وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق أن دورة التثقيف الطلابي تأتي في إطار الدور الوطني والمسؤولية المجتمعية للجامعة لترسيخ الوعي المستنير بين الشباب، والعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة، وتحصين العقول ضد الأفكار المتطرفة، وهو ما يمثل ركيزة أساسية في بناء مجتمع قادر على مواجهة تحديات العصر بثقة وإدراك. مؤكدًا حرص جامعة القاهرة على أن تكون منصة للفكر الرشيد والمعرفة العلمية الرصينة، وداعمة لكل المبادرات التي تُعلي قيم الوسطية والاعتدال، وتُسهم في تشكيل وعي طلابنا ورفع قدراتهم على التمييز بين الحقيقة والتضليل.
وأضاف رئيس جامعة القاهرة أن الجامعة سوف تواصل تعاونها مع وزارة الأوقاف وكافة المؤسسات الوطنية من أجل العمل على حماية العقل المصري من الانحرافات الفكرية، وتعزيز ثقافة الحوار والتعايش واحترام الاختلاف، بما يحقق أهداف الدولة في بناء الإنسان المصري القادر على الفهم الصحيح والمشاركة الواعية في مسيرة التنمية الوطنية.
وأوضح التقرير أن محاضرة “مخاطر إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على الناشئة”، والتي ألقاها الدكتور أسامة سعد أبو سريع، الأستاذ بقسم علم النفس بكلية الآداب، تناولت إيجابيات استخدام الإنترنت كوسيلة إعلامية لنقل الأخبار والمعلومات والأحداث، وكذلك لترويج الأفكار والتأثير في الآخرين، وأنه وسيلة بحثية غير محدودة النطاق للحصول على المعلومات في وقت قياسي باستخدام محركات البحث، وأنه أداة تعليمية وتربوية في المدارس والجامعات وكذلك للتثقيف والتعلم الذاتي وغيرها. كما أشارت المحاضرة إلى مفهوم إدمان المخدرات وأنواعها، وتعريف الإدمان على الإنترنت، وأعراض ومظاهر الإدمان الإلكتروني، والمظاهر النفسية لإدمان الإنترنت، والنتائج المترتبة على الإدمان الإلكتروني، بالإضافة إلى أنواع الإدمانات السلوكية على الإنترنت، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح لعلاج الإدمان الإلكتروني.
وتناولت المحاضرة مفهوم الإدمان وتزايد التطبيقات وإيجابيات التعامل مع الشبكة العنكبوتية (النت) (نقل الأخبار – وسيلة بحثية – وسيلة تواصل – أداة تعليمية وتربوية وإعلامية)، وخطورة إدمان الإنترنت وأعراض الانسحاب والمعاناة، وخطورة الدوافع القهرية للإدمان، وأنماط الاستخدام المفرط وإدمان الإنترنت، واستغراق الوقت وصرف الأموال وإهمال الواجبات العائلية والاجتماعية والأنشطة، والخداع والكذب وفقد السيطرة والعواقب السلبية، والتجمل بأنشطة كاذبة، والاضطراب النفسي والعزلة وتدهور العلاقات الشخصية والإرهاق وقلة النوم، وضعف التركيز والانتباه وضعف النظر والظهر والسمنة والفراغ والاكتئاب، وجرائم الألعاب الإلكترونية، والمقامرة، والمرابحة، والتكسُّب، بالإضافة إلى خطورة مقاطع الفيديو الخارجة عن الدين والقيم والخروج على العرف والتقاليد في المواقع الإباحية، وضرورة مراجعة المحتوى التعليمي والتنمية الذاتية والبحث عن القدوة، وأهمية دور الأسرة في تربية النشء.
وتناول التقرير أبرز ما تضمنته محاضرة “تكريم كبار السن ورعاية أصحاب الفضل”، والتي ألقاها الدكتور محمد منسي، أستاذ الشريعة بكلية دار العلوم، حيث أوضحت قيمة العلم والتعليم والقراءة في بناء الحضارة ومواجهة خطر التلاعب بالعقول وتدميرها، وأهمية اختصار الطريق نحو السباق الحضاري وسباق الفكر والعلم والبحث العلمي، وأهمية دور كبار السن في إدارة الحوار الفكري المجتمعي ودورهم في غرس ثقافات الثقة والانتماء لدى الشباب، وفن التواصل بين الأجيال بدءًا من الوالدين وكبار السن، ونصوص الشريعة حول حقوق كبار السن، ودور رعاية المسنين لحل مشكلات كبار السن، ودور التغيرات الثقافية ومناهج التفكير النقدي لاستشراف المستقبل بعيدًا عن الفكر العشوائي والخرافي، والمقارنة بين نموذج الفكر الغربي والفكر الإسلامي بين مراحل الصغر والشباب والكبر، وقوانين رعاية كبار السن.
كما أوضح التقرير أن محاضرة “خطورة الرشوة على المجتمع”، التي ألقتها الدكتورة ليلى البهنساوي، رئيس قسم الاجتماع بكلية الآداب، تناولت ضرورة الوقوف على مشكلات المجتمع المصري ومحاولة حلها، والحفاظ على القيم التي يحتاج إليها الأفراد خلال حياتهم اليومية، وتعريف القيم الاجتماعية ودورها في تشكيل سلوك الأفراد داخل المجتمع، وأهمية القيم الاجتماعية التي تعزز التماسك الاجتماعي وتسهم في بناء مجتمع متماسك ومترابط، وتوجيه السلوك، والحفاظ على الهوية الثقافية، وتعزيز الاستقرار، وخصائص وعجلة القيم التي تتكون من البيئة والمادة والعمل، والعائلة، والروحانيات، والصحة، وتأثير القيم الاجتماعية على تكوين شخصية الفرد وقراراته، ودورها في بناء علاقات صحية ومستدامة مع الآخرين، وتحديات القيم الاجتماعية مثل التغيرات الثقافية، والتكنولوجيا، والصراعات الثقافية، بالإضافة إلى استعراض بعض الأمثلة على الرشوة وأنواعها سواء المالية والعينية والخدمية، ومجالاتها سواء الإدارية والقضائية والانتخابية والتجارية، وبعض الآثار سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية مثل تدمير العدالة الاجتماعية، والتأثير السلبي على الاقتصاد، وفقدان الثقة في المؤسسات، وضعف قيم العدالة والمساواة بين المواطنين، وسوء توزيع الموارد، ورفع تكاليف المشاريع والخدمات العامة.
كما تناول التقرير عرضًا لأهم محاور محاضرة د. أحمد عطا، أستاذ الدراسات الإسلامية بكلية الآداب، متضمنة حقوق الجار وعدم الاعتداء عليها، وتأكيد دعوة الإسلام إلى الإحسان إلى الجار والتركيز على المعاملات وحسن الخلق إلى جانب العبادات والعقائد. وتناولت المحاضرة امتداد حق الجوار من نطاق الفردية إلى الدول واحترام الحدود والسيادة، وحق الدولة في الدفاع عن شعبها وثقافتها. كما استعرض د. عطا صور علاقات الجوار وأهمية التهادي بين الجيران بغض النظر عن عقيدة الجار، وكف الأذى وعدم الإساءة إليه، والصبر على أذاه، إبقاءً لعلاقات المودة والتراحم.









