مصطلح عقدة الخواجة ظهر ليعبر عن حالة نفسية عامة لشعوب المنطقة العربية عامة والمصريين خاصة، ويعنى بالخواجة كل ما هو أجنبى من خارج المنطقة العربية بأسرها، ويقصد بها الانسان الأوروبى والأمريكى والصينى واليابانى وغير ذلك من هذه الدول، وتعبر هذه الحالة فى نفوس أصحابها عن حبهم لكل ما هو غـربى ورفضــهم كل ما هو محلى مهما كانت جودته الراقية ورخص ثمنه.
لا أدرى لماذا هذه القناعة العمياء التى طغت على الثقافة العامة من حيث المأكولات والمشروبات والملابس والفــن وطريقة الكلام التى نأخدها عن الآخر بل نستوردها رغم تفوق الثقافة المحلية المعمارية والفنية والأخلاقية والصناعية والزراعية والتعليمية والصحية التى تعلمناها من آبائنا واجدادنا ومن ديننا الاسلامى الحنيف ومنها الآداب العامة كاحترام الصغير للكبير والكبير للصغير والصدق والأمانة وحق الطريق والجوار واتقان العمل وارتداء الزى الذى يستر العورة بالنسبة للرجال والنساء معا كما علمنا الشارع الحكيم.
يشهد التاريخ وبكل فخر أن الصناعات المصريه اثبتت تفوقها على كثير من الصناعات الأجنبية وبلا حصر والتى أصبحت تغزو اسواق العالم عامة ومنها أوروبا وامريكا خاصة ولكن للأسف الشديد أن المستهلك عندما يذهب لشراء سلعة ما مثل قطع غيار السيارات أو لماكينة أوحتى الملابس التى يطلق عليها الموضة المهلهلة فيصدمك التاجر بجملة اعتراضية – لا محل لها من الاعراب- مفادها «مصرى» «ولا أجنبى» مما يجعل المشترى فى «حيص بيص» أى فى حيرة من أمره ليصبح فى حالة تردد وربما البائع يوهم المشترى أن المستورد هو الأفضل وإن كان ذلك الاختيار على خلاف الواقع وبذلك نكون قد روجنا للسلع المستوردة على حساب السلع المصرية أو العربية فى حين أن ثمن المستورد غالبا ما يقول أغلى واردأ من المحلى بكثير مع ضعف جودته.. متى تتغير هذه الثقافة ليصبح لدى شعوبنا قناعة بأن المحلى هو الأفضل سعرا وجودة وليس هذا من باب العاطفة ولكن الواقع اثبت ذلك والدليل أن منتجاتنا الزراعية من الخضروات والفاكهة قد غزت أسواق أوروبا وأمريكا وآسيا وأفريقيا بجدارة.
من فى العالم لديه سجاد وكابلات كهربائية وقطع غيار ومعدات وخرداوات وملابس قطنية على أعلى جودة من مصر فمصنوعاتنا بلا فخر تغزو جميع الأسواق العالمية وباقتدار ودون منازع لكن للأسف الشديد والمذرى فإن هناك أناساً يحاربون كل ما هو مصرى وعربى ويعشقون الاستيراد من أوروبا والصين واليابان وغير هذه الدول وإن كان السبب معروفاً مسبقا وهو من أجل تحقيق مكاسب باهظة حتى وإن كان ذلك على حساب الصناعات الوطنية.
لماذا نستورد الملابس المصنوعة من البلاستر ونترك القطن المصرى الذى غزا الأسواق العالمية بجدارة، ليتنا نعى هذا ونعود لسيرتنا الأولى ونعشق كل ما هو مصرى أصيل.. حتى شبابنا الذين هم أمل الغد المشرق وعدة المستقبل وبناتنا الجميلات العفيفات ليتهم يتوقفون عن ارتداء الملابس المهلهلة الممزقه التى تتنافى مع الحشمة وثقافتنا والإسلامية.. لا ادرى لماذا نرضى هذه الثقافة الغثة العفنة فى حين أن ثقافتنا تحثنا على الحشمة وستر العورة ولباس الوقار ما لنا وثقافة التحرش «البوى فريند» لابد أن نتدارك ذلك وبسرعة قبل فوات الأوان وضياع أولادنا أمل الغد.
لماذا نرضى ثقافة تقبيل الرجل للمرأة الأجنبية باعتبارها نوعاً من التحضر وهذه ثقافة تتنافى مع ثقافة بلادنا وديننا حتى أولادنا يعشقون تقليد الثقافات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية واليابانية والشيوعية والماركسية وكأن الثقافة العربية والمصرية لم تلب حاجاتهم ورغباتهم.
أدعو شباب الأمة إلى قراءة التاريخ والأدب العربى والإسلامى بتأن وتؤدة ليكون لدينا ثقافة واعية راقية حتى يتسنى لنا رفض التبعية التى لا تتوقف.. وثقافتنا الراقية المستمدة من ثوابتنا الدينية.









