فى ظنى أن برنامج «دولة التلاوة» يمثل مرحلة جديدة وفاصلة تجسد رؤية وإرادة الدولة للاستثمار فى قوتها الناعمة والحفاظ على مكانتها وريادتها.. تؤكد أن الجمهورية الجديدة تبنى البشر والحجر.
برنامج «دولة التلاوة» الذى يستهدف التنقيب والعثور على المواهب وأصحاب الأصوات الملائكية فى تلاوة القرآن من جميع ربوع البلاد يمثل فرصة عظيمة لاكتشاف هذه الدرر التى تملأ محافظات الجمهورية وأيضا استمرار لريادة مصر، التى انجبت عظماء تلاوة القرآن من الشيخ محمد رفعت إلى عبدالباسط عبدالصمد ومصطفى إسماعيل ومحمد صديق المنشاوى ومحمود خليل الحصرى ومحمد محمود الطبلاوى وأبوالعينين شعيشع ومحمد على البنا، وغيرهم من أعلام تلاوة القرآن الذين جابوا العالم وكانت الشعوب تنتظرهم للاستمتاع بتلاوتهم وأصواتهم العذبة، ويتعلم منهم كل من يريد أن يسلك رحلة الصعود إلى منصات وعرش التلاوة القرآنية.
«دولة التلاوة» البرنامج الذى يذاع على ثلاث قنوات هى سى بى سي، والحياة والناس حقق نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا وحالة من الرضا الشعبى ويعكس أن الدولة حددت أهدافها بدقة، وعزمت على صناعة جيل جديد من عمالقة التلاوة الذين يتمتعون بعذوبة وجمال الصوت، وروعة الأداء والعلم والألمام بأحكام التلاوة ليصل القرآن إلى قلوب الناس حالة من المتعة والسعادة، والروحانيات لكن فى ذات الوقت أكد على رسالة مهمة للغاية أن مصر ولادة لديها احتياطى إستراتيجى غير محدود من المواهب، والأصوات الجميلة، والعلم وروعة الأداء والتمكن، وأن القرآن بالفعل قرأ فى مصر بأصوات العمالقة وأن الأجيال الجديدة من عظماء دولة التلاوة قادرون على حمل الراية، ومواصلة التفوق والتفرد.
لجنة التحكيم تضم مجموعة من العلماء الأجلاء وفى حضور الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف وهو عالم كبير يتميز بالهدوء والثقة والعلم والاحتضان لهذه المواهب، والأحكام والقرارات تصدر بمنتهى الموضوعية، لكن البرنامج كشف لنا عن وجود مواهب تحمل أصواتًا وأداء شديد الخصوصية وأداء متعددًا ومختلفًا، ومن أعمار متفاوتة لكن لفت نظرى صغار السن، والشباب الذين ينتظرهم مستقبل ويواصلون مسيرة الأجداد والآباء لكن هناك رسالة بالغة الأهمية يعكسها برنامج «دولة التلاوة» أن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى تستثمر فى ما لدى هذا الوطن، فى البشر والحجر وعلى جميع المسارات ما بين أحلام تتحقق، وأمجاد تعود من جديد، تحصد مصر ثمار النجاح والتفوق فقد وضعت البلاد يدها على مناطق القوة والقدرة، خاصة أن صناعة القوة الناعمة المصرية لديها مميزات لا تتوافر لغيرها أن جميع مقومات ومكونات هذه الصناعة متوافرة بكثرة وغزارة ولدينا احتياطى إستراتيجى عملاقة منها، مواهب وكنوز وثروات، وأصوات عبقرية فى جميع ألوان الإبداع فمصر هى أمة الحضارة والعطاء الإنسانى الذى علم العالم، والإنسانية وتربع على عرش القوة الناعمة، استقبلتها شعوب المنطقة وعاشت عليها، تتأثر بالإبداع والرقى المصرى الذى ساهم فى تأسيس الإعلام والفنون، فى هذه الدول وعلم مشايخ وعلماء مصر صحيح الدين لكافة الدول الإسلامية ومازالت تفيض علمًا وفقهًا وتلاوة القرآن العظيم.
