ووقف أحدهم يتحدث فى فيديو على «التيك توك».. وقف يقول إنه صانع محتوى وإنه «مؤثر» وأن تأثيره من خلال ما يقول أكثر قوة وانتشاراً من كل وسائل الإعلام مجتمعة..!
وما يقوله يعنى ببساطة أن نتجه جميعاً إلى السوشيال ميديا وأن نتحول إلى أن نكون صناع محتوى ومؤثرين وأن ندخل فى سباق لجلد الذات بالتركيز على السلبيات والنقد وابداء النصح وكشف عورات الآخرين واصطياد الأخطاء والهفوات.. أن نجعل وأن ننصب من أنفسنا قضاة يصدرون الأحكام القاطعة ولا سلطان عليهم فى ذلك ولا رقيب.. أن نجعلها ونحولها إلى فوضى تدلى فيها فنانة لم تحصل على الابتدائية بآرائها القيمة فى التعليم وتقدم نصائحها للطلاب عند الامتحانات.. أن نتحدث جميعاً فى مختلف القضايا بلا تخصص أو دراسة أو معلومات كافية.. وأن ندخل فى دائرة من تبادل الاتهامات والسخرية من الآخرين..!
وما يحدث على السوشيال ميديا لا يتعلق بنا وحدنا، إنه طاعون العصر الذى يدمر المجتمعات تدميراً ويغتال سمعة الأبرياء والشرفاء والناس بلا رحمة أو تردد.. إنه الجهل الذى أصبح له كل التأثير فى صناعة محتوى ردئ يخلو من الموضوعية ويفتقر إلى النزاهة والضمير.. إنها المصيبة التى حلت على العالم وتوارى معها ذو الخبرة والعلم وتركوا الساحة لانصاف المتعلمين وللأميين أيضاً.. إنه العصر الجديد الذى لم تتضح معالمه بعد..!
>>>
وذهبت إلى المملكة العربية السعودية.. أرض الحرمين.. ذهبت إلى العاصمة الرياض وقابلت هنا العديد من الأصدقاء من الأشقاء السعوديين ومن المصريين العاملين هناك. وأقولها بكل الصراحة الرياض هى القاهرة والقاهرة هى الرياض.. نفس الوجوه.. نفس الأحاديث.. نفس العادات والتقاليد أيضاً.. والشخصية السعودية تختزن فى أعماقها كل مكونات الحضارة المصرية.. والشخصية السعودية تحمل حباً للشعب الذى يتحمل مسئولية توفير الراحة والأمان لملايين الملايين من المسلمين الساعين إلى التواجد على الأراضى المقدسة لأداء الشعائر.. وما بين المصرى والسعودى حب وانصهار وارتياح وتقارب.. وفى أحاديث المسئولين السعوديين عن مصر تلمس تقديراً واحتراماً للسياسات والتوجهات المصرية.. وفى أحاديث المصريين المقيمين بالسعودية تجد اندماجاً فى النسيج السعودى بشكل مذهل.. وارتياحاً ما بعده ارتياح للتواجد على أرض المملكة.
وعندما ذهبت لإحدى الصيدليات أبحث عن دواء ولم أجده فإن السعودى الذى كان يقف بجوارى قال إنه يعرف صيدلية أخرى بها كل الأدوية وأصر على أن يذهب بى بسيارته وأن ينتظر خارج الصيدلية ليطمئن إلى عثورى على الدواء وأن يواصل الاصرار على أن يقوم بايصالى إلى الفندق الذى أقيم به وطوال الطريق كان الحوار ترجمة لعلاقة خاصة بين شعبين لا يجد كل منهما راحته إلا وجود الآخر إلى جانبه.. السعودية ومصر.. مصر والسعودية علاقة الروح بالجسد.
>>>
ونعود لحوارات الحياة.. والحياة أجمل عندما نحمد الله على ما ذهب عنا وما بقى لدينا وما سيأتى إلينا.. والحمد لله دائماً وأبداً.
وفى الحياة تعالوا نتابع حوارات الحاضر وأمنيات الناس.. وأحدهم كتب يقول: «هى الستات اللى كانت بتستنى جوزها على الباب وتأخذ لبسه وتقلعه الجزمة وتغسل رجله بميه سخنة وملح وتدلعه وتهشتكه راحت فين»..!
ويا سيدي.. وقبل أن تسأل أين ذهبت هذه النوعية من السيدات.. اسأل… وأين ذهب الرجالة؟ أين اختفوا.. وأين سى «السيد» الذى كان رجل البيت الأول عندما كان هو من يعمل ويسعى ويكد ويتحمل المسئولية كاملة.. أين هم الرجالة الذين ينتفضون دفاعاً عن الشرف وغيرة على زوجاتهن!! رجالة هذه الأيام بعضهم يرقصون فى الأفراح وكأنهم ولدوا «راقصات».. وبعضهم لا يمانع أن تعود الزوجة فى أى وقت ما دامت لا تسأله أيضاً أين ذهب.. ومتى عاد!! رجالة هذه الأيام لا يمانعون رؤية الأعين تلاحق زوجاتهن اللاتى يتنافسن فى جذب الأنظار.. رجالة هذه الأيام أعينهم أيضاً «يندب» فيها رصاصة فلا حياء ولا أدب ولا أخلاق..! أعيدوا الرجال.. تعود الستات والتدليل والهشتكة..!
>>>
و»العروسة التريند».. عروس ظهرت فى حفل زواجها ترقص بلا انقطاع وقد ظهر فى مفاتنها ما ظهر بحيث لم يعد هناك ما لم يظهر..!! السوشيال ميديا تابعتها على مدار أسابيع حتى عثرت على لقطات للزوج «الحمش» الذى قبل وكان سعيداً برؤية عروسه على هذا النحو..!! والسوشيال ميديا جعلته محور حديثها.. ولا أقول لكم ماذا قالوا!! أنتم تعرفون ماذا قالوا.. كل خير طبعاً..!
>>>
واتساءل عن البرامج التى تستضيف السيدة أم شيماء.. الإعلامية التى قتلها زوجها المستشار..! وأقول لكم وربنا يسامحني.. بعد رؤية هذه السيدة فى حواراتها.. فى ألفاظها.. فى كلامها.. فى حركاتها.. فى مشاعرها.. أقول لكم.. هذا المستشار كان يستحق الإعدام مرتين.. الأولى لأنه قتل الإعلامية شيماء.. والثانية لأنه قبل أن تكون أم شيماء هى «حماته»..! يا سيدى «حط القدرة على فمها تطلع البنت لأمها».
>>>
ويقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه.. يأتى على الناس زمان تكون العافية عشرة أجزاء.. تسعة منها فى اعتزال الناس والعاشرة فى الصمت.
>>>
ولا أدرى لماذا استعيد وأتذكر دائماً هذا المقطع من أغنية لعبدالحليم حافظ.. ستجوب بحاراً وبحاراً.. وتفيض دموعك أنهاراً.. وسيكبر حزنك حتى يصبح أشجاراً وسترجع يوماً يا ولدى مهزوماً مكسور الوجدان.. وستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان.
وآه يا حليم آه.. ستعرف بعد رحيل العمر بأنك كنت تطارد خيط دخان..!









