رغم سريان وقف إطلاق النار فى غزة منذ العاشر من أكتوبر الماضي، واصلت القوات الإسرائيلية استهدافها لمناطق متفرقة فى القطاع. فقد أفادت مصادر محلية بأن الجيش الإسرائيلى يواصل عمليات نسف المنازل السكنية شرق مدينة غزة.
بالتزامن، أطلقت الآليات الإسرائيلية النار جنوب شرقى مدينة خان يونس جنوب القطاع.. كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية بشكل عنيف ومتواصل مدينة رفح الفلسطينية جنوب القطاع أيضاً.
جاء ذلك بعدما اعتقل الجيش الإسرائيلى عدداً من المقاتلين التابعين لحماس، والمحاصرين داخل أحد الأنفاق فى رفح أمس.. فيما أعلن الاحتلال فى بيان، أنه قتل 40 عنصراً على الأقل من المقاتلين العالقين فى تلك الأنفاق.
فى الوقت نفسه، أفادت مصادر بأن جهات أمنية فى إسرائيل أكدت بعد إجراء فحوص الحمض النووى، أن المقاتلين الثلاثة من حركة حماس الذين قتلوا فى هجوم فى حى جنينة برفح هم قائد الكتيبة، ونائب قائد الكتيبة، وقائد السرية فى أنفاق رفح.
وأوضحت أنه تم نقل 4 جثث عثر عليها فى المكان إلى داخل إسرائيل للفحص إلى أن تأكدت بشكل قاطع هوية القادة الثلاثة.وأضافت أن من بينهم ابن مسئول كبير فى حماس، رازى حامد، وهو أحد مقاتلى الحركة الذين كانوا محاصرين فى نفق فى حى الجنينة شرق رفح.
أتى هذا التطور بينما لا تزال قضية مقاتلى حماس العالقين بالأنفاق عالقة، إذ أفادت وكالة الأنباء الفرنسية، نقلاً عن مصادر مطلعة على المفاوضات، بأن المباحثات متواصلة فى سبيل التوصل إلى حل.
وقال قيادى فى حركة حماس، طالباً عدم الكشف عن هويته، إن «المباحثات والاتصالات مع الوسطاء (مصر و قطر وتركيا) والأمريكيين مستمرة فى مسعى لإنهاء الأزمة».
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، لا يزال ما بين 100 عنصر من حماس إلى 200 عالقين داخل شبكة أنفاق أسفل مدينة رفح فى جنوب قطاع غزة وضمن المنطقة الخاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية.. لكن قيادياً بارزاً فى حماس رجح أن عدد المسلحين «وغالبيتهم من القسام يتراوح بين 60 و80»، مؤكداً أنهم «تحت الحصار».
ميدانيا، أفادت وزارة الصحة بغزة بوصول مستشفيات القطاع 9 شهداء انتشال وإصابة واحدة خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأشارت الصحة فى بيان أمس إلى أن عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفى الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدنى عن الوصول إليهم حتى اللحظة.وأوضحت أن إجمالى الشهداء بلغ منذ وقف إطلاق النار فى 11 أكتوبر الماضي، 356 شهيدًا، والإصابات: 909، وإجمالى الانتشال 616 شهيدًا.. ولفتت الصحة إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلى ارتفعت إلى 70,112 شهيدًا و170,986 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م.
وأعلنت وزارة الصحة فى غزة عن اتخاذ قرار بدفن 15 شهيدا كانت جثامينهم محتجزة لدى إسرائيل، بعد أن تعذر التعرف عليهم.. ويأتى هذا القرار فى ظل استمرار تأخر استرجاع الجثامين، حيث تكثف الجهات الصحية جهودها لإنهاء إجراءات الدفن بشكل عاجل، وفق المعايير الإنسانية والدينية المعتمدة.
من جانبها، أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن آلاف السكان فى قطاع غزة لا يزالون يجهلون مصير ذويهم وأماكن تواجدهم، فى ظل استمرار انتهاك وقف إطلاق النار وتأثيره على المدنيين.. وأشار الصليب الأحمر إلى أن هذه الأوضاع تتسبب فى قلق واسع ومعاناة نفسية كبيرة للأسر.ودعا الأطراف المعنية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان تحديد مكان المختفين وتسليم المعلومات بشكل آمن.
وفى الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى 15 فلسطينيًا، معظمهم أسرى محررون، من مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت قريتى اللبن الغربى ورنتيس شمال غرب رام الله، وداهمت عشرات المنازل وخربَّت محتوياتها، واعتقلت 6 من أهالى قرية رنتيس، و5 من سكان اللبن الغربي.
كما اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من محافظة نابلس.. وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال اعتقلت شابًا عقب اقتحام منزله بمنطقة شارع القدس شرق مدينة نابلس، كما اقتحمت قرية زواتا غرب المدينة، واعتقلت رجلاً وابنه، عقب اقتحام منزلهما والعبث بمحتوياته.
واعتقلت قوات الاحتلال أيضًا شابًا من بلدة سعير شمال شرق الخليل واحتجزت عشرات الأشخاص خلال اقتحامها بلدة السموع جنوبًا.. وفى السياق، اقتحمت قوات الاحتلال قرية بيت عور التحتا، غرب رام الله، وداهمت منزلين وعبثت بمحتوياتهما.
وبحسب الإحصاءات المعلنة، تجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى حتى مطلع نوفمبر الماضى 9250، من بينهم 3368 محتجزاً إداريًا.









