دائماً ما أترقب لقاءات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مع الطلبة المتقدمين لأكاديمية الشرطة كل عام حيث أعتبر أن الحوار التفاعلى الذى يجريه سيادته معهم يمثل أسلوب حياة ومنهج عمل لمستقبلهم الوظيفى فى جهاز الشرطة وأيضاً دائماً ما أتخيل نفسى محلهم وأنا أستمع لتوجيهات مباشرة من السيد رئيس الجمهورية شخصياً ويبث بداخلى روح الانتماء للوطن خاصة وأن هؤلاء الطلبة لم يبدأوا بعد مشوار حياتهم الوظيفية أن أعمارهم لا تتجاوز 18 عاماً بعد انتهائهم من المرحلة الثانوية أو 22 عاماً بعد إنتهائهم من المرحلة الجامعية.
ودائماً ما يكون حديث الرئيس معهم بسيطاً وواضحاً وودوداً لأنه يعلم أنه يخاطب فئة عمرية لم تتعرض بعد لمصاعب الحياة أو تجاربها ومشاكلها….ورغم ذلك جاء لقاء سيادته معهم هذا العام ليتحدث فى أمور لا تهمهم هم فقط بل تهم المجتمع المصرى بالكامل خاصة فى هذه الظروف والمرحلة التى تمر بها البلاد والمصاعب التى تتعرض لها على الصعيد الخارجى والداخلى وعن قضايا الساعة حيث شعرت أن هؤلاء الطلبة يمثلون الدولة المصرية بجميع فئاتها وهو يتحدث إليهم وكان تركيزهم العالى سبباً فى تناول معظم الموضوعات التى تدور على الساحتين بما فيها قضايا الفساد والوعى والإنتخابات بل وتطرق إلى موضوعات قد يكون هؤلاء الطلبة أول مرة يستمعون لها بحكم سنهم وخبرتهم مثل علاقتنا بصندوق النقد الدولى والقروض والزيادة السكانية …. وأعتقد أن السيد الرئيس كان يخاطب الشعب المصرى من خلال هؤلاء الطلبة لعل ما يسمعونه من سيادته يصل إلى ذويهم بل إلى الرأى العام المصرى كله.
من أبرز القضايا التى أثارها السيد الرئيس وسبق أن تحدثنا عنها كثيراً قضية الوعى حيث أوضح سيادته أن الوعى يشمل جميع جوانب الحياة من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعى إلى الغذاء والعلاقات الانسانية والروحية مع الله عزوجل وأنه لا توجد مسألة يمكن تجاهلها وعندما يصل المواطنون إلى مستوى الوعى الكامل بكل جوانب حياتهم سيكون ذلك بمثابة مسار قوى لتحقيق التنمية المستدامة والنمو الإقتصادى المنشود لمصر وإن إلتزام المصريين بالعمل الواعى والمثمر سيكون مفتاح تحقيق الإنجازات المستقبلية للبلاد فى ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة….وهنا نقول أن الوعى هو حجر الزاوية فى بناء المجتمعات والقوة الكامنة التى تمكن الفرد من فهم ذاته ومحيطه وإتخاذ القرارات الصائبة والمشاركة الفعالة فى تلك المجتمعات…..ومن هذا المنطلق كان حرص السيد الرئيس على توجيه أبناءه الطلبة بحسبانهم شباب المستقبل وعناصره الفعالة للإهتمام بمفهوم الوعى لمواجهة التحديات المعاصرة فى ظل التغيرات المتسارعة التى يشهدها العالم….وفى لمحة تشير إلى ذكاء وتفهم الرئيس إلى لغة العصر كان هناك ما يشبه التحذير والإحتياط والوعى لما ينشر على وسائل التواصل الإجتماعى وعدم الجنوح إلى تصديقها بوجه عام قبل التأكد من مصدر المعلومات الواردة بها ومن هنا فإن ما يثار حول الدين العام الذى تتحمله الدولة المصرية حالياً يجب أن نعى جيداً أن ذلك جاء نتيجة العمل على تقليص الفجوة بين المصروف المتاح وبين الأهداف المطلوب تحقيقها وهو ما يتطلب وعى مجتمعياً كبيراً وإدراكاً لسياسات الدعم لتقليل تأثير الأوضاع الإقتصادية العالمية على الفئات الأكثر إحتياجاً والذى يبلغ 600 مليار جنيه سنوياً هذا بالإضافة إلى المشروعات التنموية التى تقوم بها البلاد والتى تتطلب ضرورة إستكمالها خاصة بعد البدء فى تنفيذ العديد منها وإنه من الصعب التوقف عنها.
