الخميس الماضى مر عام بالتمام والكمال على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل فماذا حدث؟.. إسرائيل كعادتها لم تلتزم بالاتفاق الذى أصبح مجرد اتفاق لوقف نار حزب الله فقط حيث تعربد إسرائيل فى الجنوب اللبنانى وغاراتها تصل إلى بيروت دون أن يحرك المجتمع الدولى ساكنا طالما أن إسرائيل تتوارى تحت غطاء اتفاق وقف إطلاق النار.. نفس السيناريو يتكرر فى غزة رغم اتفاق وقف النار تواصل إسرائيل جرائمها فى القطـــاع وســط لا مبالاة دولية.
إسرائيل هى المستفيد الأول والأخير من مثل هذه الاتفاقات حيث نجح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من خلالها فى إخراج إسرائيل من عزلتها الدولية بعد توالى اعترافات دول العالم بالدولة الفلسطينية المستقلة كما أن تلك الاتفاقات نجحت فى حجب الضوء الإعلامى عن ممارساتها الإجرامية المستمرة فى غزة ولبنان حيث أصبحت وسائل الإعلام العالمية تركز فقط على نقص المساعدات الإنسانية وقسوة حياة الفلسطينيين مع دخول فصل الشتاء فيما يعانى لبنان من صمت دولى تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة على أراضيه وحسب وزارة الصحة اللبنانية قتلت إسرائيل أكثر من ثلاثمائة شخص وأصابت ألف آخرين وفى غزة سقط أكثر من ألف فلسطينى بين قتيل وجريح منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
ورغم أن تلك الاتفاقات ساهمت فى تجميل صورة إسرائيل أمام المجتمع الدولى حيث توقفت المظاهرات التى كانت تجتاح العالم وتندد بجرائمها تواصل إسرائيل رغم ذلك الضغط لنزع سلاح حزب الله وحركة حماس إلا أن انتهاكاتها المتكررة لوقف النار يجعل الطرف الاخر يتمسك أكثر بسلاحه وهو يشاهد كل يوم الخروقات الإسرائيلية فى غزة وفى لبنان.
نعم إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية فى غزة وتشن غاراتها على لبنان وتصول وتجول فى الأراضى السورية دون حساب وهو ما يعرقل تنفيذ المرحلة الثانية لاتفاقى وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان فكيف توافق حماس مثلا على نزع سلاحها فى ظل استمرار المجازر الإسرائيلية فى غزة والضفة الغربية وكيف تقنع الحكومة اللبنانية حزب الله بتسليم سلاحه وهى تشاهد كل يوم الانتهاكات الإسرائيلية لسيادتها.









