أطلق مشروع إدارة تلوث الهواء وتغير المناخ في القاهرة الكبرى (GCCC)، التابع لوزارة البيئة والممول من البنك الدولي، منظومة شكاوى وتظلمات متكاملة تُعد الأولى من نوعها لضمان حقوق المواطنين والعاملين، وتعزيز الشفافية والمساءلة في جميع مراحل تنفيذ المشروع. تستهدف المنظومة رفع جودة الحياة، وتحسين نوعية الهواء، ودعم الجهود الوطنية لخفض الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.
الحوكمة البيئية وضمان الاستجابة العادلة
أكد الدكتور محمد حسن، المنسق الوطني للمشروع، أن منظومة الشكاوى تُمثل ركيزة أساسية في نظام الحوكمة البيئية والاجتماعية للمشروع. وأشار إلى التزام الوزارة بتطويرها باستمرار وتعزيز فاعليتها لضمان استجابة سريعة وعادلة لكل شكوى.
وأضاف أنه تم التنسيق مع المجلس القومي للمرأة للتعامل مع أي ادعاءات تتعلق بالإيذاء أو الاستغلال أو التحرش، وذلك عبر قنوات اتصال سرية ومتوافقة مع معايير البنك الدولي.
توحيد آليات العمل والإجراءات
تأتي هذه المنظومة نتاج تعاون مكثف بين المشروع وشركائه التنفيذيين، وفي مقدمتهم جهاز شئون البيئة، ومحافظة القليوبية، وهيئة النقل العام. وقد تم توحيد آليات استقبال ومعالجة الشكاوى، وإعداد دليل شامل يضمن أن تتم جميع الإجراءات وفق أعلى معايير الحوكمة الوطنية والدولية.
كما تم نشر معلومات آلية الشكاوى عبر قنوات متعددة، تشمل موقع جهاز شئون البيئة، ومنظمات المجتمع المدني، والفعاليات المجتمعية، لضمان وصول المعلومات لجميع الفئات داخل مناطق العمل، خاصة في المحطات الوسيطة ومرفق العاشر من رمضان.
إجراءات واضحة ومسار تصعيد رسمي
تعتمد المنظومة على إجراءات واضحة تبدأ من استلام الشكوى وتسجيلها، مروراً بمراجعتها والتحقق منها، وصولاً إلى الرد خلال 30 يوماً، أو 45 يوماً في الحالات التي تتطلب دراسة فنية أعمق، مع ضمان التواصل المستمر مع مقدمي الشكاوى.
وتم تخصيص مسار تصعيد رسمي تشرف عليه لجنة تضم ممثلين عن المشروع والجهات الشريكة، لضمان دراسة أي شكوى بصورة عادلة وشفافة.
قنوات خاصة لشكاوى العاملين
أوضح الدكتور محمد حسن أنه تم إعداد دليل خاص بشكاوى العاملين، ويشمل موظفي وحدات التنسيق والتنفيذ والمقاولين والاستشاريين. وقد خُصصت قنوات متعددة لتقديم هذه الشكاوى عبر الهاتف، والبريد الإلكتروني، وتطبيق واتساب، بالإضافة إلى مكتب الشكاوى بجهاز شئون البيئة. يلتزم النظام بتأكيد استلام الشكوى خلال يومين واتخاذ الإجراءات التصحيحية خلال 20 إلى 30 يوماً.
وأشار إلى أن المنظومة الجديدة هي نتاج عامين من العمل على بناء نظام قادر على استقبال وتحليل الشكاوى بشكل منهجي، مما يضمن سرعة الاستجابة وتحسين جودة تنفيذ المشروع.
واختتم مؤكداً أن المنظومة الجديدة تمثل “ضمانة حقيقية” لتعزيز ثقة المواطنين والعاملين، وتعد خطوة مهمة نحو تنفيذ المشروع بكفاءة أعلى وبأسلوب يتماشى مع المعايير الدولية وأولويات الدولة المصرية في حماية البيئة وتحسين جودة الهواء.