جاء الحديث عن الإنتخابات البرلمانية الجارية حالياً ليؤكد ما ذكره سيادته فى تدوينته إنه من اللازم أن نتوخى حسن الإختيار فى المرشحين وأن ننتقى الشخص المناسب القادر على ممارسة عمله التشريعى والخدمى بما يحقق آمال ناخبيه وهو ما يتطلب ضرورة الوعى بأهميه إختيار هذا الشخص دون الإنسياق لأى مغريات مالية أو مجاملات مؤقتة تنتهى بانتخابه ثم بعد ذلك تنقطع علاقته بمن انتخبوه.
جاءت إشادة السيد الرئيس بحالة الأمن والاستقرار برداً وسلاماً على رجال الشرطة حيث أكد أنهما الدعامة الرئيسية لأى إنطلاق إقتصادى وفى مقدمته قطاع السياحة الذى يسير بخطى متسارعة فى ظل هذا الإستقرار الأمنى وهو ما سوف يساعدنا على أن نؤسس تنمية سياحية حقيقية لتحقيق المستهدف من هذا القطاع الذى يمثل أحد أهم روافد الدخل القومى المصرى وإننا بصدد الوصول إلى تحقيق 28 مليون سائح خلال الفترة القريبة بما يعزز الإقتصاد ويعزز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.
كان إهتمام الرئيس بالشباب محل إستفاضة فى حديث سيادته حيث أكد على ضرورة الإستفادة من طاقة الشباب لتحقيق التنمية الشاملة مؤكداً أن العنصر البشرى يظل الركيزة الأساسية للنجاح وأن مصر بشبابها قادرة على التغيير بوتيرة أسرع بشرط حسن إختيار الإنسان المناسب سواء كان وزيراً او لاعب كرة أو أى أحد لو تم إختياره وتجهيزه بصورة جيدة .
تطرق السيد الرئيس إلى الإعلام الذى يعتبره من أهم ركائز نشر الوعى بين الجمهور خاصة إذا كان إعلاماً موضوعياً وعقلانياً مما يساهم فى تشكيل المزاج العام والبعد به عن الرذائل والموضوعات التى لا تمثل الأسرة المصرية بل إنها تساهم فى تفتيت تلك الأسرة والبعـــد بها عن الواقــع الحقيقى الذى نعيشــه وهو ما ساهم بشكل أو بأخر فى زيادة حالات الطلاق والتفكك الأسرى لأن القائمين على الفن والإعلام بعيدون عن تشخيص المجتمع الحقيقى وبالتالى لا يضعون حلولاً مقبولة للحفاظ على كيان هذا المجتمع متجاهلين فى ذلك الدور الإيجابى الذى تقوم به الزوجة المصرية فى دعم زوجها والوقوف خلفه أياً كان دخله بل أن الدور السلبى الذى يقوم به بعض الإعلام والفن ساهم فى تغيير التربة الخصبة للأسرة المصرية الحقيقية وجعل أفرادها خاصة الفتيات ترفض واقعها وترغب فى الذهاب إلى الأحلام الواهية فتجد نفسها قد ذهبت إلى طريق الهاوية.









