزيد.. فالحديث الآن يتجاوز تطويرات البنية التحتية والقضاء على العشوائيات وما تم فى مبادرات حياة كريمة و100 مليون صحة وغيرها.. حديث اليوم ينصب على مشروعات عملاقة تدخل فى نطاق الصناعات الثقيلة وتوطين صناعة الأسلحة وطائرات التدريب والسيارات، والتوسع فى استخدام القطارات السريعة وبناء السفن وتطوير الموانيء والمطارات.. فضلا عن مشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة التى يتصدرها مشروع بحجم محطة الضبعة النووية، وما سيحققه من توليد طاقة عالية، تلبى الطلب المتزايد على الكهرباء وتوفر آلاف فرص العمل للمصريين.. وتساهم فى دفع عجلة التنمية الاقتصادية فى مطروح والمناطق المحيطة بها.. «ملحوظة مهمة فى هذا السياق: وهى أن هناك دول عديدة فى العالم تسعى لامتلاك مفاعل نووى سلمى على شاكلة محطة الضبعة.. ولكنها فشلت فى تحقيق ذلك».
>>>
ننتقــل لإنجـــاز عمــلاق آخـــر تحــدث عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى – خلال لقائه بطلاب الاكاديمية العسكرية الأسبوع الماضى – الرئيس قال: إن عام 2026 سوف يشهد دخول «4.5» مليون فدان إلى مجمل مساحة الأرض المزروعة فى مصر التى تبلغ حالياً حوالى 9 ملايين فدان.. ونتوقف هنا عند عدد الأفدنة التى تم إصلاحها خلال العشر سنوات الماضية «4.5 مليون فدان» فهى تساوى نصف المساحة المنزرعة التى كانت موجودة بمصر طوال العقود الماضية.. بمعنى أن أراضنا الزراعية ستزيد بنسبة 50٪ وهى نسبة ممتازة تكشف عن الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة والأموال التى رصدتها لتحقيق هذا الهدف، فضلا عن المكاسب التى سيحققها التوسع فى الرقعة الزراعية وزيادة المحاصيل والاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتي.. وكلها أمور فى غاية الأهمية فى ظل التحديات التى تواجه مصر والمتغيرات التى تمر بها المنطقة والعالم، والتى قد تفرض علينا فى يوم من الأيام الاعتماد على منتجاتنا الزراعية فقط دون الاستيراد من الخارج.
>>>
إنجاز ثالث شهده العام 2025 وهو افتتاح المتحف المصرى الكبير قبل أسابيع، فهذا الإنجاز العملاق يفتح أبواب الأمل وزيادة عدد السياح القادمين إلى مصر.. بل إن المتوقع أن يشهد العام القادم «2026» طفرة كبيرة فى النشاط السياحى تجعل من مصر منافس حقيقى للدول السياحية الكبرى فى العالم.. بما يعنيه ذلك من توفير فرص عمل للشباب ودخول المزيد من العملات الأجنبية الصعبة إلى البلاد.. علاوة على فتح المجال لمصر لتحقيق التنوع الحضارى والثقافى وتغيير الصورة الذهنية من خلال خطة فنية سينمائية ودرامية تعيد لمصر وجهها الجميل فى الشوراع والميادين بالقاهرة والمحافظات والمدن الجديدة، وتكشف عن المعدن الحقيقى للمصريين فى الصبر والعمل والإنتاج.
>>>
لابد أن يعلم الجميع – خاصة الأجيال الجديدة – أن العالم فى وقتنا الحالى مختلف عنه فى عقود ماضية.. فالعالم يتحدث الآن بلغة جديدة قوامها القدرة والقوة وأدواتها التكنولوجيا والاعتماد على الذات.. ومن حسن حظ مصر أن القيادة السياسية تنبهت لهذا المتغير المهم قبل سنوات واستعدت له بكافة الوسائل المتاحة.. لذا فإننا ندعو الله أن يشهد العام القادم «2026» مواصلة مسيرة الإنجازات وتنفيذ حلم الدول الحديثة والعصرية.. وأن تزداد قوة وبأس جيشنا الوطنى العظيم.. وأن تظل مصر حصنا منيعا لأشقائها العرب فى كل الأوقات.









