لقد اعتقد المصرى القديم فى إله واحد خالق الكل، واهــب الحيــاة للنبــات والحيــوان، واهــب الروح والقرين للإنسان.. قادر على كل شيء لا تدركه العقول.. لا يرى بذاته.. وأيضا نرى أن المصرى القديم اعتقد فى البعث والخلود بعد الموت.. وهذا هو اعتقاد كل أصحاب الديانات السماوية المنزلة- اليهودية- المسيحية- الإسلام.
يظهر ذلك جلياً من مناظر المحاكمة على جدران المقابر الفرعونية على مر تاريخهم حيث يمثل هذا المنظر وزن قلب المتوفى أمام ريشة العدالة «الإلهة ماعت» ثم بعد ذلك إذا كان المتوفى طبقا لنصوص كتاب الموتى لم يفعل أى خطيئة سيذهب إلى جنات «يارو»، وإذا فعل أى خطيئة سيلتهمه الـ «عممت» وهو حيوان خرافى عبارة عن جسم أسد ورأس تنين يطلق اللهب «النار» من فمه. وهذا ما يتفق مع النص القرآني: «فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية، وما أدراك ماهيه، نار حامية» «القارعة 6: 11».
ألا يعتبر المصرى القديم من أوائل الشعوب التى عرفت أن هناك ثواباً وعقاباً وجنة وناراً، كما أنه توصل إلى أن الإنسان له مكونات جسد، روح، قرين، نفس، ضمير «فؤاد» حتى أنه من المتوارثات حتى اليوم أن لكل واحد منا قريناً عكس النوع وذلك كموروث شعبى منذ أيام الفراعنة حتى اليوم. ثم نلحظ أن القرآن تحدث فيه عن القرين وأحيانا يكون الشيطان قرينا للإنسان وهو ساء قرينا.. ثم نجد المصريين القدماء يرسمون الروح فى صورة طائر فوق رأس المتوفي.
أما نظرية بدء الخلق والتكوين عند المصرى القديم مثل نظرية «تاسوع عين شمس» و»تاسوع أون» إنه كانت المياه الأزلية فى البداية وخرج منها التل التل الأزلى مصداقا لقوله تعالى «وجعلنا من الماء كل شيء حي» «الأنبياء: 30» وقوله تعالى «وكان عرشه على الماء» «هود: 7».. وفى سفر التكوين أول أسفار الكتاب المقدس «فى البدء كانت المياه الأزلية وروح الله يرفرف على وجه الماء»، لذا كان لزاماً على الكهنة الإغتسال فى البحيرات المقدسة بالمعابد المصرية أربع مرات فى اليوم والليلة حسب الشعائر التى كانت تلزم الكاهن أن يكون طاهرا نظيفاً على الدوام.
وعن نظافة الكهنة يذكر «هيرودت» إنهم كانوا يغتسلون فى اليوم أكثر من مرة وأنهم كانوا يلبسون ثيابا من الكتان الأبيض فقط، وأحذية من ألياف البردي. وفى كثير من الأعياد الدينية.
وإذا تتبعنا الأسطورة نلاحظ بأن هناك إله يسمى «أتوم» ثم خلقت الإلهة «نوت» ثم خلق «إيزيس، أوزوريس، ست، نفتيس» وهم طبقا للأسطورة أخوة فى البطون «ذكر وأنثي» ثم تزوج كل أخ أخته من البطن الأخرى ثم حدث الصراع المعروف إلى آخر الأسطورة. ومن هنا نقارن بين قصة قابيل وهابيل والصراع بين الخير والشر وحدوث أول جريمة قتل فى التاريخ البشرى.









