واصل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية نشاطه الرعوى فى عقب عودته الى ارض الوطن عائدا من النمسا بعد رحلته الرعوية والمتابعة الصحيه التى استمرت لمدة اسبوع وألقى البابا عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء من كنيسة السيدة العذراء بالوجوه في شبرا التابعة لكنائس قطاع شبرا الجنوبية
وافتتح البابا بيت الأنبا ونس لخدمات الطفل المجاور للكنيسة وتفقد محتوياته وشجع الأطفال والعاملين فيه، وافتتح كذلك مسرح الكاروز الذي تم تجهيزه بالطابق الرابع بالكنيسة، واستمع لمجموعة من الترانيم من كورال “تي بارثينوس” للمخدومين.
وعقد البابا لقاءً مع كهنة الكنيسة وأسرهم وتحدث معهم عن الأيه “مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ” (مت ١١: ١٥).
“الأذن” التي تهتم بها الكنيسة خلال فترة صوم الميلاد
وعقب الاجتماع ترأس البابا صلوات رفع بخور العشية بمشاركه عدد المطارنه والأساقفة والأنبا مكاري الأسقف العام لكنائس قطاع شبرا الجنوبية، ووكيل عام البطريركية بالقاهرة وكهنة كنائس شبرا الجنوبية.
وعقب العشية رحب الأنبا مكاري وكهنة الكنيسة بالبابا، وقدم كورال “تي بارثينوس” للخدام وكورال “الأنبا أبرآم” عدد من التسابيح الكنسية والترانيم.
وعبر البابا عن سعادته بزيارة الكنيسة قائلا “سعيد أن أزور كنيستكم الجميلة والتي لها خدمة متميزة وتخرج منها آباء كثيرون خدموا في أماكن عديدة في مصر وخارجها وكثير من الأحبار الأجلاء نشأوا في هذه الكنيسة والعديد من الشمامسة والرهبان والراهبات، فهي كنيسة ولود وجامعة في عملها وخدمتها ونشاطها.”
وأشاد البابا بنشاط الأنبا مكاري والكهنة المميز فى الخدمه المشهود لها فى تصميم الكنيسة التى تتميز بالوقار والجمع بين الأصالة والحداثة. وقدم البابا الشكر للكورال الذي صاحبته لغة الإشارة وفريق الأنبا أبرآم وعلى الڤيديو الذي تم عرضه عن الكنيسة والمحطات الرئيسية فيها الجميلة.
وقال البابا لقد زار كل من البابا كيرلس والبابا شنودة هذه الكنيسة واليوم نأخذ بركتها معكم.”
واستكمل البابا سلسلة “أصحاحات متخصصة”، وتحدث عن موضوع “استجابة الله للصلوات “، وقرأ جزءًا من الأصحاح الأول من إنجيل لوقا وأوضح أن هذا الأصحاح تقرأه الكنيسة في قداسات آحاد شهر كيهك على أجزاء، ويُسمى هذا الأصحاح: “استجابة الله للصلاة”، كما يُسمى: “الوعد وتحقيق الوعد”.
وتناول البابا كيف يستجيب الله للصلوات كالتالي:
- استجابة مؤجلة، لأن الله يعرف التوقيت المناسب لنا، كمثال الاستجابة لصلوات حنة أم صموئيل، “صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ” (جا ٣: ١١).
- على الفور: كمثال الاستجابة لشفاء المفلوج المُدلّى من السقف، “فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ” (مر ٢: ٥).
- استجابة أكبر من الطلب: مثلما طلب سليمان الحكيم الحكمة فقط، ولكن الله أعطاه أكثر مما طلب، “وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ” (أف ٣: ٢٠).
- لا تأت: لأنها لا تناسبنا، “وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ” (٢كو ١٢: ٧).
- استجابة (بقرصة): مثلما حدث مع يونان، “وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ” (يون ١: ١٧).
- استجابة على غير قياس الاستحقاق: “«اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ». فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ»” (لو ٢٣: ٤٢، ٤٣)، “أمانة اللص” في الجمعة الكبيرة.
- استجابة عامة: “«تَكَلَّمْ لأَنَّ عَبْدَكَ سَامِعٌ»” (١صم ٣: ١٠).
- استجابة لوعد سيتم تنفيذه في وقت معيّن: مثلما يحدث عندما نعطي وعدًا بهدية لطفلنا عند نجاحه.
- استجابة مفرحة: كمثال ولادة يوحنا المعمدان.
وتأمل البابا في استجابة الله للصلاة من خلال عدة مفاهيم، هي:
١- الله يؤجل ولكن لا يهمل، “«لِعَازَرُ حَبِيبُنَا قَدْ نَامَ. لكِنِّي أَذْهَبُ لأُوقِظَهُ»” (يو ١١: ١١).
٢- الاستجابة المؤجلة تصنع قديسين، “هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ” (رؤ ١٤: ١٢).
٣- عندما تأتي الاستجابة تاتي بفرح معها، “وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ” (لو ١: ١٤).
٤- التأجيل ليس رفض وإنما إعداد، لكي يُشكّل قلب الإنسان، ويجعلنا أكثر قربًا لله، يقول القديس مكاريوس الكبير: “الله يهيئ الوعاء قبل أن يسكب فيه نعمته لئلا ينكسر من ثِقَل العطية”.
وكرم البابا الحاصلين على شهادات الدكتوراه والماچستير من أبناء الكنيسة والفائزين بميداليات في عدد من الرياضات البدنية والذهنية.









