بعد ساعات من عقد قرانه على “شريكة العمر”، أنهى شاب حياة عروسه بطعنات سكين غدرًا، لتسقط جثة هامدة بمسكن أسرتها بعد خلاف بينهما. وقبل أيام من إتمام مراسم ليلة العمر، تم زفافها إلى القبر في جنازة مهيبة وسط صدمة الأهل والأحباب بدلاً من عش الزوجية. تم القبض على المتهم واعترف بتفاصيل جريمته. وأُخطر اللواء محمود أبو عمرة، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، والنيابة تباشر التحقيق.
تفاصيل الجريمة
الجريمة المؤسفة وقعت بإحدى القرى بمركز المراغة بصعيد محافظة سوهاج. نشأت المشكلة نتيجة لحياة الاستهتار عندما ارتبط الشاب المتهم بالضحية “أسماء” (25 عامًا) تلبيةً لرغبة الأهل بحكم صلة القرابة والعادات والتقاليد المتوارثة دائمًا في الريف، من أجل الترابط العائلي، بعيدًا عن غراميات فترة الخطوبة وعدم الاعتراف بها، وعلى اعتبار أن الحب يأتي بعد الزواج.
هموم وأحزان
هكذا تم الارتباط، وبمرور الأيام تم عقد قران العروسين سريعًا وسط جو من البهجة والزغاريد وطبول سعادة العائلة، وتحديد موعد الزفاف، دون أن يدرك أحد من الأهل ما يخفيه لهم القدر من أحزان مدمرة للفرحة قبل أن تكتمل فصولها، بسبب تهوّر “العريس” وعدم انسجامه مع من اختارها الأهل، لتزداد وتيرة الخلاف بينهما ويقرر الخلاص منها في لحظة غضب، خاصةً مع تعلُّق قلبه بأخرى.
طعنات الغدر
وقت الحادث، تسلل المتهم إلى مسكن “العروس” المغلوب على أمرها، لينهار عليها بطعنات الغدر أثناء وجودها بغرفتها، بكل قسوة وبلا رحمة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة وفَرّ هاربًا دون أن يشعر به أحد، لتتعالى بعدها صرخات الاستغاثة من أفراد الأسرة فور عثورهم عليها جثة ملطخة بالدماء في مشهد مأساوي ومبكٍ لجميع أهالي البلدة، حزنًا على فراق عروس في زهرة شبابها لم تكتمل فرحتها.
رجال المباحث
فور إبلاغ مركز الشرطة، أُبلغ اللواء دكتور حسن عبد العزيز، مدير أمن سوهاج. انتقلت قوة من رجال المباحث بقيادة اللواء محمود طه، مدير المباحث الجنائية، للفحص والمعاينة للضحية المجني عليها وسماع أقوال الشهود. وتم نقلها إلى ثلاجة حفظ الموتى تحت تصرف النيابة، التي قررت انتداب الطبيب الشرعي لتحديد سبب الوفاة قبل تسليمها للأهل والتصريح بالدفن.
ضبط المتهم
توصلت التحريات، بعد فحص المشتبه فيهم ورصد كاميرات المراقبة، إلى أن المتهم هو العريس الذي كان يستعد لزفافه عليها. وقد حاول تضليل فريق البحث الجنائي بدموع الغش هربًا من جريمته، لكنه انهر سريعا بعد تضييق الخناق عليه، واعترف بدموع الندم بتفاصيل سيناريو الحادث كما خطط له ونفذه، وسط حسرة الأهل على فقدان العروسين قبل أن تبدأ حياتهما، لتسيطر الأحزان على البلدة وتصبح حكايتهما حديث الناس في كل مكان.
حبس القاتل
تُحرر محضر بالواقعة وأُحيل المتهم للنيابة، التي قررت بعد سماع أقواله وتصوير جريمته في مسرح الحادث، حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، مع مراعاة التجديد له في الميعاد لحين إحالته لمحكمة الجنايات لينال عقابه الرادع، قاضياً ما تبقى من العمر خلف أسوار السجن جزاء إجرامه.