فى ظنى أيضا أن أعظم رسالة من النجاح الكبير الذى حققه برنامج «دولة التلاوة» أننا أمام مسار جديد ويفتح أبوابًا عبقرية نحو اكتشاف مواهب وقدرات وابداع وتألق الإنسان المصرى يدفع نحو تعميم الفكرة الخلاقة ليس فى اكتشاف ورعاية الموهوبين فى تلاوة القرآن الكريم، ولكن أيضا فى تقديم مواهب فى كافة أفرع القوى الناعمة مثل الفن بكل فروعه، الغناء الراقى والتمثيل الهادف، والإنشاد الدينى والرياضة، فنحن أمام مشروع قومى بدأ ببرنامج «دولة التــلاوة» وإرادة حل عبقرى لدرء ودحــر الغث والابتــذال والتــدنى والعنــف، والتراجــع من خــلال التنقيب عن الجواهــر المصـــرية فى هذه المجالات فالرئيس عبدالفتاح السيسى قال عبارة متسائلاً مصر فيها 60 مليون شاب ألا يوجد بينهم لاعب مثل محمد صلاح لاعب مصر العالمى والمحترف فى ليفربول وهذا بمثابة توجيه لتكثيف البحث عن المواهب ورعايتها وإعدادها وفقًا لأعلى مقاييس العلم وبرامج التأهيل والتدريب، بمعايير عالمية فهى أيضا للنجاح الكبير الذى حققه برنامج «دولة التلاوة» الذى يتابعه المصريون وخلق لديهم حالة من الارتياح والاطمئنان أنه مسار شديد الخصوصية ليس فقط لمحاربة العنف ولكن للقضاء على الفكر المتطرف، والمسموم الذى أدى إلى كوارث فى العقود الماضية ومازال يؤرق الكثير من المجتمعات، فالفهم والالمام الصحيح والإجادة لتلاوة القرآن واجادة اللغة العربية، هى طريق لفهم صحيح لنصوص الدين.
أتصور أن ثمة مشروع وطنى بدأت تتكشف ملامحه بعد النجاح الكبير لبرنامج «دولة التلاوة» وهو تعميم الفكرة فى مختلف أفرع الإبداع فى الغناء والموسيقى والتمثيل، فالرئيس عبدالفتاح السيسى دائم الحديث على أهمية الفن الهادف الذى يبنى ولا يدمر الذى يحافظ على القيم والمباديء ولا يهدمها أن يرسخ الفضائل ويعزز التماسك المجتمعى بل تعدى الرئيس السيسى فى حديثه دور الفن وحده إلى دور الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد والكنيسة والإعلام.
لك أن تتخيل كم من المواهب والأصوات الجميلة المتمكنة فى تلاوة القرآن كانت تبحث عن فرصة مثل تلك التى وجدتها فى برنامج «دولة التلاوة» وكم من المواهب فى مختلف أنواع الفنون والرياضة مازالت تبحث عن فرصة، بعد أن وقعت فريسة فى أكاديميات وبرامج النصب والمعاهد التى تعرف ببئر السلم، لذلك فإن برنامج «دولة التلاوة» يمثل نقلة نوعية وفارقة ومسارًا عبقريًا أقرأ فى عقل القائمين عليه أنه برنامج سيتحول إلى مشروع وطنى فى مجالات كثيرة لذلك اتمنى استمرارية البرنامج وأن يكون بشكل يومى خلال شهر رمضان وأن من لم يحالفهم الحظ والنصيب لابد أن يحظوا برعاية وتأهيل وتدريب وزارة الأوقاف لثقل مواهبهم وعلمهم واصلاح بعض الثغرات.
برنامج «دولة التلاوة» فرصة ومسار تاريخى فى كل مكونات القوة الناعمة المصرية وتقديم المواهب والعباقرة والمبدعين حتى فى الشعر والأدب.
فى النهـــاية أرى أن مذيعــة البرنــامج الإعلاميــــة «آية عبدالرحمن» هى أحد أسباب نجاح البرنامج واختيار جيد لطبيعة البرنامج ورأيى هذا ليس بجديد عن «آية عبدالرحمن»..









