لقي خمسة أشخاص مصرعهم وأُصيب 13 آخرون في حريق ضخم بمول تجاري بمحافظة الدقهلية. أدت ألسنة اللهب إلى تدمير طوابقه الأربعة بالكامل خلال دقائق معدودة بسبب ماس كهربائي مفاجئ، وقُدّرت الخسائر بالملايين. تم تحرير محضر بالواقعة ونقل الضحايا للمستشفى، وتُباشر النيابة التحقيق.
سوق الخواجات
وقع الحريق المُدمِّر بسوق الخواجات بمدينة المنصورة، عندما فُوجئ رأفت ماهر صيام، نجل صاحب المول التجاري، بدخان كثيف من داخل مخزن للملابس تبعه اشتعال النيران، والتي تزايدت بسرعة البرق لتُحوّل محتوياته إلى رماد وتمتد لباقي طوابقه الأربعة وتَقضي عليها بالكامل، وسط صرخات الاستغاثة من جميع العاملين: “المول بيولع!”. فشل العاملون في السيطرة عليها لتحاصرهم ألسنة اللهب في مشهد بشع وتَقضي على حياة خمسة أشخاص، منهم ابن صاحب المول وأحد الأشخاص ونجله.
قوات الإطفاء
فور إخطار شرطة النجدة بالحادث، انتقلت قوات الحماية المدنية بعدد من سيارات الإطفاء والإسعاف بصعوبة، نظراً لضيق المكان وانتشار الباعة بالمنطقة. تم تهدئة الأهالي وفرض كردون أمني بمحيط الحريق وفصل التيار الكهربائي، ومحاصرة لهيب النيران من كل اتجاه خوفاً من امتدادها لباقي المباني المجاورة، وسط دموع الحسرة والأحزان على المشهد الأليم. تم بعدها استخراج الضحايا الخمسة وسط صرخات مدوية من أهالي الحي وأسرهم غير مُصدقين تلك النهاية المروعة، وأنهم حضروا من أجل الكسب المادي الحلال ليعودوا لأسرهم جثثاً هامدة دون سابق إنذار وفي غمضة عين، وتَركوا خلفهم قصصاً وحكايات مؤلمة.
أجهزة الأمن
انتقل إلى موقع الحادث اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، يرافقه اللواء عصام الدين هلال، مدير أمن المحافظة، واللواء محمد عز، مدير المباحث الجنائية، لمتابعة الأحداث لحظة بلحظة وتوجيه فرق الإنقاذ والإسعاف لسرعة وصول المصابين للمستشفى، التي تحولت إلى خلية نحل من الأطباء والتمريض المُنطلقين للتعامل الفوري دون تأخير مع الحالات وتوفير كافة سبل الرعاية لهم، وتهدئة الأهالي الذين توافدوا بأعداد كبيرة بعد انتشار الخبر المأساوي. كما وجه المحافظ بسرعة إنهاء الإجراءات لحالات الوفاة مراعاةً لمشاعر وصدمة الأهل، وقدّم لهم العزاء في مصابهم، مؤكداً أن أي تعويضات من الجهات المعنية وكنوز الدنيا لا تُبرد نار أسرهم وحسرتهم على الفراق الذي أوجع القلوب جميعاً.
ضحايا المأساة
كشفت معاينة أجهزة الأمن لموقع الحريق، والذي استمرت عملية مكافحته طوال عدة ساعات، أن الحادث أسفر عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 13 آخرين. تم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج وإيداع الجثامين ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة، والتي صرَّحت بالدفن بعد الفحص للتأكد من سبب الوفاة وتسليمهم لذويهم ليخرجوا جميعاً في مشهد جنائزي مُبكٍ. وأعلن تجار المنطقة عن حالة الحداد حزناً على فراقهم ولحين إزالة آثار الحادث وانتهاء الجهات الأمنية والمعنية من أداء عملها. وطالب المحافظ المسؤولين بضرورة اتخاذ التدابير اللازمة ووسائل الأمان الكافية بتلك الأسواق التجارية وغيرها لمواجهة أي أحداث طارئة والحد من الخسائر.
أسماء الضحايا
أسفر الحريق عن مصرع كلٍ من:
- علي محمد مصطفى الطنطاوي، 43 سنة، مقيم، ونجله ماجد علي محمد مصطفى، 18 سنة، مقيم بقرية شبرا بدين مركز المنصورة
- رأفت ماهر محمد صيام، 27 سنة، مقيم بالمنصورة
- نجل مالك المحل، ومحمد أحمد السيد نخلة، 37 سنة، وأدهم مصطفى البنا، 30 سنة، مقيمين بالمنصورة.
فيما أُصيب 13 شخصاً بالاختناق، بينهم ضابط ومجند بقوات الحماية المدنية أثناء تأدية عملهما، وجارٍ إسعافهم وإنقاذ حياتهم. تُوالي النيابة تحقيقاتها بسماع أقوال المصابين بعد تحسن حالتهم وشهود الحادث، وفي الوقت نفسه قررت انتداب المعمل الجنائي لبيان سبب الحريق وبدايته ونهايته وتقدير قيمة الخسائر.














