السلام الذى يتباهى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بفرضه فى الشرق الأوسط أصبح على شفا الانهيار وبات حبرًا على الورق ومجرد كلمات يرددها الرئيس ترامب بين الحين والآخر حينما تملكه النرجسية المفرطة وهو يتحدث عن الحروب الثمانية التى استطاع أن يوقفها على الكرة الأرضية.
وقمة السلام فى شرم الشــيخ التى عُقدت فى 13 أكتــوبر 2025 برئاسة مشتركة للرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس ترامب بهدف إنهاء الحرب فى قطاع غزة وتعزيز السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط وشهدها قادة من أكثر من 20 دولة وضعت خطة ملزمة لوقف الحرب على مراحل الأولى تسليم الأسرى الإسرائيليين وجثث القتلى منهم مقابل الإفراج عن أعداد محددة من المعتقلين وجثث الشهداء الفلسطينيين.
المقاومة الفلسطينية من جانبها التزمت ببنود الخطة وسلمت الأسرى الذين وقعوا فى يديها فى طوفان الأقصى خلال الأيام الثلاثة التى حددتها الخطة وتسعى سعيًا حثيثًا بمعاونة مصرية لانتشال الأسرى الإسرائيليين من الأنفاق التى تعرضت للقصف الإسرائيلى فقتل فيها هؤلاء ولم تتأخر لحظة واحدة عن بذل أى جهد ممكن لغلق هذا الملف والانتقال للمرحلة التالية لخروج العدو الإسرائيلى والبدء فى إعادة إعمار غزة.
على الجانب الآخر حيث الكيان الإسرائيلى المعروف عن قادته التلاعب والكذب والخداع يحاول منذ اليوم الأول نسف الخطة واختلاق الذرائع لممارسة جرائمه بين الحين والآخر وقصف المدنيين وقتل المئات من النساء والأطفال فى المناطق التى خرج منها وفى المناطق التى مازالت تحت سيطرته خلف الخط الأصفر يقوم بنسف وتدمير ما تبقى من بيوت أو مدارس أو مستشفيات لجعلها مناطق تستحيل فيها الحياه واستفزاز المقاومة التى تكظم غيظها لدفعها للرد على خروقاته المستمرة ليجد المبرر لشن العدوان من جديد وهو ما يضع الرئيس الأمريكى والوسطاء فى حرج شديد لأن الأول يعلم أنهم يكذبون، والآخرون يضيقون ذرعا بالممارسات الإجرامية وغطرسة القوة التى يتفاخر بها.. وفى الوقت نفسه يمنع دخول المساعدات الإنسانية المكدسة على المعابر ولا يسمح بدخول السلع الضرورية لحياة الناس وبينها المستلزمات الطبية وألبان الأطفال وعشرات الآلاف من الخيام الضرورية لكى تستر الناس فى تلك الأوقات الصعبة بسبب الانخفاض الشديد فى درجات الحرارة
وغير بعيد من قطاع غزة حيث الجنوب اللبنانى الذى يتعرض بشكل يومى لضربات جوية تتسبب فى مقتل العديد من المدنيين، ثم اخترقت هذا الاسبوع الخطوط الحمراء لاستهداف أحد القادة العسكريين لحزب الله فى الضاحية الجنوبية للعالم اللبنانية بيروت.
كل تلك المشاهد تنبئ أن القادم إذا لم يحدث تدخل حاسم من واشنطن لن يكون هناك سلاما وأن الحرب ستندلع فى وقت قريب طالما منح العدو الإسرائيلى نفسه حق القتل وبسط السيطرة وممارسة الغطرسة وانه يمكنه أن يمارس جرائمه دون ردع للأبد ولكن تلك أوهام الضعفاء.









