عقد الدكتور بدر عبدالعاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج أمس مشاورات سياسية مع يوهان فاديفول وزير خارجية ألمانيا، لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا وتبادل الرؤى إزاء التطورات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وإطلاق آلية للتشاور السياسى على مستوى وزيرى الخارجية بين البلدين .
قال السفير تميم خلاف المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إن الوزير عبد العاطى أشاد بالطفرة الكبيرة التى شهدتها العلاقات المصرية – الألمانية خلال السنوات الأخيرة فى شتى المجالات، مؤكدًا ان إطلاق آلية للتشاور السياسى على مستوى وزيرى الخارجية يعكس عمق العلاقات بين البلدين والرغبة المشتركة نحو ترفيع العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية خلال الفترة القادمة.
وأعرب عن التطلع لعقد اللجنة الاقتصادية المشتركة ومنتدى أعمال على هامش أعمال اللجنة لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص بالبلدين. كما رحب بالمفاوضات الحكومية المصرية ـ الألمانية حول التعاون فى مجال التنمية، التى ستسهم فى دعم المشروعات المشتركة فى مجالات الطاقة المتجددة، وتطوير بيئة الاستثمار، ودعم القطاع الخاص.
كما أكد الوزير عبد العاطى أهمية التعاون فى مجال التدريب المهنى وانتقال العمالة لما يمثله من فرصة لتحقيق منفعة متبادلة للبلدين.
فى الوقت نفسه، تناولت المشاورات الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفى مقدمتها تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث أطلع وزير الخارجية نظيره الألمانى على الجهود المصرية لتثبيت وقف اطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى.
وشدد على ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 الخاص بغزة بما يحافظ على وقف إطلاق النار ويضمن نفاذ المساعدات الإنسانية وبدء مرحلة التعافى المبكر وإعادة الإعمار، مشددًا على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية وتمكين القوات الفلسطينية من تولى مهام إنفاذ القانون فى غزة.
وأكد أن الضامن الوحيد للاستقرار فى المنطقة هو تحقيق تسوية سياسية على أساس قرارات الشرعية الدولية ووحدة الأراضى الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وفى مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره،أكد وزير الخارجية الأهمية التى توليها مصر لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية، خاصة فيما يتعلق بتوطين الصناعة، وعلى رأسها صناعة السيارات والصناعات الدوائية ووسائل التنقل الذكى والكهرباء وغيرها من المجالات التى يحظى فيها الجانب الألمانى بسمعة عالمية وتطور ملحوظ.
وشدد عبد العاطى على أن الاقتصاد المصرى يتمتع بالعديد من الإمكانيات الكبيرة، حيث ارتفع الاقتصاد المصرى خلال الربع الأخير من العام المالى الحالى 2024 ـ 2025 إلى 5 ٪ وهو معدل يتخطى توقعات العديد من المؤسسات الدولية.
من جانبه، ثمن وزير الخارجية الألمانى يوهان فاديفول الجهود الكثيفة للوساطة التى تبذلها مصر من أجل تحقيق الاستقرار فى المنطقة وحل النزاع فى قطاع غزة، مؤكدا ضرورة التزام كافة الأطراف وانخراطها فى تطبيق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع.
قال فاديفول ـ خلال المؤتمر الصحفى – إن نزع سلاح حركة حماس يظل الشرط المحورى من أجل مستقبل أفضل فى غزة، وأن موقف المجتمع الدولى واضح، وعلى حماس أن تفهم أن سلطتها فى القطاع قد وصلت لنهايتها وعليها أن تنزع السلاح لكى تتقدم الحياة فى غزة» .
كما طالب الوزير الألمانى إسرائيل بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وبشكل خاص أن تسمح بدخول المساعدات بشكل أكبر.
كان وزير الخارجية قد شارك فى جلسة حوارية بالعاصمة برلين نظمتها مؤسسة كوربر ستافتينج الألمانية، بحضور عدد من رؤساء وممثلى المراكز البحثية البارزة فى ألمانيا، إلى جانب مجموعة من صناع السياسات والخبراء المعنيين بالشئون الدولية.
عرض عبد العاطى خلال الجلسة الرؤية المصرية بشأن الأمن المائى والتطورات فى حوض النيل، مؤكدًا رفض الإجراءات الأحادية المخالفة لقواعد القانون الدولي، وشدد على أن مصر ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية أمنها المائى وفقًا للقانون الدولي.
كما التقى الدكتور بدر عبد العاطي، أمس، «جونترزاوتر» مستشار الامن القومى بالمستشارية الألمانية، وأعرب عن تطلعه لجذب المزيد من الاستثمارات الألمانية، وتوطين الصناعات، وفي مقدمتها صناعة السيارات، أخذاً في الاعتبار التسهيلات التي تقدمها الحكومة المصرية للمستثمرين الأجانب.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن الوزير عبد العاطي ثمن خلال اللقاء العلاقات المتميزة التي تربط مصر وألمانيا في شتى المجالات، مشيراً إلى أن إطلاق آلية للتشاور السياسى على مستوى وزيرى الخارجية خلال هذه الزيارة يعكس عمق العلاقات بين البلدين والرغبة المشتركة فى الارتقاء بمستوى التعاون الثنائى. كما أكد أن ألمانيا تعد أحد أهم الشركاء لمصر، معرباً عن التطلع لاستمرار دعم هذه الشراكة وتعزيزها خلال الفترة المقبلة.
