الحوادث الفردية للتعدى على التلاميذ الصغار من ذئاب بشرية تستدعى ضرورة تطبيق اختبارات نفسية على العاملين الجدد بمدارسنا قبل تعيينهم حيث لم تعد الاختبارات النفسية رفاهية لمدارسنا بل اصبحت مهمة داخل البيئة التعليمية نظرا لان معظم اعضائها يحتكون بشكل يومى بالفئة الاكثر هشاشة بالمجتمع من الاطفال الصغار بشكل يستوجب تحديد من يصلح للتعامل مع هؤلاء التلاميذ الصغار ومن يشكل خطرا عليهم لاستبعاده من المنظومة التعليمية.
ينبغى علينا ان نتمسك بمنظومة للتقييم النفسى داخل مدارسنا لتقييم حالة الصحة النفسية لاعضائها بشكل نضمن معه الوقاية المبكرة من السلوكيات السادية والسيكوباتية للنوعيات الشاذة من المرضي.. مع مراعاة ان البيئة المدرسية التى تفتقر للرقابة الجادة او التدريب المهنى السليم قد تفرز أشخاصاً يعانون من القدرة على ضبط دوافعهم ويتصرفون بشكل اندفاعى مما يدفع بالبيئة التعليمية لان تتحول الى مدارس تسمح بظهور سلوكيات مؤذية يتذوق من مرارتها تلاميذنا الصغار!!
كما ان الوقاية المبكرة من التحرش داخل البيئة المدرسية لا يمكن تفعيلها بدون تجاوب وتضامن العمل الموحد بين الاسرة والمدرسة حيث ان عمل أحدهما بمعزل عن الآخر لا يمكنها من مواجهة المشكلات السلوكية المعقدة وعلى قمتها الاعتداءات المنحرفة.. حيث ان الخطأ الحقيقى يبدو واضحا فى غياب التعاون بينهما واعتماد كل منهما على استراتيجية منفصلة عن الاخر مما يحد من الاكتشاف المبكر للتجاوزات الشاذة.
لذلك من الأهمية وجود مستويات متعددة للرقابة تبدأ من تركيب كاميرات متابعة بكل مدرسة مع بحث مدى امكانية الاستعانة بممثليين للأمن لبث الطمأنينة والأمان بين التلاميذ الصغار وأولياء أمورهم حيث ان نمط المدرسة سواء كانت دولية أو خاصة بمصروفات باهظة لا يضمن بالضرورة السلامة والأمن النفسى والجسدى للتلميذ.
من المؤكد ان حماية التلاميذ الصغار يبدأ من تزويدهم بمهارات أساسية تجعلهم قادرين على التعامل مع المواقف الصعبة. والمدرسة بصفة عامة تمتلك من الأدوات المهمة التى يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً إذا ما تم استخدامها بشكل دقيق وسليم بالتعاون مع أسر الطلاب نظرا لأنها تضم مناهج للتربية الوطنية والدينية بجانب معايير واضحة من لوائح السلوكيات وتحقيق الانضباط فضلا عن التوسع بالانشطة الطلابية.
لذلك من الأهمية استغلال هذه الأدوات بشكل كلى اعتماداً ايضا على التفاعل المستمر بين المدرسة والمنزل وعلى الأسرة توعية ابنائهم الصغار بضرورة تواجدهم دائماً وسط زملائهم داخل الفصل وخارجه وتوجيههم إذا ما تعرضوا لأى اعتداء التواصل معهم عقب وصولهم لمنازلهم.
كما ينبغى على الأم فتح حوار هادئ مع طفلها بعيدا عن الانفعالات بما يشجعه للتحدث بصراحة عما تعرض له خلال يومه الدراسي.
كما ينبغى على الأسرة مراقبة أى علامات غير طبيعية تظهر على أطفالهم الصغار سواء كانت نفسية وتشمل التوتر والقلق والشرود والخوف أو الجسدية من خدوش أو كدمات للتعامل معهما بشكل جاد وعلى المدرسة دور مهم فى عدم التستر على أى واقعة اعتداء أو تحرش دون إبلاغ فورى وان تكون هناك عقوبات واضحة وصريحة لأى مدير أو معلم أو عضو من العاملين بالمدرسة يتهاون فى هذا الواجب أو تجاهل الشكاوى المتكررة من التلاميذ مع أهمية تخصيص خط ساخن مخصص لهذه القضايا التى تتمتع بسرية نظراً لأن بعض الأسر تتردد فى الإبلاغ خوفا من السمعة أو الحرج الاجتماعى وبحيث يتاح لها الإبلاغ دون حاجة للتوجه مباشرة لاقسام الشرطة مع تغليظ عقوبة جرائم التحرش لضمان مستوى صارم من الردع.









