رغم توقيع اتفاق سلام برعاية الولايات المتحدة الامريكية لفرض الهدوء والاستقرار فى منطقة الشرق الاوسط مازالت اسرائيل تحاول جر المنطقة الى عدم الاستقرار من جديد والعودة الى الحرب فى محاولة للكسب الوقت للابقاء على الحكومة اليمينية المتطرفة اطول وقت ومحاولة تحقيق ما يسمى بإسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات متناسية ان مصر التى تملك القوة والسلاح قادرة على فرض الردع المطلوب وحماية الامن القومى المصرى على حدودها الاربعة.
سنت إسرائيل قوانين تسمح بقتل الاسرى وهو ما يتنافى مع القوانين الانسانية وسنت قانوناً آخر من قبل يسمح بضم الضفة الغربية لوأد قيام دولة فلسطينية وها هى تؤكد من جديد على لسان نتنياهو عدم موافقتها على قيام دولة فلسطينية ورغم قيام الرئيس الامريكى بطلب السماح بالافراج عن قوات حماس المحتجزين فى الانفاق فهى تماطل وترفض بشدة وترفض الانتقال الى تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق السلام الذى تم توقيعه فى شرم الشيخ.
وها هى إسرائيل تقوم بالاستمرار فى انتهاك اراضى لبنان وسوريا واحتلالها وضرب ما تراه تهديداً لامنها القومى سواء كانوا عناصر من حزب الله او جماعات من الفصائل السورية بهدف تقسيم هذه البلاد والاستيلاء على اراضيها ومواقع استراتيجية مثل جبل الشــيخ فى ســوريا و5 أجزاء فى جنوب لبنان استولت عليها أثناء اجتياح الجنوب اللبناني.
ولم يتوقف التدخل الاسرائيلى عند التدخل فى الامن القومى العربى بل تقوم بمد إثيوبيا بالسلاح لتأجيج الصراع مع مصر حول السد لتهديد الأمن المائى الذى يعتبر شريان الحياة للمصريين وأيضاً دعم حميدتى المتمرد ضد الجيش السودانى فى محاولة لتقسيم السودان وإضعافه والاشتراك مع دول اخرى لنهب ثرواته وموارده بابخس الاثمان.
واذا كانت الولايات المتحدة ترغب فى صنع السلام فى منطقة الشرق الاوسط فهذا لا يتحقق إلا بمحاكمة الحكومة اليمينية المتطرفة فى إسرائيل على جرائمها امام محكمة العدل الدولية وايضاً محاكمة حميدتى الذى يناصر إسرائيل ويستمد منها العون ضد الجيش السودانى ومارس جرائم إبادة مماثلة لما ارتكب ضد الفلسطينيين لم تتكشف غالبيتها بعد.
كما يجب تعيين حكومة إسرائيلية جديدة متوازنة وغير متطرفة ترفع شعار السلام هدف وتؤمن بحل الدولتين ليعيش الفلسطينيون والاسرائيلييون فى امان وتطوى الى الابد صفحة التوسع والاستيطان وحلم إسرائيل الكبرى اذا كانت تنشد بحق التطبيع والعلاقات الجيدة مع جيرانها.
وأقول ان العالم اصبح اليوم قرية صغيرة بلا حدود وما كان غير متاح أمس اصبح متاحاً اليوم وان التكنولوجيا تطورت خلال الـ60 سنة الماضية وما كان غير ممكن اصبح ممكناً وان توازن القوى فى منطقة الشرق الاوسط اصبح يميل ناحية مصر التى تملك قوة قادرة على الردع ولذلك يجب الاستعانة بالعقلاء لادارة الامور فى المنطقة والكف عن العربدة وجر المنطقة الى حروب لا تؤدى الى النمو والتعميرومدمرة للانسانية.
ان الولايات المتحدة الامريكية امامها فرصة ذهبية لصنع سلام حقيقى غير منحاز وان تثبت للعالم ان امريكا جديرة بان تقود العالم الى الاستقرار ونبذ العنف ومحاسبة مجرمى الحرب على ما ارتكبوا من جرائم.









