فى لحظة تأمل.. قفز إلى ذهني.. مقارنة بين المسيح الدجال والمحمول!! وجدت تشابها غير عادي.. قد يكونا متطابقين.. حتى فى الشكل.. كيف؟ المسيح الدجال.. كما أخبرنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أعور أى بعين واحدة.. والمحمول أيضا بعين واحدة.. هى الكاميرا.. المسيح الدجال سوف يدعى الألوهية ويطلب من الناس عبادته.. والمحمول أصبح فى أيدى الناس جميعا.. أطفالاً ورجالاً وشيوخاً.. لا يفارقهم.. بالليل قبل النهار.. ولا يستغنون عنه.. يتمسكون به بكل قوتهم.. يستقطعون من قوتهم للصرف عليه!! وهنا تذكرت كفار قريش.. وما يقدمونه من قرابين وذبائح.. لتماثيلهم التى كانوا يعبدونها.. نفس الشيء مع المحمول.. مع فارق سداد نقود له.. كبديل عن الهدايا والذبائح.. أما عن الفتنة أو الافتتان.. فحدث ولا حرج.. هنا يتضح التشابه بين المسيح الدجال والمحمول.. فالمسيح الدجال سوف يفتن الناس.. وينشر الفساد فى الأرض.. يقوم بأعمال خارقة.. ولكنها ليست حقيقية.. تماما كما يقدمه المحمول.. كما أخبرنا رسولنا- صلى الله عليه وسلم- فى حديث النواس بن سعفان رضى الله عنه قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: (لأنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران يجريان أحدهما- رأى العين- ماء أبيض، والآخر- رأى العين- نار تأجج، فإما أَدْرَكَنَّ أحدٌ فليأت النهر الذى يراه ناراً وليغمض ثم ليطأطئ رأسه فيشرب منه فإنه ماء بارد). (رواه مسلم).. هكذا المحمول سيطر على العقول.. أضاع وقتهم.. وأبعد المسافات بينهم.. حتى داخل الأسرة الواحدة.. كل فرد يجلس وفى يده محمول.. لا أحد يلتفت للآخر.. وأيضا نشر الفاحشة علانية.. واختفاء الحياء.. وظهور مصطلحات غريبة.. والتعارف السريع.. بالإضافة إلى ظهور جريمة جديدة.. صنعها المحمول.. هى الابتزاز الإلكتروني.. مثل التخصص والتفرغ.. لسرقة صفحات الفيس من أصحابها.. بالآعيب ملتوية.. وابتزاز أصحابها وأيضا كل الأصدقاء بصفحته.. والاسوأ أساليب التحايل للوصول إلى أرقام فيزا البنك.. والاستيلاء على مبالغ الضحية فى أقل من دقيقة واحدة.. يحدث هذا بالرغم من اعلانات تحذير البنوك ليل نهار.. لكن المجرم المخادع.. يستمر مستغلا طيبة البعض.. فى تقديرى أن المحمول دمر الكثير والكثير.. أكثر مما نتوقعه من المسيح الدجال نفسه.. أعترف بأن المحمول له جانب آخر.. فهو اداة استدعاء سريعة.. لطبيب ينقذ مريضاً.. أو الإسعاف لنقل مصاب على الطريق.. كما أنه يسهل تحويل النقود.. وتوصيلها لبعضنا البعض فى ثوان.. مهما بعدت المسافات.. وأيضا ينقل لنا ما يحدث فى مختلف أنحاء الدنيا.. ولكنها أعمال كنا نؤديها قبل ظهور المحمول.. بكل رضا.. بالاضافة إلى ما يقدمه لنا جوجل من معلومات فى دقائق.. وأيضا ما ينقله الفيس من أخبار وبوستات يعبر فيها البعض عن أنفسهم.. لكن ألا تتفقوا معى أن أضراره.. بالرغم من انتشارها يمكن تفاديها.. لو احسنا استخدامه.. أشعر أنه من الصعب أو المستحيل ان يحدث ذلك.. فقد أصبح كل منا مربوطاً بقوة فى محموله.. والبعض يستخدم أكثر من واحد.. وأصبحنا نتباهى بنوعه.. وارتفاع سعره.. والبعض ينظر إلى الآخر.. ويقدره طبقا لقيمة ونوع محموله!!
أقول إن المحمول يتشابه مع المسيح الدجال فى خطورته وتدميره للبشر.. أتوقف أمام ما قاله رسول الحق- صلى الله عليه وسلم- عن المسيح الدجال محذرا أمته.. يقول عبدالله بن عمر رضى الله عنه.. إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال عن المسيح الدجال: انى انذرتكموه.. وما نبى إلا قد انذر قومه.. ولقد أنذر نوح قومه.. لكنى سأقول لكم فيه قولا لم يقله نبى لقومه.. تعلمون أنه أعور.. مكتوب بين عينيه كافر.. يقرؤه كل مؤمن (رواه البخارى ومسلم).. أقول.. نعم المحمول يتشابه مع المسيح الدجال.. اللهم إنا نعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال وأيضا فتنة المحمول المخادع.. المسيح الدجال الجديد.. لكن بأدوات العصر.









