لا خير فيهم إن لم يقولوها، ولا خير فينا إن لم نسمعها، قول الأمير المؤمنين عمر بن الخطاب طلبًا للنصيحة الصادقة، والرئيس السيسى يعمل بها، لا يصم أذنه عن قول ولو كان مخالفًا أو منتقدًا الرئيس يستمع للجميع، يتابع كل شيء لأنه كما أكد أكثر من مرة يعيش هموم الناس وأحلامهم ويتمنى أن يحقق للمصريين الأفضل الذي يستحقونه..
لا يغضب الرئيس لاعتراض أو انتقاد بل يناقشه ويدرسه ليرى وجه الصواب فيه، ولا يتردد في إصلاح ما ثبت خطئه مرات عديدة تدخل الرئيس ليصلح أخطاء ويعدل مسارات بعدما استمع إلى الرأى الآخر وتابع انطباعات الناس، وهذا هو الحاكم الذي يبحث عن المصلحة العامة للوطن، ولا ينحاز إلا لطريق الإصلاح الحقيقي بوصلته الوحيدة مصلحة الناس ومستقبل البلد، وأن تتخلص الجمهورية الجديدة من كل الميراث السيئ للعصور السابقة، بينما نجد بعض المسئولين في مستويات مختلفة لا يتحملون حتى مجرد كلمة نقد واحدة ولا يقبلون نصيحة يضيقون بالاختلاف ويرفضون النقاش، ويتعالون على الآخرين وكانهم امتلكوا الحقيقة المطلقة رغم وضوح أخطائهم.
الأخطر أنه رغم أن العمل العام والسياسي الأصل فيه الاختلاف والرأى والرأى الآخر لكن هناك من السياسيين من يريد أن يغلق كل أبواب الاختلاف فلا يسمع إلا ما يرضيه بل ويصل الأمر بالبعض حتى من المعارضين الذين يدعون الدفاع عن الديمقراطية. إلى تصنيف كل من يختلف معهم على أنه عدو أو خائن ولا أعرف من أين جاءوا بهذه الأحكام القطعية.
الأصل أننا جميعا وطنيون، نختلف على التوجهات والقرارات وتعترض عليها تختلف على الأولويات لكن لا تختلف على الوطن الاختلاف مع وزير أو محافظ أو حتى مع الحكومة كلها ليس خروجا عن الوطنية، طالما أنه موضوعى وليس مزايدة، بل قد يكون هذا الاختلاف هو في ذاته حيا في الوطن الاختلاف قد يكشف مناطق خطر لا يراها المسئول أو يضى على نقاط منسية، وكل هذا يمكن أن تستفيد منه الحكومة، وهذا ما يتعامل به الرئيس السيسى الذى يعرف جيدا الفارق بين خيانة الوطن التي لا تقبل أبدا وبين الاختلاف على القضايا أو الأولويات.
كل الأمور عند الرئيس قابلة للنقاش والحوار والاقناع، طالما أنها لا تمس ثوابت الوطن وأمنه القومى، وكل مصرى الأصل فيه الوطنية وحب البلد طالما أنه لا ينتمى للجماعة الإرهابية التي ثبتت خيانتها بكل الأدلة، أو ولا يعمل الصالح أجندات خارجية، ولا نسعى لهدم الوطن أو إثارة الفتنة والأجهزة المصرية بالطبع قادرة على التعامل مع هؤلاء وفضحهم وإفساد كل ما يخططون له، لكن بعيدا عن هؤلاء ومن على شاكلتهم الكل وطنيون حتى لو عارضوا بشدة.
انتخابات البرلمان ليست خروجا على هذا المبدأ ليست هناك مصلحة لحكومة أو جهة أن ينجح شخص ويسقط آخر المبدأ واضح، وهو أن القانون يطبق على الجميع، وقواعد الانتخابات هي التي تحكم وأصوات الناخبين هي التي تحدد من يصل إلى البرلمان الرئيس السيسي نفسه عندما أبدى ملاحظاته على بعض التصرفات الانتخابية أعلن أن هدفه ألا يدخل البرلمان إلا من اختاره الناخبون إرادة الشعب هي التي تحكم، وليس إرادة أخرى، وهذا ما طبقته الهيئة الوطنية للانتخابات في المرحلتين الأولى والثانية، سواء في إلغائها للدوائر التي شهدت تجاوزات أو تنفيذها لأحكام الإدارية العليا.
أعتقد أننا نحتاج جميعا إلى هذه الفلسفة، أن تتعامل معارضة وموالاة، بموضوعية بعيدا عن الاتهامات التي لا سند لها، وأن تنفتح على المستقبل بشكل أكثر تنوعا، يقينا كل أجهزة الدولة ليست لديها حسابات خاصة لمن ينجح ومن يخرج الكل عندها سواء طالما أنهم على أرضية وطنية الوطن يستوعب الجميع أشخاصا وأفكارا ومواقف طالما أن كل هذا مرجعه مصر ومصلحتها، قالها لي مسئول كبير أن أننا نؤمن بأنه بعيدا عن الجماعة الإرهابية وأعوانها، الجميع يحب البلد لكن قد تختلف الطريقة وأسلوب التعبير عن هذا الحب.
وعلينا أن نستمع إلى بعضنا وأن نتعود على الاختلاف في الرأى الذي لا يفسد للوطن قضية كما قال الرئيس السيسي، وتجربة الحوار الوطنى كانت أكبر دليل على أننا نستطيع أن ندير قضايانا وملفاتنا بحوار جاد ومفيد، وأنه ليس كل معارض شيطانا ولا كل موال للحكومة خاننا لضميره كلنا مطالبون بأن نحترم بعضنا وأن نحترم المواقف مهما اختلفنا معها طالما أنها ليست لصالح جهات غير وطنية ولا تهدف الهدم البلد أو اثارة الفتنة.









